زائر زائر
| | طارق الفضلي في مواجهة جبهتين ( بقلم : عوض كشميم ) | |
دخل الشيخ طارق الفضلي دائرة الاهتمام الإعلامي والسياسي، ليس داخل اليمن فحسب، بل في المحافل الإقليمية منذ إعلانه الانضمام إلى الحراك الجنوبي في مطلع العام الجاري 2009 تتقدمه كنية "الجهادي" دلالة على مشاركته في الحرب الأفغانية، ضمن "كتائب المجاهدون العرب" ضد الوجود السوفيتي في أفغانستان فترة الثمانينيات.
ومن دون شك كان إعلان انضمامه بمثابة صدمة غير متوقعة لمراكز القوى في صنعاء، إلى درجة قيام الإعلام الرسمي بحملة دعائية استهدفته في محاولة للتأثير عليه وإضعافه، والنيل من مكانته، لكنها لم تنجح في مبتغاها، نظراً لثبات قناعاته، وثقله في الوسط الاجتماعي الذي يحيط به على مستوى قبيلة آل فضل في الداخل، وحضوره في الداخل ضاعف حجم تعاظم التأييد الشعبي من حوله ما جعله يواجه خصومه بنبرات شديدة اللهجة لثقله في المعادلتين السياسية والاجتماعية، والتي كان آخرها محاولة تفكيك حلقات اجتماعية من حلف النسيج الاجتماعي في جغرافية محافظتي أبين وشبوة، كخطوة يراد بها تقليم أظافر الإسناد القبلي له، وزرع تصدعات داخلية لجرجرته داخل أسطول قبلي محمول بخلافات وتشققات لا نهاية لها، تكون بدايتها بذرة إعلان انسحاب فصيل قبلي كامتداد لفتح بوابة مغادرة وجاهات بيت رأس السلطنة الفضلية، وقد رافق ذلك الموقف الذي خلق ميتاً نشاط إعلاني ترويجي لوسائل الإعلام في صنعاء، ومع ذلك باءت بالفشل.
حينها جاءت ردود أفعال المشروع الذي يناصره الفضلي، كرد صريح لمناهضة الحركة التفكيكية ضده، بالتحرك إلى منزله من قبل مكونات قبلية عديدة من كل من محافظات لحج والضالع وأبين وشبوة، تزامن مع إصدار بيان من قبيلة المراقشة يؤكد تمسكها بالولاء للشيخ طارق الفضلي. كثير من المتابعين السياسيين يرجحون مخاوف السلطة من اتساع دائرة التحولات لكثير من التكتلات القبلية لمناصرة الفضلي، على اعتبار أن السلطة تعتمد على الرموز القبلية كحلفاء رئيسيين في حملاتها الانتخابية، أو حتى في معالجة المطالب الخدمية والاستحقاقات الوظيفية لكافة الشرائح الاجتماعية، كمفهوم تقليدي في دائرة حكمها.
الحملة الأخرى التي يواجهها الفضلي (جبهة التشكيك) تبدو أقل تأثيراً في الموروث الأيديولوجي الجنوبي، حيث شكك البعض من خطوة انضمامه للحراك، بسبب معتقدات مترسبة في الذاكرة الجنوبية، كثقافة ما زالت تمارس شخوصها داخل مفاصل الحراك الجنوبي، وأعتقد أن أعراض هذا الداء تحركه هاجس كثير من القيادات التي تدير سياسة الحراك، وعلاقاته بالناس بمنهج السياسي الغارق في ثقافة الحرب الباردة، من دون أن تعرف أن صعوبة تقدمها في مناطق الجنوب ومدد علاقاتها مرده إلى توظيف إدارة التعبئة بهذا المخزون منتهي الصلاحية في الحاضر السياسي والاجتماعي والاقتصادي على مستوى اليمن.
نقلا عن " المصدر أونلاين " [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] |
|
الأحد 06 سبتمبر 2009, 11:15 pm من طرف الأسعاء