الانتخابات الأمريكية بعيون يمنية.. الجندي: سندرس الحالة الأمريكية.. د.ياسين: أنظف انتخابات.. الشامي: لاتخضع للمزايدة.. ود.المتوكل يتمنى تداول السلطة بمحبة بدلا من القتالمتابعات بلا ريش>«الأيام» عن «نيوزيمن»:من اليمين عبده الجندي و د.ياسين سعيد نعمان و محمد الصبريظل الجميع يترقب ساعة الحسم النهائي والإعلان عن رئيس أمريكا القادم، في ظل شك ربما ظل يساور البعض في عدم فوز (أوباما) الأسود، على منافسه المخضرم (جون مكين)، رغم التأكيدات المتكررة التي كانت تعلن عنها استطلاعات الرأي في أمريكا.
نخب يمنية مختلفة رحبت بوصول أوباما إلى البيت الأبيض كأول رجل أسود وبنجاح الانتخابات الأمريكية في كسر ذلك الحاجز الذي استمر سنين عددا.
ووجدت بعض تلك النخب في إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية فرصة لإرسال دعوة للاستفادة من شفافية الانتخابات وتسامح المتنافسين، وآخر يطالب الرئيس الجديد بأن يطبق سياسته التي أعلنها، خاصة فيما يتعلق بالعراق.
في البدء كان اللقاء مع مسئول الإعلام باللجنة العليا للانتخابات الذي دعا الديمقراطيات الناشئة في الوطن العربي والعالم للاقتداء بالانتخابات الأمريكية وطريقة إدارتها والتعلم منها ومن شفافيتها وأسلوبها في التعاطي ورحابة الصدر التي تجعل من الفائز ينجح ويمارس مهامه بسهولة والخارج من السلطة يتقبل النتائج بشكل طبيعي.
وقال معلقا «الديمقراطية عندما تصل إلى مرحلة من تطورها تكون لوحة جميلة، والتنافس فيها شيء طبيعي».
وفيما وصف عبده الجندي الانتخابات الأمريكية التي انتهت بفوز مرشح الحزب الديمقراطي (باراك أوباما) بـأنها «لوحة جميلة جدا»، أكد أنهم سيقومون بدراسة الحالة الأمريكية من ناحية المناظرات بين المرشحين، التي قال إن اليمن لابد أن تأخذ بها، إضافة إلى دراسة «الطابع السلمي للحملات الدعائية التي لاتلجأ إلى عصا أو استخدام كلمات جارحة بحق الآخر».
وقال عضو لجنة الانتخابات العليا إنه استفاد درسا عظيما من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، من أهمها «كيف أن أعظم إمبراطورية في التاريخ حتى الآن تسير عملها بهذه العملية الديمقراطية والرقي الحضاري، تشعر من خلاله بأن التطور وصل إلى عالم راقٍ»، مشيرا إلى عدم استطاعة اليمن أن تصل إلى ما وصلت إليه أمريكا.
علي سيف حسن رئيس منتدى التنمية السياسية قال إن الشعب الأمريكي شعب استطاع أن يعيد تخصيب ذاته وينتج مستقبلا أعظم، مؤكدا على أن الانتخابات الأمريكية ستجعل العالم بشكل عام والعربي بشكل خاص يؤمن بالتحدي مع الذات لإعادة النظر في أعماقنا واستخلاص عوامل القوة الكامنة في مجتمعاتنا لإعادتنا من قارعة الطريق إلى مسارات العالم.
وأشار حسن إلى أن المجتمع الأمريكي هو المجتمع الوحيد في العالم الذي استطاع أن ينتصر على عوامل ضعفه، وقدم أفضل ما لدية وهم الشباب ، مؤكدا على أن الشباب الأمريكي هم قادة التغيير، وهم من سيصنعون التاريخ والتغير.
وعن تقييمه للإدارة الانتخابية قال: «عندما نشهد هذا الإنجاز التاريخي الإنساني في أمريكا نشعر بالأسى لحالة الحوس الذي نعيشه في اليمن أمام عملية الانتخابات النيابية القادمة»، معتبرا أن العالم استطاع أن ينجز انتخابات بهذا الحجم العظيم دون أزمات ودون ثغرات، وصدمات واستخدام القوة والعنف، برغم ما سلكته الانتخابات الأمريكية من تغير جذري في المجتمع الأمريكي.
أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان وصف الانتخابات الأمريكية بأنها من «أنظف الانتخابات التي شاهدناها»، مشيرا إلى أنها «تضع أمريكا أمام تحدٍ جديد، وتنتقل بها إلى مصاف آخر يتمثل في تجاوز الحاجز الكبير الذي كان يقسم الأمريكيين تقسيما عنصريا».
ووجد ياسين في الانتخابات الأمريكية دروسا جديدة، خاصة في «الناحية التكتيكية وفيما وصلوا إليه من تقدير لإرادة الناخب والشعوب باعتبارهم صانعي القرار السياسي»، مشيرا إلى أن فوز أوباما سيكون له تأثير كبير على العالم بشكل عام.
وقال: «أمريكا ستكون أفضل بقيادة أوباما مما كانت عليه في قيادة بوش»، مرجعا سبب ذلك إلى الفوارق الكبيرة بين سياسة الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لكنه قال إن فترة حكم بوش خلال السنوات الثماني الماضية جعلتنا نتوقع أي تغيير يحصل إلى الأفضل.
ولفت أمين عام الاشتراكي إلى عدم وجود موقف جديد في برنامج المرشح الديمقراطي الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية فيما يخص القضايا العربية، مؤكدا أن الخطاب مايزال قائما عن دعم إسرائيل، متسائلا عن إمكانية وجود برنامج جاد لأوباما عن القضية الفلسطينية ودعم التنمية في البلدان النامية ومواجهة الأزمة المالية وتأثيرها على الشعوب الفقيرة، وقال إنها «تلك القضايا التي ننتظرها».
أمين عام اتحاد القوى الشعبية الدكتور محمد عبدالملك المتوكل وبعد استماعه إلى خطاب أوباما ومكين بمقر سفارة واشنطن في صنعاء تفاءل بنقل السلطة من الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام) إلى أحزاب المعارضة.
وقال «عقبى لنا إن شاء الله عندما يحصل تداول سلمي للسلطة»، داعيا إلى «تعلم كيف نتداول السلطة والحب من بدلا من أن نتعلم كيف نتقاتل».
ووصف المتوكل خطابي أوباما ومكين بـ«الجميلين»، حيث إن «كلا منهما يعترف بقدر الآخر، وهذه هي الديمقراطية»، مفصحا عن تأثره الكبير بالخطابين.
وتابع معلقا: «لكن في النهاية هذه هي أمريكا والشعب الأمريكي وإن اختلفنا معه في السياسة لكنه شعب صدوق صديق وفي».
رئيس الدائرة الإعلامية بالمؤتمر الشعبي العام طارق الشامي حيا تفاعل الشعب الأمريكي بمختلف القوى السياسية مع الانتخابات كالتزام واستحقاق دستوري، أصبح جزءا من السلوك في الحياة السياسية الأمريكية، لايخضع للمزايدة والابتزاز قبل أي استحقاق انتخابي.
وأضاف الشامي «من الطبيعي عند الحديث عن أية انتخابات لابد أن يكون مبدأ تكافل الفرص والشفافية وحيادية المال العام جزء أساسي في الحديث عن الانتخابات»، مشيدا بنجاح الانتخابات الأمريكية.
وفيما تمنت المعارضة إدارة الانتخابات بعيدا عن استخدام الإمكانات العامة، قال الشامي إن إلقاء التهم حول الإمكانيات العامة هو حديث يندرج تحت إطار المناكفات السياسية للنظام الانتخابي الذي كفل لكافة القوى السياسية أن تكون لها فرص متكافئة في وسائل الإعلام، بالإضافة إلى حيادية المال العام والوظيفة العامة، مؤكدا على أن المجال متاح أمام أية قوى سياسية ترى بأن هناك خللا في أي من تلك المبادي اللجوء إلى القضاء والطعن بأية إجراءات تخالف تلك المبادئ.
وتابع الشامي قائلا: «إذا كانت بعض القوى السياسية لاتملك الكفاءة والفاعلية في التأثير وعدم استغلال المناخ المتاح لها في اللجوء للإجراءات القانونية والقضاء، فإن الخلل يعود على أداء تلك الأحزاب و لايمكن أن نعكس تلك الأخطاء على النظام الانتخابي بشكل عام».
أما عضو مجلس النواب علي العمراني فاعتبر ما حصل في أمريكا أمس بأنه إعادة للتاريخ منذ أن وصل (جورج واشنطن) إلى كرسي الحكم، وقال إن «التاريخ الآن يصنع من جديد في هذا البلد».
ودعا العمراني هو الآخر العالم والدول العربية على وجه الخصوص إلى أن تتعلم من درس الانتخابات الأمريكية الذي وصل فيه رجل أسود يمثل أقلية لاتتجاوز 13 % ليرأس شعبا غالبيته من البيض، مشيرا إلى أن في ذلك «رسالة جيدة للعالم».
ورأى عضو مجلس النواب أن ما تحقق الآن في أمريكا وقطفت ثماره أمس «إنجاز عظيم يستحقون عليه تحية خاصة»، داعيا اليمن والدول العربية لأن تستفيد وتستفيق من نومها، مؤكدا أن اليمن ستصل إلى ما وصلت إليه الأمة الأمريكية، لكنه أبدى تأسفه بسبب أن «الزمن يمر بسرعة ونحن للأسف نمشي ببطء».
القيادي في اللقاء المشترك محمد الصبري قال إن النظام الانتخابي الأمريكي نظام راسخ وبعيد عن الاستغلال والانحياز، مشيرا إلى أن حقوق الأصل في النظام الأمريكي موجودة، والإقرار بمبدأ المواطنة الثابتة، ولا أحد يجرؤ على انتهاكها، إلى جانب أن هناك منظومة تشريعات وتقاليد للانتخابات يصعب تجاوزها.
وأشار الصبري إلى أن الأصل في اليمن حول الاعتراف بحقوق المواطنة لايزال مبكرا، وأن «منظومة التشريعات تحتاج إلى تعديل، كما أن حقوق الممارسة السياسية لدينا (النظام التشريعي) وضع في فترة لم يكن معترف بها حتى الآن»، مؤكدا على أن ثقافة احترام القانون ينتهجها الحاكم قبل القانون وتخلق نوعا من الإشكاليات.
رجل الأعمال توفيق الخامري قال إن الانتخابات الأمريكية اعتمدت على الكثير من البرامج والخطط، واستخدام الخطط بدلا من وسائل القمع.
وأثنى على الشعب الأمريكي الذي أراد التغيير، داعيا العالم العربي إلى أن يصحو من السبات الذي يغط فيه، ويقوم بتفعيل البرامج والخطط.
وقال: «ما نتمناه من الإدارة الأمريكية الجديدة أن تطبق التغيير على العالم العربي بالذات، وتسير العدالة».