الأسعاء المـديـر العـــام
عدد الرسائل : 1199 المزاج : احترام قوانيين المنتدى تاريخ التسجيل : 28/03/2008
| | كفاية وصاية على حضرموت ( بقلم : عوض كشميم ) | |
|
زيارات مكوكية يقوم بها مشائخ ووجهاء من أبناء حضرموت إلى العاصمة صنعاء، طبعاً هدف الزيارات كما يقولون سياحية (صيفية) داخلية، بسبب الحرارة الشديدة في وادي حضرموت التي تصل 50مْ. لكن كما يبدو أن "وراء الأكمة ما وراءها" كما يقال، فسخونة الموسم لم تكترث بتقلبات المناخ الصحراوي، بل خيوطها أبعد من ذلك الادعاء بكثير، خصوصاً أن غليان الحرارة يقابله غليان في الوسط الاجتماعي الساخن الذي تشهده مدن في الجنوب بدأت تأثيراته تصل إلى المربعات التي يخشى المشائخ التقليديون في حضرموت أن تصلها، حتى لا يفتضح أمرهم في صنعاء.
وقد بدأ البعض يرتب أوراقه من الآن من خلال توزيع التهم، وفتح حلقات "صراع سلطوي-سلطوي بين المسؤولين المحليين، إلى درجة احتكار بعض المشائخ تمثيل حضرموت، والإسراف في الحديث باسم أبناء حضرموت عند كبار المسئولين، وأخطر ما يمارسه المصابون بمرض "أنفلونزا المشائخ" اللعب بورقة الوحدة، وتجييرها بين ضد ومع –أي من مع الوحدة ومن ضدها- وكأن الوحدة وجدت لتعبر عن مصالح طبقة المشائخ (أصحاب المصالح الحقيقية في الوحدةالأسبوع الفائت حدثني أحد أبناء حضرموت المقيمين في صنعاء عن خلفية النشاط الذي امتهنه بعض الوجاهات من ضحايا النظام السابق في الجنوب منذ بداية الوحدة وكذا ما بعد حرب 1994، وكيف استفادوا من استثمار الصراع بين الشريكين ومرحلة الاستقطابات، لتتحول قيمة التصالح الوطني الاجتماعي إلى ورقة للابتزاز، وجسر للكسب الشخصي، بعيداً عن اتساع دائرة التسوية لكل أبناء الواجهات التي طالها الأذى والاستهداف، لتذهب أنواع غريبة من البشر إلى وصاية تمثيل حضرموت، واستشراء هذا الادعاء إلى يومنا هذا بسقوف مختلفة يمارس جهاراً في بلاط السلطة فترة الأزمة، أو ارتفاع أصوات الاحتجاجات في الجنوب بما فيها حضرموت، ويصاحبه تخصيب "نهبوي" ضد قوى اجتماعية منافسة على السلطة كنقيض للتحالفات في الجبهة الاجتماعية المؤسسة للمؤتمر بوادي حضرموت، ويتنبين معيار الفرز الطبقي شماعة بحثاً عن مشروعية خارج الهيئات السياسية.
إن من يستحق أن يكون واجهة تجمع الناس عليه هو من يتصدر قضايا الناس، معبراً عن معاناتهم، يضع مصالح السواد الأعظم أمامه، يمتلك القدرة على المجاهرة بكلمة حق، بعيداً عن مشروع "الجنجويد"، لأن الجراح ما زالت تنزف عند كثير من البيوت الحضرمية العريقة بسبب موروث الماضي، فالمزايدة على وحدوية الوحدويين الحقيقيين لا تسندها أصوات النشاز، والعقول الخاوية التي تحاول الإمعان في سرد وهم خارج الوقائع والأحداث التاريخية.
دعونا نفكر حول ما ينفع الناس، بدلاً من زرع ألغام موقوتة وأحزمة ناسفة في أرض أضحت تفيق من حرائق الماضي.. وكفى | |
|