الأسعاء المـديـر العـــام
عدد الرسائل : 1199 المزاج : احترام قوانيين المنتدى تاريخ التسجيل : 28/03/2008
| | قناة '' سهيل '' : تغيير والعقلية لم تتغير ( بقلم : لطفي شطارة ) | |
الأسعاء"متابعات"بقلم: لطفي شطارة لم يفاجئني قرار إغلاق قناة " سهيل " التي أطلقها من الكويت الشيخ حميد الاحمر رغم أني لم أتابع بثها التجريبي ، ولم أقف على برامجها التي وصفتها الحكومة اليمنية في صنعاء بأنها تبث سموم الفتنة ، رغم اقتناعي أن الفتنة مصدرها الأول والأخير هي السلطة الحاكمة في صنعاء وإعلامها الذي يبث أكاذيب ويروج أضاليل سياساتها .
وعدم تفاجئي من قرار الحكومة الكويتية بوقف بث قناة " سهيل " بعد ثلاثة أشهر من البث التجريبي مرده بأني كنت على صواب في استشارتي التي طلبها مني الشيخ حميد الأحمر قبل ثلاث سنوات مضت عندما بدأ يفكر في إطلاق قناة تلفزيونية أثناء حملة الانتخابات الرئاسية في اليمن عام 2006 ، واليوم وبعد أن فشل رأي حميد وصدقت استشارتي ، لا لشيء بل لأني مرتبط بالمهنة وأعرف ماذا يعني إطلاق مشروع كهذا على أموال المستثمرين فيه اذا لم يكون الوضوح والصدق منذ البداية أولا ، ولأني ثانيا رجل أفكر بعقلي لا بعواطفي تجعلني أفقد سمعتي وأمانة استشارتي من أجل إرضاء المستثمرين ، فأنه لم يعد هناك مبررا لإخفاء ما دار بيني وبين الشيخ حميد الأحمر بعد أن أعلن رسميا من اليمن والكويت عن إغلاق القناة. ففي صيف عام 2006 أتصل بي الشيخ حميد الأحمر من فندق " الماريوت " في وسط لندن والذي يقال أنه أحد استثمارات عائلة الأحمر في بريطانيا ، وطلب مني اللقاء به على طاولة الغذاء في المطعم الفاخر التابع للفندق دون أن يحدد سبب اتصاله او دعوته لي لتناول وجبة الغذاء سويا رغم زياراته المتكررة للعاصمة البريطانية ، جئت حسب الموعد والمكان المحدد وتناولنا وجبة الغذاء ، تم بدأ حديثة عن مشروعه الإعلامي عندما انتقلنا إلى طاولة أخرى لشرب القهوة ، بدأ حميد قائلا أنه وبعض الشركاء لم يحددهم ينوون القيام بمشروع لإطلاق قناة تلفزيونية لمواجهة إعلام السلطة الكاذب ، وأن القناة كما يفكرون ستكون شاملة ، أي أنها قناة تهتم بالشأن السياسي والثقافي وإبراز الوجه التاريخي والحضاري لليمن .. قلت له أخيرا سيكون لنا نافذة كجنوبيين أيضا لإبراز ما يمارسه النظام في الجنوب من انتهاكات ونهب وسلب باسم الوحدة ، وفي إطار عملية فضح سياسة النظام والدعوة للتغيير في اليمن بشكل عام وقتذاك . لم يبدي حماسة الشيخ حميد الأحمر لفصلي بين قضية اليمن وقضية الجنوب في الفكرة التي طرحتها عليه للهدف العام من القناة مهما تغلفت خلف أي أسم ، ولكنه قال أن القناة مطروح لتأسيسها موقعين اما مدينة برمنجهام او عاصمة عربية نتشاور بشأنها .. قلت له كلا الخيارين فاشلين ولكن لماذا اخترت برمنجهام والعاصمة العربية .. سألني مستغربا لماذا ؟ فبرمنجهام في بريطانيا والحصول على مبنى للقناة سيكون أسهل وأرخص ، والعاصمة العربية نحن على يقين مليون بالمائة بأنها ستسمح لنا بالبث منها ، كما أنها ليست على مودة مع النظام ؟ أجبته نعم كلا المقترحين فاشلين وأصر على هذا ، تم شرحت له الأسباب التالية .. أولا برمنجهام تبعد بالقطار ليس أقل من ساعة ونصف الساعة من العاصمة لندن ، وبالسيارة يضاف إليها ساعة بسبب الزحمة التي تتميز به مداخل ثاني أكبر مدينة في بريطانيا ، وإذا أردت ضمان كل أهداف مشروع القناة فلا يوجد أفضل من العاصمة لندن التي تزخر بالكفاءات والاستوديوهات والمواقع المؤهلة لإطلاق وإدارة القناة .. ثانيا أنها عاصمة سياسية سيكون من السهل على إدارة القناة إشباع برامجها خاصة السياسية منها والثقافية ، وسهولة استضافة ضيوفها في الاستديو بدلا عن نقلهم بالقطار لأكثر من ساعتين لحضور برنامج مدته نصف ساعة ، او للمشاركة في التعليق على الأخبار ليس أكثر من عشر دقائق ، وهذه تكاليف إضافية ستتكبدها القناة التي ستحتاج إلى هذه مشاركات الضيوف والزوار والمحللين والصحافيين لخلق الحيوية والتفاعل في برامجها مع المشاهدين .. تم أن القناة لا تعني مبنى رخيص في برمنجهام ولكنه خالي من الكفاءات والكوادر التي تستطيع إدارة القناة فنيا ، عكس العاصمة لندن التي تستطيع حتى استئجار استديو بكل معداته وفنييه في مدة زمنية قصيرة جدا لتعدد الشركات التي تقوم بهذه الخدمة ، غير أن الشيء الذي لا يمكن أن يفصل برمنجهام عن لندن اذا ما قررت إطلاق القناة من بريطانيا هو القانون ، فبريطانيا هي واحة الديمقراطية في العالم ، وهذا المناخ الحر سيجعل القناة تتنفس طويلا ، فلا الافندم يقدر باتصال هاتفي يوقف بثها ، ولا بلاطجته يقدرون او يتمادون بعرقلتها . ظل الشيخ حميد يستمع لرأيي حول أسباب رفضي لاختيار برمنجهام مقرا للقناة بانتباه ، تم سألني وماذا عن فكرة إطلاقها من العاصمة العربية ؟ .. قلت له هل لي أن أعرف هذه العاصمة وهي بالتأكيد ليست مدينة دبي للإعلام ولا مدينة الإعلام في مصر ؟ .. رد وهو يبتسم قائلا أترك اسم الدولة لوقت أخر، ولكن أنا على ثقة بأننا حصلنا على موافقة قيادتها والتي ليست على مودة مع النظام في صنعاء .. قلت له يا عزيزي الأنظمة العربية للأسف الشديد تشبه بعض ، وثق وخذها مني وستتذكر هذا بأنهم يختلفون في كل شيء ولكنهم يتفقون على عدم مهاجمة أي منهم للأخر إعلاميا من أراضيه ، وأكد للشيخ حميد الذي أحسست من تعابير وجهه بأنه غير مرتاح لأرائي ، ولكني كنت صادقا وقلت له إذا المشروع قناة سياسية إخبارية وثقافية شاملة تحمل أهداف للتغيير السياسي وكشف أكاذيب النظام وبعمل مهني محترف وراقي ، وتهدف أيضا إلى تحقيق عائدات مالية من حملات إعلانية ودعائية ، قبل أن تدخل عملية الاتصالات الهاتفية والرسائل الهاتفية ، فأن لندن هي المكان الأفضل وبدون منازع لنجاحه ، إذا أسست القناة على قاعدة صحيحة ماليا وفنيا وإدارة ومهنيا . المناخ السياسي والديمقراطي الحر والالتزام بالقانون هما الضمانة الوحيدة لإطلاق القناة والحفاظ على استمرارها .. أما اذا كان الهدف ثقافي وفني وبعيدا عن ملامسة الوضع السياسي في اليمن ، فأنت لا تحتاج إلى برمنجهام او لندن او حتى البحث عن نظام عربي على خلاف مع النظام في اليمن .. دبي للإعلام فاتحة أبوابها لأي قناة لا تخرج عن الخطوط الحمراء بين الدول العربية . انتهى اللقاء بيننا عند هذه النقطة ، وقال على كل حال أشكرك على نصحك ، ونحن سنتواصل مرة أخرى بدون شك ، ومنذ ذلك اليوم لم يعد هناك أي اتصال مع الشيخ حميد ، الذي أيقنت أن نصيحتي لم ترتقي الى طموحه ، او إلى القرار الذي كان قد أتخذه في قرارة نفسه بأن يمضي في مشروعه مراهنا على اختلاف الآراء السياسية بين الأنظمة العربية .. ولدى شخصيا لم أكن على مستغربا او مذهولا من قرار الكويت وقف قناة " السهيل " من البث بعد أن أنفق الشيخ حميد الاحمر وشركاؤه من حمران العيون ملايين الدولارات في مشروع لم يستوعب محاذيره من لقاء عابر جمعني به في لندن .. ولأنه فضل أجندته السياسية الخاصة التي لا تعترف بالقضية الجنوبية كقضية أرض وشعب ، عن وجهة نظري السياسية للمشروع الإعلامي الذي قدمت له استشارة مجانية لأنها قائمة على ضرب عصفورين بحجر .. فطارت عصافير حميد .. وبقيت حجرتي التي سيأتي يوما من يساعدني في إيجاد قاعدة صحيحة لنضرب بها رأس هذا النظام وتغييره في الشمال واستعادة الجنوب .. فصرت على يقين من أن صالح ونظامه يستمد بقاؤه من أفكار سياسيين كالشيخ حميد او منهم على شاكلته سياسيا .
والله من وراء القصد | |
|