الأسعاء المـديـر العـــام
عدد الرسائل : 1199 المزاج : احترام قوانيين المنتدى تاريخ التسجيل : 28/03/2008
| | الهوية الوطنية بين المواطنة والانتماء للوطن ( بقلم : علي ناصر الزامكي) | |
الأسعاء"بقلم:علي ناصر الزامكي هذا السؤال يحيرني و يحير الكثير من جيل الشباب و الذي لازال يحتاج الى نظره ثاقبة للغوص في أعماقه و البحث عن الأسباب و التداعيات التي إحاطته خلال أكثر من نصف عقد من الزمن في الجنوب؟ نعم مر على الشعارات القومية زمن ليس بالقصير و التي كانت فيها الوحدة العربية هي الهدف الرئيسي لتلك التيارات و الإيديولوجيات الحزبية الوفية لشعاراتها ذاتها فقط و ليس للوطن او هويتها التاريخية و لا يهمها كيف تحقيق الوحدة العربية و باي شكل ستكون و لكن كل تيار يحلم بالوحدة العربية حسب مقاسات إيديولوجيته على مسافات تفكيره .
و لم يدرك هل حلم الوحدة العربية ممكن, أم بلطجة سياسية إيديولوجيه تعبر عن طموحات ذلك التيار و افراد حزبه فقط, بعيداً عن ما يملية الواقع المعاش و بالتالي تصبح الوحدة غاية حزبية و ليس مطلب شعبي كما يروج له الإعلام العربي , في ظل الشعارات الحماسية و العاطفية المؤقتة في تلك الفترة و من خلال ما ذكر أعلاه يمكننا القول بان تلك التيارات و الاتجاهات و الإيديولوجيات المقيتة يمكنها تتمدد حسب المسافات التي تتحرك فيها و كل تيار يرى انه هو الأقدر و الأفضل على تحقيق حلم الوحدة العربية الشاملة و المرشح شعبياً لقيادتها و المعبر الأمثل لتطلعات و مصالح جماهيرها الشعبية . عندما تاتي تلك التيارات او تلك الأحزاب الى سدة الحكم, في هذا البلد او تلك تحاول تلك التيارات تحقيق حلم الوحدة العربية حسب توجهاتها و سياساتها الحزبية و الإيديولوجية و يجعلونها شعار قومي دائم شكلي و جوهرها حزبي مناطقي مقيت و لدينا تجارب عديده على سبيل المثال ماجرى في ظل دولة الجنوب فترة حكم الحزب الاشتراكي اليمني و في حقيقة الامر هذه الظاهرة ليست محصورة على الحزب الاشتراكي اليمني بالجنوب و لكنها ظاهرة عامة انتشرة فترة حركات التحرر الوطني بشكل غير مسبوق و تجاوزت الوطنية و القطرية الى خارج حدودها و بالذات في أطروحاتها السياسية و برامجها السياسية في تلك المرحلة الماضية , فمثلاً فترة حكم الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي كانت برامجه و قراراته تهدف الى تحقيق مصالح سوفيته وهي ذاتها (الأيديولوجية الحزبية) تدعي بانها ذات المصالح الأممية التي ترتكز عليها أيدلويوجية الحزب الحاكم و لم يبقى للاحزاب الشوعية المنتشرة في بقاع الأرض الا ان تدافع عن سياسات الحزب الشوعي السوفيتي باعتبارها من وجهة نظرهم المعبر الحقيقي لتطلعات البشرية اجمع و ما عدا ذلك خيانه تستوجب العقاب و هذا ما عشناه و شاهدناه من عقاب جماعي في ظل حكم الحزب الاشتراكي اليمني خلال حكمه للجنوب. الواقع يفرض نفسه على مثل تلك الإيديولوجيات و لايقبل بالفرضيات او الحتميات الإيديولوجية التي يسوغها هذا الحزب او ذاك مهما كانت سامية ونبيلة في, شكلها الخارجي , الا انها حتماً سوف تصطدم مع المصالح الوطنية العلياء للوطن و هويتها التاريخية المتجسدة في مشاعر و روح أهلها و ناسها و ثقافتها الوطنية على مر التاريخ . لقد كانت الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990 قراراً سياسياً وحزبياً و من منطلقات إيديولوجية مطلقة سواء بالنسبة للحزب الاشتراكي اليمني او المؤتمر الشعبي العام و لكنها ايضاً من منطلق المصالح الحزبية لهذا التيار او ذاك الراغبة بالوحدة, فلو عدنا الى الخلف شويه و قراءنا التاريخ الأوربي سنجد بان الوحدات الأوروبية قامت على معطيات ايديولوجية و مصالح حزبية و لكنها فشلت بسب انها لم تنطلق من مصالح مشتركه لتلك الشعوب التي توحدت معها في تلك الحقبة من الزمن و لهذا شاهدنا من خلال التاريخ كيف دمرة أورباء في تلك المرحلة من وحدتها الايديولوجية على مقاسات وطنها و ليس على مقاسات تلك الدول التي توحدت معها و بالتالي فشلت تلك الوحدة الأوروبية في تلك الفترة و هذا يقودنا الى طريقة و أسلوب الوحدة اليمنية التي قامت بين الاشتراكي و المؤتمر الشعبي العام و برغم بعض العوامل المشتركة بين الاشتراكي و المؤتمر الشعبي في حدود معينه الا ان الايديولوجيه و صراعاتها كانت شاسعة . هنا يأتي دور القرار السياسي الحاسم و يكون من الأسفل الى الاعلى و هذا ما يرفضه نظام صنعاء اليوم اي لابد بان يتجرءا نظام صنعاء لإجراء استفتاء شعبي عام في الجنوب على الوحدة اليمنية الموقعة بين الحزب و المؤتمر ليقول الشعب كلمته الاخيره فيها وبهذا سيكون قرار حكيم و سيدخل الرئيس صالح التاريخ من اوسع أبوابه بمثل هذا القرار و لكن يكون الاستفتاء الشعبي الجنوبي على الوحدة بإشراف دولي ليكون قرار الشعب ذات صفه دولية معترف بها و بالتالي سيكون الحديث عن الوحدة ذات شرعية وطنية اولاً ودولية ثانياً , اما ما حصل من اتفاق بين حزبيين حاكمين لا يحمل صفة شرعية او دولية , لانه يعبر عن مصالحه وسياساته الحزبية فقط و لم يأتي الى سدت الحكم بقرار شعبي و انما جاء بقوة السلاح واعذروني في الخوض في ذلك الانقلاب. ان مفهوم الهوية الوطنية الجنوبية في سياسة احزاب اللقاء المشترك اليمني هي شعار, المواطنة المتساوية و بالتالي وضع معنى المواطنة و الهوية الوطنية لاي بلد في سياق و مستوى واحد هذا هو الخطاء الأعظم في حق تاريخ امة وشعب و للأسف المعارضة اليمنية حسب إعلامها لا تفرق او تتعمد التمييز بين المصطلحين(الهوية الوطنيه- و المواطنة) و حتى لا نتعمق في الغوص في ذلك لانه قد يجرنا الى مأزق يحتاج لوقت لشرحه و من الجانب الاخر, قد يستغلها النظام لصالحة و قد تجرنا الى عوامل فلسفية تخرجنا عن موضوعنا الاساسي و لهذا يمكنني القول بان الهوية الوطنية إنتماء, لهذا الارض و هي قبل ذلك عقيدة وقيم , تترجمها معاني الانتماء , في حياة الانسان وهي جزاء من شخصيته و تكوينها و بالاضافة بان تلك القطعة من الارض التي ينتمي اليها الانسان هي جزء من ديمومته و مكون له و هي تجسد بقاء الانسان عبداً لارضة وهويته وتاريخة و امته و هذا الاحساس يجعل الانسان يقوم بالعمل الجاد و الفاعل من أجل هويته و ارضه و تاريخه الذي يتجسد في تاريخ امته ليكتب, عنه التاريخ بانه يستحق بجدارة نعمة العيش تحت سماء ارضه. اما ما تقدمة لنا المعارضة اليمنية من مصوغات و مصطلحات جديده مثل الوحدة الوطنية بين الشعبين هي نفس شعارات تلك الاحزب الشيوعية عندما قدموا المواطنة على الهوية الوطنية للبلد و تعمدوا تعريف المواطنه بانه التزام أخلاقي و انساني تفرضه القيم الدينية على كل مسلم تجاه اي فرد على الأرض سواء مسلم او كافر, لان المواطنه حق يكفله الدستور لكل فرد بغض النظر عن جنسه او دينه و لكن المواطنة لاتعني الهوية التاريخية لهذا الفرد بقدر ما تعني مساواته بالحقوق و الواجبات مثله مثل ابن الوطن الاصلي مثلاً انا مواطن روسي حالياً وأولادي ايضاً ولدواء هنا ولكن تنطبق علينا حقوق المواطنة و لا تنطبق علينا حقوق الهوية الروسية لانني انا و ابني رغم مسقط رأسه بروسيا الا انه يحمل هويتي التي احملها و لا نحمل في روحنا الهوية الروسية بقدر ما نحمل حقوق مكتسبه تفرضها فوانيين وضعيه و قد تأتي قوانين اخرى تلغي علينا تلك الحقوق و بهذا لابد بان نميز بين ابناء البلد الأصليين و الذين يحملون الهوية التاريخية لهذه الأرض و بين المهاجرين في حقبة زمنية معينه من التاريخ. عندما تروج بعض الاحزاب عبر السياسة للهوية بكل تأكيد ستخرج من مسارها التاريخي الى مسار سياسي يعتمد على الخديعة و الكذب على البسطاء الذين يجهلون معاني تلك المصطلحات و بالتالي تكون شعاراتهم اقرب الى الطقوس و يظنون انهم بذلك يدافعون عن الامة من الانهيار والسقوط و لكنهم في حقيقة الامر يتقوقعون حول شعاراتهم و ينعزلون عن شعوبهم و يسيطر عليهم الخوف بسبب انهم خرجوا عن الهوية التي يدعون تمثيلها باسم الوحدة الوطنية ويخرجون منها اشكالية الهوية و التي تحمل مؤروث ثقافي و انساني , بكل تأكيد ستظل مشكله مستعصية حتى ايجاد الحلول لفهمها و استيعابها بنفس المسافة و الحجم الذي تتحرك فيه حالياً قضيتنا الجنوبية. ان حب ابناء الجنوب لجنوبيتهم هو جزاء من هويتهم و تاريخهم الكبير و العظيم و يمكننا بان نطلق علية الحب الإرادي للوطن و هو حب غريزي يشترك و يندمج فيها الإنسان مع الأرض التي يتحرك فوقها اما المواطنة فهو حب فطري ساذج سرعان ما يذوب و يتغير مع تغيير الإقامة او استبدالها بوطن اخر و لكن المواطنة لهذا الشخص او ذاك يظل ألحنيين الى ايام الصباء و الطفولة ليس اكثر و لكن الهوية الوطنية لهذا الشخص اي ابن البلد الاصلي يحمل ابعاد فلسفية معقده يصعب شرحها عبر هذه النافذة و لكنني أوجزها بالتالي: هي خلاف المواطنة ابن الأرض الأصلي لا يحن الى مرتع الصبا و الطفولة و ذكريات الشباب فقط ولكنه انتماء وعقيدة تاريخية تربطه بالأجداد و تاريخهم على مدى العصور الماضية ولها أطراف مختلفة هي وطن الأجداد و العالم من حوله و هنا يجب تعريف الوطن هل هو مكان اقامتك او مسقط راسك أم هو انتماؤك الترابي او انتماؤك الديني؟ هذه الأسئلة تحتاج الى وقفة مع النفس لتعريف تلك الاستفسارات و عبرها ستدرك قيمة الوطن و هويته التاريخية حين فهمت معنى قيمة الوطن لها. احيانا ما يدفعني للكتابة في مثل تلك المواضيع هو ما اشاهده للفهم القاصر لقمية الوطن و هويته التاريخية و بالتالي يصبح الوطن عند بعض المثقفين واحزابهم السياسية, وكراً ضيقاً لمشاريعهم المقيتة و بالتالي تقزيم و تحجيم الوطن وهويته بمفهوم المواطنه هو جزاء من سياسات حزبية مقيته لكنها سوف تصدم بقوى وطنية حية ذات ابعاد سياسية تحمل في ثناياها الهوية الوطنية الأصل للبلد, ولو عدنا مرة أخرى الى التربية الانجليزية و هي تربية تسعى الى إيجاد المواطن الصالح و يظهر للمتابع بان المواطن الانجليزي في وطنه حريص على تحقيق المواطنة المتساوية لكنه رغم شعاراته و رغم التطور الهائل من التقدم العلمي الا انه لا يحققها مع غيره من البدون المستوطنة و يظل يتفاخر بهويته و تاريخ اجداده و يرى انه ارفع من البدون المستوطنة في ارضة و انه سيدهم ولهذا فالمواطنة ستظل ناقصة طالما فقدت اهم معانيها و هي هويتها الاصلية التي يجب غرسها في نفوس, الاطفال وحبهم للوطن و الغيرة عليه والدافع و التضحية في سبيله. | |
|