زينة العيد في مدينة شبام حضرموت .. الطيالة وجموع المعايدين.. عادة باقية حتى اليوممتابعات بلا ريش>«الأيام»علوي بن سميط:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الطيالة في شبام أول أيام العيد«من العايدين» تنطلق من أفواه المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها في اليوم الأول من شوال- عيد الفطر المبارك- وكالعادة تحتفي البلدان والمدن بهذا العيد وتعظمه، ففي مدينة شبام حضرموت يبدو أول أيام عيد الفطر مميزا عن مدن حضرموت كافة لإضافة الأهالي عليه مذاقا ونكهة فرائحية مصاحبة لنورانية هذا اليوم، ولعل التميز تلكم العادة التي ظلت باقية منذ قرون.
الزينة وتجمع الناس في موكب واحد موحد في أكبر ساحات شبام في مظهر قلما نراه إلا في يومين من كل عام.
أول أيام عيد الفطر وأول يوم من أيام عيد الأضحى.. الجموع تجتمع عقب صلاة العيد بمسجد جامع شبام، فيما تنتظر فرقة (الطيالة) تحت المسجد، أما الفتية والكبار وكل الذين أدوا صلاة العيد في الجامع أو خارج أسوار المدينة التاريخية.. فإنهم يسيرون خلف الطيالة، وهي تدق على أدواتها بإيقاعات ظلت كما هي من سالف الزمان.
الموكب مهيب والألوان الزاهية لثياب العيد وزغاريد النسوة والروائح الزكية تعبق الشوارع وتلونها، تمرق الجموع لتحتضنهم سرحة الحصن، وتبدو البيوت الطينية العالية التي تطل على هذه المواكب مبتسمة بهذا الجمع.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ساحة الحصن في العيد عام 1937فرقة الطيالة كانت تزف الحاكم أو السلطان من حيث القصر إلى جامع شبام والعودة به مرة أخرى إلى قصره وخلفه الجموع من الأهالي.
هذه العادة القديمة ظلت بالنكهة ذاتها والفرحة تغمر الجميع، ولكن الطيالة منذ ما يزيد على الربع قرن ونيف، تقود الناس ولم يعد يتقدمهم الحاكم أو السلطان.. في الساحة تتوقف الطيالة وتشرع في دقات رقصة البرع اليافعية، وتؤدى إلى اليوم بفقرات قصيرة ولكن من دون جنابي.
من العام الماضي شكل مجموعة من الشباب المتطوعين فرقة أخرى تمثل (عسكر زمان) محاكاة لماض ذهب، وهو الجند الذي يتقدم الحاكم أو السلطان كل عيد عند ذهابه لأداء الصلاة في الجامع.
هذه الفرقة أعادت مظهرا آخر من زينة العيد ومشاهد زمان، فارتدوا ما كان يرتديه الأسبقون، وساروا من تحت الجامع وحتى ساحة القصر- الحصن- على دقات شبه عسكرية، ووضعت البنادق القديمة على أكتافهم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ساحة الحصن في العيد عام 2008قبل أكثر من 70 عاما مضت وصفت الباحثة والرحالة البريطانية فريا ستارك التي صادف وجودها في شبام 1937م أول أيام عيد الفطر، وذكرت أن «عسكر السلطان يطلقون النار من بنادقهم في ساحة الحصن عندما يلحظون خروج السلطان من القصر، ويتوجهون معه إلى جامع المدينة والعودة معه، وكذا الطيالة والناس..».
فرقة اليوم التي تحاكي الأمس لا تطلق النار إلا أنها تصور مشهدا لمن لم يروه.. بعد كل هذا ينفض الناس ويتوجهون فرادى وجماعات إلى بيوت المدينة التي لا توصد أبوابها أمام المعايدين والمهنئين بعيد الفطر المبارك في مظهر آخر يسمى (العواد)، وترحب البيوت بزائريها ويهدى للأطفال عيديتهم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الفرقة العسكرية المقلدة يحيط بها الأهاليالكبار يعايدون ويتناولون في بيوت الأقارب والأهل والأصدقاء الشاي والقهوة والمرطبات ويتم تبادل كلمات التهاني.. من العايدين.. الله يعود العواد علينا وعليكم.. عيد مبارك، وتظل هذه الحالة إذ تعج شوارع المدينة بالحركة وتصعد الأرجل درجات سلالم الطين حتى ما بعد الظهر.
في أحد الطرقات قعد أحد كبار السن على دكة بمدخل منزل ليأخذ قسطا من الراحة بعد أن صعد أكثر من 225 (رقده) عبارة عن درجة من درجات السلالم أو الرقاد باللهجة العامية كي يعاود في عدة منازل جلس ليعاود مرة أخرى، وقد يصعد أكثر من هذا العدد حتى يقدم تهانيه، ومع هذا يقول إنه يشعر براحة تامة، وهو يصعد منازل أقاربه العالية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الأهالي بساحة الحصن أول أيام العيدالمواطن محمد برك نصير من أبناء شبام ويسكن في سيئون منذ سنوات طويلة يحرص على حضور الزينة وأطفاله الصغار إذ يقول:«إن عيد شبام حضرموت غير، ففيه نكهة الماضي وأصالة الحاضر..».. عموما عيد مبارك ومن العايدين الفائزين وكل عام وأنتم بخير.