الأسعاء المـديـر العـــام
عدد الرسائل : 1199 المزاج : احترام قوانيين المنتدى تاريخ التسجيل : 28/03/2008
| | الخيارات المتاحة للحوار بين الحراك الجنوبي ونظام صنعاء.(بقلم : أبو عامر اليافعي ) | |
الأسعاء"متابعات: طالعتنا العديد من الصحف المحلية والعربية عن نتائج مباحثات السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية مع الرئيس علي عبدالله صالح وجاء فيها التركيز على القضية الجنوبية وآفاق الحوار المزمع بعد تأكيدات السيد عمرو موسى: إن الصالح منفتح للحوار مع الجميع .. والجميع هنا يقصد بها الحراك الجنوبي وبعض لقيادات الجنوبية في الخارج وكذلك الحوار مع الحوثيين ومع قوى المعارضة المعترف بها من قبل النظام وعلى رأسها أحزاب اللقاء المشترك وكأني به الحوار المفتوح السابق لوثيقة العهد والاتفاق التي قتلها النظام نفسه.
يهمنا هنا أن نركز على الحوار – إن تم – بين النظام والحراك الجنوبي باعتباره حامل الهم والقضية الجنوبية في الميدان.
وكما يبدو أن الخيارات متعددة في الحوار المرتقب والتي لن تخرج عن أيا منها بحكم الواقع والظروف المحيطة والمعطيات التي يمكن أن نبني عليها تلك الخيارات.
1- الحوار تحت سقف الوحدة اليمنية. 2- الحوار تحت شرط الموافقة مسبقا على فك الارتباط بين الدولتين. 3- الحوار تحت سقف الوحدة مؤقتا وإجراء استفتاء في الجنوب على الوحدة بعد زمن محددا. . 4- الحوار تحت شرط الفيدرالية مع بقاء الوحدة. 5- الحوار بدون أي شروط مسبقة من الجانبين .
إذاً الخيارات المطروحة هي خمسة والتي قد تجد بعضها قبولا لدى طرف ورفضا من طرف آخر ولكننا هنا نود أن نتعرف على مواقف كل طرف من الطرفين حيال كل خيار من الخيارات التالية:
الخيار الأول: النظام يؤكد دائما بأنه يريد حوارا مشروطا كما أعلن عنه مرارا وأكده السيد موسى وهو تحت سقف الوحدة اليمنية ولكن هذا الخيار لا يلق قبولا في الحراك الجنوبي لأنه لن يقدم شيئا للجنوب وكأنه لا توجد قضية جنوبية ولا اعتراف بها من قبل النظام وبالتأكيد هذا المسعى لن ينجح لأنه يقرر بطلان القضية الجنوبية ويتعامل مع الحق الجنوبي كمطالب حقوقية فقط وبالتالي الرفض سيكون بقوة لهذا الخيار من قبل الجنوبيين.
الخيار الثاني: أعلن الكثير من قادة الحراك بان الحوار مع صنعاء لن يكون إلا تحت شرط الموافقة مسبقا على فك الارتباط والخيار هذا مطلب جنوبي ولكنه أيضا غير مقبول من نظام صنعاء لأنه يقرر إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الوحدة والنظام بكل تأكيد سيرفضه لأنه يحرمه من ثروات الجنوب وأراضيه ومقدراته التي لأجلها أعلن الحرب ورفض وثيقة العهد والاتفاق ومزق الاتفاقيات الموقعة بين النظامين كل ممزق وعلى هذا فالخيار هذا فاشل من بدايته لتعنت ورفض الطرف الآخر له .
الخيار الثالث: وهنالك من يشير في وسائل الإعلام بان بعض قادة الجنوب كأمثال علي ناصر محمد " الرئيس الجنوبي الأسبق" وحيدر العطاس رئيس مجلس الشعب الأعلى في الجنوب وأول رئيس للوزراء في دولة الوحدة يحبذون الحوار تحت سقف الوحدة ولكنهم يشترطوا إجراء استفتاء جنوبي لقبول الوحدة أو رفضها بعد سنوات من نتائج الحوار.
هذا الخيار قد يبدو مقبولا لان المشكلة مستفحلة ولابد من التنازل برغم أن النظام سيراه إجحافا بحق الدولة اليمنية ولكن يمكن تحت ضغط الثورة الجنوبية وتدخل الوسطاء العقلاء أن يكون وان اجبر النظام على مثل هذا الحوار سيطلب أن تكون المدة الزمنية طويلة حتى يتسنى له توفير الخدمات ونشر الأمن والاستقرار وبناء التنمية وأظن أن الخيار هذا سيبدد حقيقة الادعاءات للجانبين فالنظام يؤكد دائما أن اغلب الجنوبيين وحدويون وان شلة أو جماعة ليس لها شان من تدعي فك الارتباط والحراك يؤكد دائما أن غالبية الجنوبيين مع الاستقلال وفك الارتباط وهذه الادعاءات أن جاز لنا التعبير ستكون عامل ضغط كبير على الطرفين وبالتأكيد ستكون بإشراف دولي وعربي ويقوم به المسجلون في إحصاءات ما قبل عام 1990 م .
الخيار الرابع: هنالك قوى أخرى جنوبية وشمالية ترى بالفيدرالية شرطا أساسيا للحوار وهم على ذلك ابقوا الاتحاد بين الدولتين مع إعطاء امتيازات فيدرالية للجانبين على حد سوأ ويمثل هذا الاتجاه أحزاب اللقاء المشترك وبعض الشخصيات الجنوبية والشمالية المعتدلة أو ما يسمى بلجنة الحوار الوطني وهذا الخيار له مناصرون كثر في الشمال وقلة في الجنوب كما نظن ولكن الحراك الجنوبي كما يبدو سيرفضه لأنه لا يلبي طموحات أبناء الجنوب بينما القبول سيكون الأقرب للنظام .
الخيار الخامس: وهنالك من يرى وجوب إجراء الحوار بدون أي شروط مسبقة من الجانبين . هذا الخيار قد يبدو انه الأكثر معقولية ومنطقية لان الحوار تحت أي شرط من الشروط هو عامل نسف للحوار وما وضعت الشروط دائما إلا لكي تفرض أمرا ما مسبقا وهو يناقض الحوار شكلا وموضوعا فما فائدة الحوار أن وضعت له شروط مسبقة بل الأهم في الحوار أن يأتي أطرافه بقلوب نقية ورغبة صادقة في إيجاد الحلول للقضية المطروحة والملحة .
بلا شك كل طرف يرى القضية من زاوية معينة وليست إجمالا نفس المفاهيم والمسميات..
فالجنوبيون لديهم القضية الجنوبية ويرونها قضية سياسية بامتياز تعني دولتين يجب أن يتحاوروا سلميا بهدف حل المشاكل وديا لما فيه المصلحة للشعبين.
والنظام يحمل قضية الوحدة كمنجز حضاري وحدوي عظيم هو مطلب للشعبين ولكل العرب ويرى أن أي حلول يجب أن تكون بمقتضى الخلل الحاصل ولن يمس الوحدة "المنجز الكبير والمقدس".
بقي أن نشير أن الحوار دائما أن لم يلبسه الرغبة الصادقة وحب الخير وتجنب الصدام ولأجل سلامة الناس فهو سيكون حورا للطرشان ولن يزحزح المواقف المتباعدة قيد أنملة.
فهل يا ترى سيتم الحوار ؟
وان تم هل سيكون له نتائج ايجابية ؟
وما هو الخيار الأكثر قبولا للطرفين أولا ولدول الجوار والعرب والعالم ثانيا ؟
المصدر/خليج عدن
| |
|