المنتخب العُماني المكافح يتوج بلقب كأس الخليجاستطاع المنتخب العُماني أن يحقق حلم جماهيره ويكتب النهاية السعيدة لاستضافته لكأس الخليج التاسعة عشرة لكرة القدم، بعد أن حقق لقب البطولة الغالية على نفوس كل العمانيين لأول مرة في تاريخه بفوزه على المنتخب السعودي في المباراة النهائية بركلات الترجيح (6 – 5).
والإنجاز لم يكن حدثاً تاريخياً في بطولات كأس الخليج فقط على اعتبار أنها أول بطولة خليجية يحرزها المنتخب العُماني، بل أنها تمثل حدثاً هاماً واستثنائياً للمنتخب العُماني وللرياضة العُمانية أيضاً لأنها أول بطولة يحرزها المنتخب الأول العُماني لكرة القدم في تاريخه على الإطلاق، ليس ذلك فقط بل لن نبالغ إذا قلنا أنها أهم إنجاز رياضي في تاريخ السلطنة حتى الآن.
ويستحق الفرنسي المخضرم كلود لوروا مدرب المنتخب العُماني أن يرفع له الجميع القبعات احتراماً على أسلوبه في إدارة جميع مباريات المنتخب العُماني منذ لقائه الأول أمام الكويت وحتى مباراة السعودية التاريخية، كذلك يستحق اللاعبون العُمانيون الإشادة والتكريم بعدما سطروا اسمهم بأحرف من ذهب في سجلات كرة القدم العُمانية.
ويكفي هذا الجيل العُماني فخراً أنه حافظ على مستواه لثالث بطولة على التوالي، ولم يصبه اليأس أو الملل نتيجة أنه فقد اللقب في المباراة النهائية مرتين متتاليتين، بل ثابر واحتفظ بمستواه واجتهد حتى استطاع أن يحسم اللقب ويحققه في عقر داره لتتعاظم فرحته بعد أن اختلطت مع فرحة الشعب العُماني.
الشوط الأولبدأت المباراة وسط حضور جماهيري مكثف بلغ أكثر من 27 ألف متفرج، وبدأ المنتخب العُماني كما توقع الجميع مهاجماً وبضراوة من الجانب الأيسر الذي ذهب إليه صانع الألعاب العماني فوزي بشير ورفع كرة عرضية خطيرة خرج لها وليد عبدالله في توقيت سليم وأمسكها قبل أن تصل لبدر الميمني المتحفز.
ولم يلجأ المنتخبان تماماً إلى فترة جس النبض فبعد هجمة العمانيين الأولى حصل المنتخب السعودي على ضربة حرة مباشرة في الجانب الأيسر لعبها عبده عطيف وأمسكها بإتقان علي الحبسي.
وكاد المنتخب العُماني أن يفتتح التسجيل سريعاً عندما وصلت الكرة إلى فوزي بشير فلعبها إلى إسماعيل العجمي في الجانب الأيمن الذي رفعها متقنة وانقض عليها عماد الحوسني بضربة مقصية خلفية ذهبت بجوار القائم الأيسر لوليد عبدالله بسنتيمترات قليلة.
ووضح أن الفرنسي لوروا مدرب المنتخب العُماني اعتمد في بداية اللقاء على الاختراق من الجانبيين، بينما لجأ المنتخب السعودي إلى إستراتيجيته الواضحة منذ بداية البطولة المعتمدة على الهدوء والتحفظ في بداية اللقاء.
وتكررت غزوات المنتخب العُماني من الجانبي الأيمن إذ كون بشير ثنائياً مع العجمي للاختراق من هذا الجانب، على الجانب الآخر انكمش المنتخب السعودي تماماً واعتمد على تمريرات تيسير الجاسم البينية لياسر القحطاني ، وبالفعل في الدقيقة 13 انطلق القحطاني من الجانب الأيسر ومرر كرة بينية كاد مالك معاذ أن ينفرد على أثرها إلا أن محمد ربيع صمام أمان المنتخب العُماني ونجم دفاعه قطع التمريرة في الوقت المناسب.
ورد عماد الحوسني بتسديدة أرضية زاحفة ذهبت بجوار القائم الأيمن لوليد عبد الله واصطدمت بالشبكة الخارجية فاعتقد جميع من في المدرجات أنها ذهبت داخل المرمى في الدقيقة 15.
واحتسب حكم اللقاء ضربة حرة مباشرة في الدقيقة 18 لصالح أصحاب الأرض وبدا أن المنتخب السعودي واجه ضغطاً هجومياً لم يتعرض له منذ باية مبارياته في البطولة، وانبرى لها بدر الميمني ولكن الكرة ذهبت بشكل سيئ فوق عارضة المنتخب السعودي.
وعاد فوزي بشير وسدد كرة من على حدود منطقة الجزاء السعودية ذهبت بجوار القائم السعودي الأيسر في الدقيقة 20، وكان الرد السعودي سريعاً عن طريق الظهير الأيسر عبدالله دزوري الذي توغل بسهولة وكاد أن يمرر الكرة أرضية إلا أن محمد عمر تدخل في الوقت المناسب إلى ضربة ركنية في الدقيقة 24.
وبدأ المنتخب السعودي يكشر عن أنيابه بعد مرور 25 دقيقة من بداية اللقاء، وتعددت التمريرات السعودية القصيرة في وسط الملعب بين الثلاثي تيسير الجاسم وأحمد عطيف وعبده عطيف، وكاد ياسر القحطاني أن ينفرد نتيجة هذه التمريرات المتبادلة ولكن خروج الحبسي في الوقت المناسب حال دون ذلك.
وفي الدقيقة 28 حصل أسامة هوساوي على أول بطاقة صفراء في اللقاء نتيجة عرقلة عماد الحوسني، وتعرض نجم المنتخب العُماني بدر الميمني لإصابة مبكرة خرج على أثرها ونزل بلاً منه أحمد حديد.
ومع توالي الغزوات السعودية احتسب حكم اللقاء الهولندي يريك يراهام ضربة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء العُمانية، سددها ياسر القحطاني إلا أنها اصطدمت بالحائط البشري وخرجت لضربة ركنية.
ورويداً رويداً بدأ الأخضر يفرض سيطرته على وسط الملعب وانكمش على إثر ذلك المنتخب العُماني وانقلب الوضع وبدأ أصحاب الأرض في الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة وإن عانى مهاجمي المنتخب العماني من الرقابة الفردية اللصيقة سواء على الحوسني من قبل ماجد المرشدي أو على حسن ربيع من قبل أسامه هوساوي.
واستعاد المنتخب العُماني نشاطه الهجومي مع نهاية أحداث الشوط الأول وسدد عماد الحوسني كرة أرضية زاحفة أمسكها بسهولة وليد عبدالله.
وكاد إسماعيل العجمي أن يفتتح التسجيل في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول عندما سدد كرة صاروخية لمسها بصعوبة الحارس السعودي وارتدت بعد ذلك من العارضة، وأطلق الحكم بعد ذلك صافرته معلناً نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي.
الشوط الثانيوبدأ المنتخب العُماني الشوط الثاني مهاجماً بقوة، وتهيأت كرة على حدود منطقة الجزاء السعودية إلى حسن ربيع فسددها مباشرة إلا أن ماجد المرشد غير مسارها في الوقت المناسب.
وحصل العمانيون على أول ضربة ركنية لهم في المباراة في الدقيقة 49، لم تسفر عن شئ، ثم سدد إسماعيل العجمي كرة قوية ذهبت إلى جوار القائم الأيمن لوليد عبدالله، وتكرر سيناريو الشوط الأول تماماً هجوم وضغط واضح من المنتخب العُماني، وقابله انكماش من الأخضر.
وقام ناصر الجوهر بإجراء أول تغيير له في المباراة بإخراج عبده عطيف ودفع بأحمد الفريدي لتنشيط خط الوسط السعودي.
وانطلق فوزي بشير من الجانب الأيسر في الدقيقة 51 ورفع كرة عرضية خرج لها في الوقت المناسب وليد عبدالله وأبعدها قبل أن تصل إلى رأس حسن ربيع المتحفز.
وكاد تيسير الجاسم أن ينفرد بعد أن تخطى محمد الشيبه الذي عرقله فحصل الشيبه على بطاقة صفراء واحتسب حكم اللقاء ضربة حرة مباشرة لم يستفد منها المنتخب السعودي.
وجاء الرد سريعاً من جانب أصحاب الأرض عندما سدد حسن ربيع كرة أرضية بصعوبة بالغة أخرجها وليد عبدالله إلى الركنية في الدقيقة 56.
ورد المنتخب السعودي عن طريق ياسر القحطاني الذي أطلق تسديدة أرضية زاحفة ذهبت إلى جوار القائم الأيمن لعلي الحبسي بعد أن انخلعت لها قلوب الجماهير العُمانية في الدقيقة 59.
ومع مرور 15 دقيقة من الشوط الثاني كان اللعب والهجوم سجالاً بين المنتخبين، وفي الدقيقة 61 انقض خليفة عايل برأسه على كرة جاءته من ضربة ركنية فذهبت بجوار القائم الأيمن لوليد عبد الله الذي شاهدها دون أن يتحرك، لتضيع أخطر فرص العمانيين حتى هذه اللحظة.
واحتسب حكم اللقاء ضربة حرة مباشرة من الجانب الأيمن للمنتخب العُماني (الأيسر للأخضر) انبرى لها إسماعيل العجمي ورفعها رائعة لحسن ربيع الذي ارتقى لها وسددها برأسه قوية إلا أنها ذهبت بجوار القائم، وتوالت الهجمات العُمانية بقوة بحثاً عن هدف التقدم.
ويمكن القول أن انتشار المنتخب العُماني الجيد وإحكامهم السيطرة على وسط الملعب منع المنتخب السعودي أن يستكمل إستراتيجيته وأن يبدأ هجومه القوي في الشوط الثاني.
ودانت السيطرة تماماً لصالح أصحاب الأرض وانكمش المنتخب السعودي تماماً بكل خطوطه وانعدمت الخطورة على مرمى علي الحبسي، ولعب أحمد كانو لاعب الارتكاز دوراً هاماً في إفساد هجمات الأخضر المرتدة.
وتألق الحارس السعودي وليد عبدالله ولعب دوراً أساسياً في استمرار التعادل السلبي بين المنتخبين بعد أن زاد عن مرماه وتصدى لخمس فرص حقيقية للمنتخب العُماني منذ بداية اللقاء.
وكان الجميع على موعد ما أخطر وأغرب الفرص منذ بداية اللقاء على الإطلاق عندما رفع حسن مظفر كرة على رأس عماد الحوسني المتواجد بدون رقابة داخل منطقة الجزاء السعودية فارتقى لها عماد جيداً وسددها متقنة أبعدها وليد عبدالله بصعوبة ثم ارتدت من العارضة السعودية لتضيع فرصة حقيقية لتقدم المنتخب العُماني في الدقيقة 85.
وفي الدقيقة 87 انبرى أحمد حديد لاعب الوسط العُماني لضربة حرة مباشرة ذهبت فوق العارضة، ثم شن المنتخب السعودية غارة هجومية سقط على أثرها أحمد الفريدي داخل منطقة الجزاء العُمانية لكن حكم اللقاء لم يحتسب شئ، وفي الوقت بدل الضائع احتسب حكم اللقاء ضربة ركنية عُمانية لم تسفر عن شئ فأطلق حكم اللقاء صافرته معلناً نهاية الوقت الشوط الثاني بالتعادل بدون أهداف، ودخل الجميع في منعطف الوقت الإضافي لأول مرة في البطولة.
الشوط الإضافي الأولوكعادته بدأ المنتخب العُماني الشوط الإضافي الأول مهاجماً، وانكمش المنتخب السعودي وحصل العمانيون على ضربة ركنية في الدقيقة الرابعة فشل الحوسني وحسن ربيع في استغلالها، وبدا أن المنتخب العُماني سعى إلى الاختراق من الجانب الأيمن الذي شهد تواجد مكثف لفوزي بشير.
وعاب على المنتخب العماني استسلامه للاعتماد على الكرات العالية، الأمر الذي سهل على قلبي الدفاع السعودي الهوساوي ومرشدي مهمتهما.
وشعر جميع من في الملعب أن المنتخب العُماني بحاجة إلى تنشيط هجومي، خاصة بعد أن بدأ لاعبو الوسط والمهاجمون العمانيون يفقدون مخزونهم من اللياقة البدنية.
وفي الدقيقة 12 من عمر الشوط الإضافي الأول سدد نايف هزازي كرة أرضية زاحفة ذهبت بجوار القائم الأيمن للحبسي، واحتسب حكم اللقاء بعد ذلك مباشرة ضربة حرة مباشرة لصالح عبد الله دزوري الذي نفذها بشكل سيئ إلى خارج الملعب فانتهى الشوط الأول الإضافي بالتعادل السلبي.
الشوط الإضافي الثانيوبدأ المنتخب العُماني الشوط الإضافي الثاني بتغيير هجومي بخروج عماد الحوسني ونزول هاشم صالح، وفي الدقيقة الأولى توغل نايف هزازي ومر بمهارة من حسن مظفر وسقط هزازي وطالب السعوديون بركلة جزاء بدت صحيحة لجميع المتابعين إلا أن حكم اللقاء كان له رأياً آخر.
وبدأ المنتخب السعودي يشن هجمات من الجانب الأيمن الذي انطلق منه أحمد الفريدي، وبدأ عطاء أصحاب الأرض مع دخول المباراة في دقائقها الأخيرة بسبب المجهود الكبير الذي قدموه خاصة في الشوط الثاني من الوقت الأصلي في اللقاء.
وقام المنتخب السعودي بإجراء تغيير ونزل رضا تكر وخرج ماجد المرشدي وفي الوقت الذي كان فيه الجميع في انتظار ضربات الترجيح مر هزازي وأرسل كرة عرضية لياسر القحطاني المتواجد بدون أي رقابة فسددها الأخير مباشرة إلا أن الحبسي تصدى لها بمهارة فائقة منقذاً مرماه من فرصة بالغة الخطورة.
وفي الدقيقة الأولى من الوقت الإضافي احتسب حكم اللقاء ضربة حرة مباشرة لم تستغل فأطلق الحكم صافرته معلناً اللجوء لركلات الترجيح.
ركلات الترجيحودخلت المباراة في منعطف ركلات الترجيح أو كما يحلو للكثيرين بتسميتها بركلات الحظ، وانبرى ياسر القحطاني للركلة الأولى وأحرزها بثقة شديدة، ونفذ خليفة عايل الركلة الأول للعمانيين وتمكن من إحرازها أيضاً، وسدد كريري الركلة الثانية للسعودية وأحرزها ايضاً.
ثم انبرى إسماعيل العجمي للركلة الثانية للمنتخب العماني وأحرزها ايضاً، وأصاب التوفيق ايضاً ركلة رضا تكر الثالثة.
وجاء الدور على حسن ربيع الذي أحرز بثقة كبيرة الركلة الثالثة لأصحاب الأرض، ثم كانت الركلة الرابعة للأخضر من نصيب أحمد عطيف الذي وضعها قوية محرزاً الهدف الرابع.
وأحرز هاشم صالح بهدوء شديد الركلة الرابعة للمنتخب العُماني لتصل النتيجة إلى التعادل 4 – 4، ثم أحرز أسامه هوساوي الهدف الخامس وتعادل فوزي بشير للمنتخب العُماني.
وجاء الدور على تيسير الجاسم الذي وضعها خارج الملعب بغرابة شديدة، وأصبحت البطولة على بعد خطوة من العمانيين وانبرى محمد ربيع للركلة السادسة للعمانيين وأحرز الهدف وفازت عمان بالبطولة الأغلى في تاريخها.
المصدر:الجزيرة الرياضية - مسقط