الأسعاء المـديـر العـــام
عدد الرسائل : 1199 المزاج : احترام قوانيين المنتدى تاريخ التسجيل : 28/03/2008
| | ''هشام'' و''الأيام'' مرحلة وشعب ( بقلم : هيثم الزامكي ) | |
هل حقا اننا نعيش في عالم حر؟ وإذا لم نكن كذلك, فهل يحق لنا ان نحلم بالالتحاق بركب العالم الحر؟ ثم هل يوجد عالم حر أصلا؟ والمهم وليس الأهم, هل نحن في بلد ديمقراطي, كما تدعي سلطته؟.
إذا كانت الإجابات المبدئية أو الدبلوماسية لتلك التساؤلات هي "نعم" فلنحترم تلك الأسس التي يجمع عليها الكل بأنها أساس التعايش والمصداقية والثقة التي يمكن ان نبني بها العالم الجديد, وإذا كانت الإجابة "لا" او بين "لا" و " نعم" وانه لا يوجد عالم حر ولا توجد لدينا ديمقراطية, فلننزع عن وجوهنا قناع المجاملة والحسابات السياسية التي يعتقد البعض انها تصب في مصلحة البلد والمنطقة, بينما تقراها السلطة على أنها ضوء اخضر للمضي قدما في ممارسة القمع وانتهاك حقوق الإنسان في هذا البلد. أسئلة كثيرة تلك التي تدور في بالنا وبال الملايين من أبناء الوطن, أسئلة عميقة وخطيرة تحتاج لإجابات مقنعة من جميع المعنيين بمصالحنا ومصالحهم, لان سقوط الأمل بإمكانية تحقق الديمقراطية وإمكانية الانتماء للعالم الحر, سوف يسقط وينسف أيدلوجيا جديدة بدأنا نفهم بعض مفرداتها من قرأتنا للسياسة العالمية في الفترة الأخيرة, خاصة بعد خطاب الرئيس الأمريكي باراك اوباما في القاهرة, وفي ظل حالة التعبئة السياسية الحالية على الساحة المحلية والإقليمية والعالمية, فان سقوط هذا الأمل او هذه الايدولوجيا السلمية سيترتب عليه نمو ايدولوجيا معاكسة قد تتنوع في أشكالها لكن عنوانها الرئيسي واحد "ايدولوجيا اليأس". ان ما يحدث من ظلم وتجاوز لأبسط قواعد الديمقراطية ضد جريدة "الأيام" وناشريها الأستاذين هشام وتمام باشراحيل, وأفراد أسرتهم والمنتسبين للصحيفة, هو انتهاك صارخ لمبادئ ما يسمى بالعالم الحر, وهو في ذات الوقت تراجع وتنصل حقيقي عن اتفاقيات الوحدة اليمنية التي قامت على شرط قيام الديمقراطية بين نظام جمهورية اليمن الديمقراطية ونظام الجمهورية العربية اليمنية, لذا فان التراجع عن الديمقراطية هو تراجع عملي عن تلك الوحدة, والممارسات الحالية من قبل السلطة تجاه صحيفة "الأيام" توشك ان تسقط تماما تلك المسماة ديمقراطية, فكيف يمكن ان تكون ديمقراطية في وقت تغلق فيه صحيفة مهنية ومشهود لها بالمصداقية, وتحرق جرائدها, ويتم التقطع لطاقمها, ومصادرة إعدادها, وتحاصر بالعسكر, وتضرب بمختلف أنواع الأسلحة في نهار دامي مازال حبره يسيل حتى اليوم, كيف تغلق صحيفة استفتى عليها الجمهور وجعلها الأولى على الساحة المحلية؟ كيف تغلق صحيفة دون حكم ومحاكمة عادلة؟ وأخيرا كيف يقبل الشعب والعالم والسلطة بمحاصرة رجل أفنى عمره في خدمة الصحافة المحلية وخلف بصحيفته الخلاقة معنى جديد للديمقراطية التي استوعبها الشعب ولم تستوعبها القوى المناهضة للديمقراطية, وهنا نود الإشارة الى امر في غاية الخطورة ويجب ان يدركه الجميع داخليا وخارجيا, فحكاية السلطة مع " الأيام" تسير باتجاه نهاية لا يريدها أحد, فمحاصرة هشام باشراحيل وأسرته لن نفهمها ولن يفهمها العالم الا انها حكم بالسجن على علم ورمز كبير من رموز الديمقراطية, ومنع هشام باشراحيل من السفر وهو بحالة صحية تتدهور يوم بعد يوم هو حكم غير قانوني بإعدام الرجل واستشهاده, لذا فإننا باسم الديمقراطية التي نراهن انها ستكون طوق النجاة للجميع في هذا الظرف الحساس, نناشد العقلاء في السلطة وكل مناصري الديمقراطية في الوطن و في العالم , ان يضغطوا باتجاه إنهاء المحنة الإنسانية التي فرضت على "الأيام" وسيدها النبيل هشام باشراحيل وجميع أفراد أسرته. كما اننا نقولها وبمنتهى الصراحة النابعة من تقديرنا للعواقب, إننا اذا فقدنا هشام بسبب هذا الحصار ومنعه من السفر, فإننا سنفقد إيماننا بأقلامنا وديمقراطيتنا وسلميتنا وبالعالم المسمى "حرا" لكننا قبل وبعد هشام لن نفقد رجولتنا وعزمنا على مجابهة الظلم والظالمين, والتاريخ علمنا ان الرموز يعتبرون مراحل في حياة الشعوب, والرمز هشام باشراحيل هو مرحلة في ضمير شعبه, ومن قرر إنهاء هذه المرحلة بهذه الطريقة وحده سيكون مسئول عن تبعات الدخول والتحول إلى مرحلة جديدة. | |
|