ماذا تريد الحكومة اليمنية من مؤتمر لندن وماذا يريد الغرب منها
كاتب الموضوع
رسالة
الأسعاء المـديـر العـــام
عدد الرسائل : 1199 المزاج : احترام قوانيين المنتدى تاريخ التسجيل : 28/03/2008
موضوع: ماذا تريد الحكومة اليمنية من مؤتمر لندن وماذا يريد الغرب منها الأربعاء 20 يناير 2010, 10:31 pm
أ ماذا تريد الحكومة اليمنية من مؤتمر لندن وماذا يريد الغرب منها؟؟ الأسعاء " متابعات : تحبس الحكومة اليمنية أنفاسها قبل أيام من انعقاد أول مؤتمر دولي من نوعه لمناقشة المشاكل التي يغرق فيها أكثر البلدان العربية فقراً وتجددا للنزاعات المحلية فمابين حرب في أقصى الشمال وتحدي القاعدة الجديد إلى دعوات الانفصال في الجنوب التي تسندها تحركات شعبية هائلة, كل تلك التحديات توشك على إسقاط هذا البلد في الفوضى حسب ما تشير إليه تقارير دولية سابقة.
ولا يبدو أن الحكومة اليمنية تعلم الكثير عما يمكن للمؤتمر الدولي القادم أن يقدمه أو ما الذي يمكن لمؤتمر دولي كهذا أن يناقشه فبعيد إعلان رئيس الوزراء البريطاني المفاجئ لكل دوائر القرار العربية واليمنية إحداها عن عقد المؤتمر سارعت الحكومة اليمنية بالترحيب به وجددت نيتها التعاون مع المجتمع الدولي بهدف محاربة الإرهاب، إلا أن هذا الترحيب خفتت حدته فيما بعد وبعد تزايد الغموض الذي تعمد منظمو هذا المؤتمر إضفائه عليه.
ونفذت وسائل الإعلام الحكومية اليمنية عقب الإعلان عن عقد المؤتمر حملة ترحيب بهذا المؤتمر مضفية تجاه المؤتمر طابع تقديم الدعم المالي للحكومة اليمنية, إلا أن غياب التأكيدات على ذلك من قبل الأطراف المنظمة لهذا المؤتمر خفف من حدة التصريحات المرحبة لتطفو على السطح بعد ذلك تصريحات محذرة من مغبة التفكير من ما أسموه التدخل الأجنبي في الشئون اليمنية وهي إشارة قصد بها الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود تحالف دولي ضد الإرهاب يتجاوز عمره 10 سنوات .
ويتحدث نصر طه مصطفى وهو مدير وكالة الأنباء الحكومية الوحيدة إلى إحدى القنوات الإخبارية العربية ليل أمس مطالباً الدول العربية والمجتمع الدولي بضخ مزيد من الأموال لمساعدة الحكومة اليمنية في حربها ضد الإرهاب مؤكدا أن لاشيء سوى المال يمكن له أن يحل مشاكل البلد المتعثر.
وسبق نصر مسئولون يمنيون كثر ربطوا بين المساعدات التي يمكن للغرب يقدمها وبين إيجاد حل نهائي لجل المشاكل التي يعاني منها اليمن إلا أن الكثير نظر إليها في دوائر غربية كثيرة بأنها عمليات ابتزاز تمارسها الحكومة اليمنية في مواجهة المجتمع الدولي هدفها جمع اكبر قدر من المال دون أي تقدم حقيقي على الأرض.
وفي الوقت الذي تقف فيه الحكومة اليمنية على أعتاب مؤتمر دولي تشير تقارير إخبارية إلى أن جل العمليات التي نفذتها قوات الأمن اليمنية والطيران الحربي منذ أسابيع ثبت وفي حالات كثيرة أنها تسببت في سقوط ضحايا مدنيين إلى جانب اكتشاف عدم صحة المعلومات الحكومية التي تحدثت عن مقتل قياديين في القاعدة ثبت فيما بعد أنهم لم يصابوا بأذى وكل ذلك الإخفاق يقدم صورة الحكومة اليمنية إلى مؤتمر لندن كحكومة غير قادرة على تنفيذ عمليات نوعية إضافة إلى انه سيثير تساؤلات كثيرة حول عدم قدرة الحكومة على استهداف أشخاص كانوا بحوزتها وهل هنالك جدية في هذا الاستهداف ام أنها أعمال للدعاية فقط.
وفيما تصر الحكومة اليمنية على أن المال وحده كفيل بحل جميع المشاكل إن وُجِّه إلى تعزيز قدراتها العسكرية والأمنية يرى مراقبون أن مشاكل البلد الشرق الأوسطي من التعقيد بما يجعل من أي دعم عسكري أو امني وفي ظل غياب حقيقي لأي توجه لحل أصول مشاكل يرون إنها هي الخطر الأكبر من التهديدات التي يمثلها تنظيم القاعدة في اليمن عديم الجدوى ويشيرون في ذلك الى تعثر التنمية في اليمن بسبب استشراء الفساد في دوائر الحكم المركزية إضافة إلى احتجاجات الجنوب المطالبة بالانفصال والتي تتمتع بتأييد شعبي كبير في مدن الجنوب وليس أخيراً الحرب في أقصى الشمال التي لا يلوح في الأفق أن ثمة حسم عسكري لفصولها على الأبواب.
وبدأ التململ اليمني من المؤتمر الدولي يطفو على السطح وذلك من خلال عدد من التصريحات التي حاول فيها مسئولون حكوميون التأكيد على رفض أي تدخل أجنبي مباشر في الشئون اليمنية وكان أبرز هذه التصريحات لنائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية التي اتهم فيها الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تسببت في تضخيم خطر القاعدة من خلال ما قال انه تسليط إعلامي أمريكي تسبب في المضاعفة من حجمها والتهويل من شأنها.
ولا يبدو أن الولايات المتحدة تريد تكرار تجربة كرازاي في اليمن حيث هاجمت صحف أمريكية خلال الأسبوع المنصرم النظام القائم في اليمن متهمة الرئيس صالح بأنه ليس حليفا محببا جدا فيما وصفت أخرى نظام صالح بأنه شبيه بنظام كرازاي في افغانستان مضيفة إليه بأنه نظام يسعى إلى تركيز أدوات السلطة في أيدي أسرته أي -الرئيس صالح-.
ويعكس ذلك خوف غربي من أن الدعم المالي لأجهزة الأمن والشرطة لن يكون وحده كافيا لإنهاء خطر القاعدة في اليمن وباتت هذه القواعد ترجح كفة العمل على أكثر من صعيد إلا أنها حتى اللحظة لم تعط أي إشارة لسلوكها اتجاهات أخرى.
ولا يبدو أن تداعيات الدعوة لعقد المؤتمر اللندني اقتصرت داخليا على نظام الرئيس صالح فقوى الحراك الجنوبي حاولت أن تفرض إيقاعها وان تؤكد أن حلا للمشاكل في اليمن لن يكون إلا عبر البوابة الجنوبية ولم تفوت فرصة الحديث عن تجديد الاتهامات لنظام الرئيس صالح بارتباطه بتنظيم القاعدة.
أحزاب المعارضة ممثلة باللقاء المشترك كانت هي الأخرى حاضرة إلا أن مواقفها من المؤتمر اللندني لم يكن واضحا ربما لان ثمة سيطرة واضحة للحزب الإسلامي المتشدد (التجمع اليمني للإصلاح) على توجهاته كانت العامل المؤثر في ذلك وهو الحزب الذي يضم بين صفوف قيادييه الأصولي عبد المجيد الزنداني الذي أدرج اسمه فيما مضى ضمن القائمة المطلوبة للعدالة الأمريكية بتهم تمويل الإرهاب.
مصدر هذا المحتوى >>>
ماذا تريد الحكومة اليمنية من مؤتمر لندن وماذا يريد الغرب منها