في الأمسية الخامسة للتضامن مع ''الأيام'': إنها صحيفة تقف في وجه صناع الأزمات
كاتب الموضوع
رسالة
الأسعاء المـديـر العـــام
عدد الرسائل : 1199 المزاج : احترام قوانيين المنتدى تاريخ التسجيل : 28/03/2008
موضوع: في الأمسية الخامسة للتضامن مع ''الأيام'': إنها صحيفة تقف في وجه صناع الأزمات السبت 12 سبتمبر 2009, 1:06 am
الأسعاء"متابعات: واصلت منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية بمحافظة عدن فعالياتها التضامنية مع صحيفة " الأيام" وناشريها والهادفة إلى وقف كل الانتهاكات التي تتعرض لها الصحيفة وللمطالبة بالسماح لها بمعاودة الصدور، ونظمت الفعالية الخامسة بمقر منتدى خور مكسر الثقافي وذلك مساء الخميس العاشر من سبتمبر وذلك بعد أربع فعاليات سابقة واعتصامين.
وافتتحت الأمسية التضامنية بكلمة ألقاها رئيس منتدى خور مكسر الثقافي الأستاذ علي السيد والتي رحب في مستلها بكل من حضروا لأجل التضامن مع "الأيام" ومع الكلمة الحرة والصادقة والشريفة مؤكدا سعادته البالغة واعتزاز المنتدى بتنظيم مثل هكذا فعالية تضامنية مع "الأيام" .
وأشار في كلمته إلى ضرورة التضامن مع "الأيام" التي وصفها بأنها الصحيفة التي اضطلعت بأداء رسالة إعلامية ومهنية وثقافية هامة منذ صدروها الأول في العام 1958 .
مشيراً إلى أهمية وجود صحف مستقلة حرة محايدة يكون عملها الأساسي عكس صورة حقيقة للواقع المعاش دونما تزييف أو كذب مؤكدا عدم قدرة الصحف الحكومية القيام بمثل هذه المهام . وتحدث في كلمته عن غياب قنوات التواصل بين المواطن والسلطة بالقول:" في الماضي كنا ننزل إلى الناس لتلمس أوضاعهم ولسماع شكواهم مباشرة ووجها لوجه اليوم لا يحدث هذا إطلاقا ،ولكن استعيض به وجود صحافة حرة محايدة استطاعت أن تكون بمثابة قناة التواصل هذه وكانت "الأيام" بمثابة قناة التواصل هذه". وطالب السيد في ختام كلمته بضرورة التضامن مع "الأيام" وإنهاء كل المشاكل التي تعترض طريق صدورها مشددا على أهمية اللجوء إلى الحوار والى القانون لحل جميع المشاكل . تلا ذلك أن تحدث الكاتب والصحفي نجيب يابلي بكلمة جدد فيها إشارته إلى الأهمية التي تضطلع بها منظمات المجتمع المدني في مثل هكذا قضايا مشددا على ضرورة أن تتواصل مثل هذه الفعاليات الاحتجاجية وان يتم تصعيدها حتى يتم السماح للأيام بمعاودة الصدور مؤكدا أن منظمات المجتمع المدني هي منظمات ضغط على السلطات الحكومية في أي بلد من بلدان العالم وان مهمتها الرئيسية تدور في فلك ترشيد السياسة الحكومية ووقف كل الانتهاكات والتصدي للتجاوزات بحق كيانات المجتمع المدني والتي تعتبر الصحافة احد ابرز أهم هذه الكيانات . وعبر الكاتب الصحفي الأستاذ نجيب اليابلي عن أسفه الشديد للتصريحات التي أدلى بها القيادي في المؤتمر الشعبي العام سلطان البركاني على هامش المؤتمر الصحفي الأخير الذي عقده الحزب الحاكم لتوضيح موقفه من مبادرة أحزاب اللقاء المشترك الأخيرة والتي وصف فيها صحيفة "الأيام" بأنها صحيفة تعيش على الأزمات .
وأكد اليابلي في معرض رده على البركاني أن "الأيام" صحيفة لا تعيش على الأزمات بل إنها صحيفة تقف في وجه من يصنعون هذه الأزمات وتسعى بما تستطيع أن تتصدى لهم . وأضاف:" سلطان البركاني تهجم على "الأيام" ووصفها بأنها تعيش على الأزمات وهذا شيء المني جدا ... ما ذنب هذه الصحيفة التي واجهت عشرات الصحف وعدد من القنوات التلفزيونية ومحطات البث الإذاعية إضافة إلى عدد من الكتاب وكل هؤلاء لم يستطيعوا أن يكسبوا الرهان في مواجهة صحيفة " الأيام". وتابع قائلاً:" استطاعت "الأيام" أن تنتصر على كل هؤلاء واستطاعت أن تكون في متناول يد القارئ عشر مرات في الأسبوع الواحد واستطاع موقعها الالكتروني أن يجتذب متصفحين من 161 دولة ، كل هذا النجاح الذي وصلت إليه "الأيام" كان بمجهود فردي وخاص ودون دعم من احد ولو أن "الأيام" كانت تملك قدرات صحيفة مثل 14 أكتوبر لكانت غير ما هي عليه اليوم . وقال يابلي :" من المؤسف جدا أن ينال "الأيام" هجوما من شخص كالبركاني وهو الشخص الذي لطالما أفردت له الصحيفة مساحات واسعة من صفحاتها لكي يعبر عن رأيه ولكي يدافع عما يراه صحيحا وهي كذلك وبنفس المقام منحت الفرصة أيضا على سبيل المثال لا الحصر للآنسي من الإصلاح والمخلافي من الناصري وكل الأطياف الأخرى ، "الأيام" لم تسلم من انتقادات كثيرة من أطراف معارضة كانت تحتج على منح السلطة مساحة واسعة من صفحات الجريدة لكي تعبر عن رأيها ولكن "الأيام" وفي مواجهة كل هذه الانتقادات كانت ترفع شعار حرية الرأي والرأي الآخر ولا تقف في صف دون آخر .
وقال :" اعتب على الأخ البركاني كثيرا وأقول له ما هكذا تورد الإبل يا سلطان إذا أردتم أن تهاجموا "الأيام" فعليكم أن تسمحوا لها بالصدور لكي تقول كلمتها أما أن يتم إغلاق الصحيفة وتمنع عنها حرية التعبير ومن ثم يتم مهاجمتها فهذا لم يحدث قط ولا تسمح به كل الشرائع والأعراف الإنسانية . وأضاف يابلي متحدثا عن تفاعل الأيام مع كافة القضايا في كافة المحافظات:" لم يقتصر اهتمام "الأيام" بمحافظة بعينها ولا على قضية بذاتها بل أنها انتصرت لكل المظلومين والمسحوقين في هذا الوطن كافة ولكي أؤكد لكم على ذلك فإنني استشهد بمحاول الاغتيال التي تعرض لها الشيخ المخلافي، في هذه القضية أفردت "الأيام" مساحات واسعة للتضامن معه وغطت جميع الفعاليات المتصلة بذلك،أيضا محمد سالم باسندوه قالها بكل وضوح وهو يتحدث عن "الأيام" قال (( على من يختلف مع الأيام مواجهة الحجة بالحجة )) ولأنه قال كلمة صدق فلم يعجب الكثيرون هذا الصدق وفي اليوم التالي وصلته رسائل أس أم أس على جواله إحداها تقول (( أنت دخيل على هذا البلد)) والأخرى تقول (( لماذا لا تعتزل العمل السياسي مثلما اعتزلت صباح الفن )) متسائلا لماذا لا يراعي هؤلاء الاعتبارات الإنسانية بعيدا عن الخلاف السياسي . وتحدث في الأمسية د. قاسم المحبشي أستاذ علم الفلسفة بجامعة عدن الذي أشاد في مستهل كلمته بمثل هذه الفعاليات التضامنية مشيدا في ذات الوقت بصمود "الأيام" في وجه ما وصفها قوى البغي ورفضها لكل وسائل التركيع مشيراً في حديثها إلى تساؤل يفرض نفسه وهو تفسير الصدام الحاصل بين صحيفة حرة ومستقلة وبين سلطة حكومة بأكملها مجيبا على هذا التساؤل بان هذا الصدام يعكس صورة أخرى لصدام بين رمز لمجتمع حداثي تحولي ينهض بالمجتمع ويسعى إلى تغييره وتطويره نحول الأفضل اختزل في صحيفة الأيام وقوى تقليدية مستبدة رافضة لأي مشاريع تحديثية واختزلت صورتها في السلطة القائمة في اليمن اليوم. وقال المحبشي في سياق حديثه عن "الأيام" :" عدن بالنسبة لعموم اليمن هي مدينة الحداثة و"الأيام" بالنسبة إلى عدن هي رمزها الحداثي ولا يمكن لنا في هذا المقام أن نضع صحيفة أخرى بمصاف "الأيام" وذلك لان "الأيام" استمدت وجودها وقوتها من هذه المدينة وعراقتها ولم تستمد قوتها من ركونها إلى شخص أو حزب أو غيرها . ووصف د.المحبشي ما يحدث اليوم للأيام وما تتعرض له من انتهاكات بأنه يمثل صراعا بين القلم والسيف متسائلاً بالقول "|إذا كانت "الأيام" بكل ما تمثله من مدنية وحضارة تقف اليوم في مواجهة سلطة متجبرة فمن يحميها إذا لم نقف صفا واحدا للدفاع عنها نافيا أن تكون "الأيام" قد ارتكبت أيا من الأفعال المخلة بعملها الصحفي مضيفا:" لم تقم "الأيام" بأي فعل من أفعال النهب والسلب ولم تمارس سياسية الاختطاف ولم تدعوا لها بل أن كل ما قامت به هو أنها أدت عملها بكل مهنية ولكنها لم تقابل من قبل السلطة إلا بمحاولة تدميرها عبر إحراق الآلاف من نسخها والهجوم على مبناها وكل ذلك لا يمكن له أن يدمر الأيام لأنها موجودة داخل قلوب الناس وكياناتهم ولكنه وبكل بساطة يكشف ادعاء السلطة الكاذب والزائف بوجود ديمقراطية في هذا البلد" . وتساءل د.المحبشي بالقول :" بالأمس تحدث الشيخ حميد الأحمر بكل قوة ووجه انتقادا لاذعا للسلطة ولشخص الرئيس وختم حديثه – أي الشيخ حميد- بأنه لا يخاف لان من يحميه هي قبيلة حاشد !، مثل هذا المنطق وفي وضع كالذي نعيشه يجعلنا نتساءل هل نحن بحاجة في عدن إلى أن تكون لنا حاشد أخرى لكي نستطيع أن نحمي أنفسنا؟! وهل "الأيام" في مجتمع كهذا وسلطة كهذه بحاجة إلى حاشد أخرى لكي تحميها بدلا عن حماية القانون والدولة التي كان من المفترض أن تكون هي من يحميها لا سواها ، الحقيقة المرة التي يجب أن نعترف بها هي غياب القوة الحقيقة للقانون التي يمكنها أن تحمي الناس. وأكد المحبشي أن قضية "الأيام"والانتهاكات التي طالتها إنما تعكس وبجلاء الصراع القائم بين المجتمع المدني وثقافة القبيلة وان ما يحدث هو تعامل من قبل النظام للناس في عدن على اعتبار أن الناس هنا فرع من أصل وان السلطة تتعامل مع الناس على اعتبار احدهم الأصل فيما الآخر هو الفرع الذي لا قيمة له ولا حقوق ولا كرامة . وأشاد في ختام كلمته بفعاليات التضامن مع "الأيام" مطالبا بضرورة تصعيدها حتى أعلى المستويات مؤكدا أن على الجميع الدفاع عن "الأيام" بوصفها القلعة الأخيرة التي يجب على الجميع الدفاع عنها واصفا ذلك بأنه دفاع عن الكل مقترحاً على ناشري الصحيفة إصدار "الأيام" على هيئة شعارات تطالب بوقف كل الانتهاكات التي تتعرض لها الصحيفة وذلك لمواجهة الأعباء المالية التي تتحملها الصحيفة والتي قال أن النظام يحاول عبرها أن يفقر الصحيفة لأجل إذلال ناشريها وتركيعهم . وتحدث في الأمسية الناشط السياسي عبد الناصر باحبيب والمنسق العام لمنظمة صحفيات بلا قيود بعدن الذي افتتح كلمته بالتأكيد على أن ما تتعرض له "الأيام" إنما يأتي تواصلا لكل الأعمال التي انتهجتها السلطة بعد العام 1994 كما انه يقضي على أخر بند من بنود اتفاقية الوحدة اليمنية حد وصفه . وشبه باحبيب ما تعرضت له "الأيام" من انتهاكات من قبل النظام بما تعرضت له مدينة بغداد أبان غزو التتار لها عاقدا وجهي مقارنة بين إيقاف "الأيام" وإلقاء التتار لكل ما حوته كتب بغداد في نهري دجلة والفرات ، مبديا في الوقت ذاته استغرابه من قيام السلطة بإيقاف "الأيام" في محاولة منها لمنع وصول المعلومة والخبر إلى الناس في زمن أصبح العالم كله بمثابة قرية واحدة مؤكدا فشل ذلك فشلا ذريعا . وأضاف بالقول:" يجب أن يدرك النظام أن عدن هي "الأيام" وان "الأيام" هي عدن وهي البحر رمز الطهر والنقاء ونؤكد لكم أن تتار العصر الحديث سينتحرون على شواطئ عدن وليس على أسوارها فعدن لا تحب الأسوار ولا تعترف بها وسيلفظهم بحرها لأنه لا يعترف إلا بكل ما هو صالح ، "الأيام" ليست منبراً للعصبية والتشدد بل إنها منبر عدن الأول وعدن لا تصدر إلا كل قيم التصالح والتسامح ولم تكن "الأيام" منبرا لأي فئة من الناس دون غيرها بل إن السلطة كانت بذاتها تطل عبر "الأيام" وتقول ما تريد. وشدد باحبيب على المشاركة الفاعلة من قبل كل قطاعات المجتمع في عدن ضمن حملة التضامن مع "الأيام" وحتى تكف السلطة عن محاولة تحويل الناس إلى عبيد حد وصفه مؤكدا أن الجميع لن يقفوا مكتوفي الأيدي وسيتصدون لهذه السلطة بكل ما أوتوا . واختتم كلمته بالقول :" علينا بعد هذه الأمسيات أن ننفذ الآليات الجديدة حتى نعيد السلطة إلى جادة الصواب وحتى نعيد الأمور إلى نصابها الحقيقي متسائلا في ذات الإطار كيف يمكن القبول بان يتم الادعاء بان عدن هي عاصمة اليمن الاقتصادية والتجارية فيما تم إنشاء محكمة مركزية لقضايا الصحافة في صنعاء ، أليست عدن هي الأولى بمثل هكذا محكمة بصفتها التي يخلعونها عليها ،أخيرا لا يمكنني إلا أن أقول بان ما يحدث للأيام من انتهاكات يأتي ضمن ما يتعرض له أبناء الجنوب من استهداف وعلينا اليوم ألا نسكت وان نخرج في اعتصامات وتظاهرات لكي نوصل كلمتنا إلى العالم وعلى نقابة لصحفيين ان تقوم بدورها في هذا المجال من خلال رفض وجود محكمة مركزية للصحافة في صنعاء وان تقف إلى جانب "الأيام" . واختتمت الأمسية بمداخلة قصيرة تقدم بها السكرتير الثاني بمنظمة الحزب الاشتراكي بعدن الأخ قاسم داؤد والتي أشار فيها إلى أن وقائع الأحداث التي تلت إيقاف "الأيام" ومنعها من الصدور أثبتت فعلا أن هذه الصحيفة كانت حلقة الوصل الرئيسية بين السلطة والمواطن العادي وعبرها استطاعت السلطة أن توصل صوتها إلى كل مواطن مستشهدا في ذلك بحديث دار بينه وبين أمين عام المجلس المحلي بعدن الأخ عبد الكريم شائف وذلك عقب المظاهرات التي خرجت في عدن مطلع شهر رمضان احتجاجا على انقطاع المياه. وقال داؤد :" تحدثت مع شائف حول معاناة الناس واخبرني حينها ان السلطة المحلية قد قامت بعدد من الحلول ولكن الناس لم تعلم بهذه الحلول لذلك استمرت الاحتجاجات فقلت له الا ترى أنكم كنتم وعبر "الأيام" تستطيعون إيصال رسالتكم إلى الناس وفي ظرف يوم واحد بينما فشلتم اليوم في إيصال هذه الرسالة بسبب وقفكم للأيام ومنعها من الصدور . وتطرق في كلمته أيضا إلى أن الأيام لم تكن تعبر عن فئة معينة من الناس مؤكدا أنها كانت تتبنى الكثير من القضايا و بل كانت تعبر عن جميع فئات المجتمع و زكى ذلك بقول الأستاذ نجيب يابلي السابق بشأن قضية الشيخ المخلافي وغير من المظالم الكثيرة في كل المحافظات والتي أفردت لها "الأيام" حيزاً واسعا من صفحاتها . هذا وقد حضر الأمسية التضامنية عدد من الناشطين السياسيين والاكادميين والحقوقيين والصحفيين وعدد من الشخصيات الاجتماعية والفنية.
في الأمسية الخامسة للتضامن مع ''الأيام'': إنها صحيفة تقف في وجه صناع الأزمات