fahad aqeel مـشـرف الأسعاء الشامل
عدد الرسائل : 1161 المزاج : أحترام قوانين الأسعاء الأوسمه : تاريخ التسجيل : 28/03/2008
| موضوع: القصيدة الحرة .. ضحية أم شهيدة (بقلم الدكتور .. محمد أبوبكر حميد) الثلاثاء 11 أغسطس 2009, 6:36 pm | |
|
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | القصيدة الحرة .. ضحية أم شهيدة بقلم الدكتور: محمد أبوبكر حميد الشعر الأصيل هو ذلك الذي يعبر عن حالة العصر ولا يغرق في أوهام الذات ودنيا الأحلام واللامعقول والأفكار التي لا تمت بصلة الى واقع الحياة ، ولقد ابتلى شعرنا العربي الحديث بمجموعة من الشعراء تميل الى كتابة قصائد هي أقرب للكلمات المتقاطعة منها الى الشعر ، وقليل من هؤلاء الشعراء اليوم من تجد عنده وضوح الرؤية ووضوح الصورة ، فهم يتبنون الغموض ويسمونه شعرا حديثا أو شعر الحداثة وهم أبعد الناس عن الشعر الحديث لانهم يكتبون مالا يفهمون ، ويحطمون الجسور بينهم وبين الناس ويقيمون بدلا منها حواجز وجدرانا !
الكلمات المتقاطعة : ولابد من القول ان القصيدة الحديثة لا تعني القصيدة الحرة أو الشعر المرسل من القافية كما يتبادر خطاً الى الكثير من الأذهان بل تعني أيضاً القصيدة العمودية أي الإنتاج الشعري العربي في العصر الحديث وهو إنتاج بلا شك تميز بصفات تختلف عن شعر العصور التي سبقته ، والمؤسف ان القصيدة الحرة المسكينة (!!) قد استغلت ابشع استقلال واستخدمت كجسور عبور للمتطفلين على الشعر ذلك لظنهم ـ جهلا منهم ـ بانها سهلة الصياغة غامضة العبارة توهم القاري بما ليس فيها ولقد استخدمت طائفة من الشعراء القصيدة الحرة للتعبير عن الأفكار المستوردة والشادة والأخلية السقيمة والصور غير المألوفة والمصطلحات الكلامية والجمل الناقصة المفقودة المعنى ، وقد مر بنا زمن أمطرتنا فيه الصحف بكلام غير مفهوم أشبه بهديان المحموم واقرب الى الكلمات المتقاطعة نشر باسم الشعر الحر والشعر الحديث وغيرها من المسميات المظلومة التي تبرأ من هذا النوع من الكتابة الذي لا ينتمي الى الشعر في شي ، وقد بدع الماركسيون في عصرهم الذهبي الذي ذهب لغير رجعة ـ في نشر هذا النوع من ( الهذيان ) أو ( الكلمات المتقاطعة ) ـ إذا اصبح التعبير ـ وكما وجدوا لا نفسهم مصطلحات وكلمات وأساليب عوجاء في التعبير يعرفون بها وتعرف بهم ولا يزال يستخدمها اليوم من تلامذتهم من لا يزال يعيش اليوم في دنيا الوهم والعبث والضلال .
صفة الشاعر الحق : وفي رأيي ان هذا العبث الذي عانت وتعاني منه القصيدة العربية الحرة كان نتاجا للفوضى الفكرية والضياع الروحي الذي عاشه هذا النوع من الشعراء ، وليش العيب في الشعر الحر بقدر ما هو فيهم وفي نضوجهم الفكري والفني معا ، فلقد اكتشفت القصيدة الحرة على يد شاعر جاد ومسلم مخلص لامته ملتزم بقضاياها هو الاستاذ علي أحمد باكثير ـ رحمه الله ـ وتطورت على يدي مجموعة من الشعراء الكبار في العصر الحديث كان في مقدمتهم نازك الملائكة وبدر شاكر السياب ثم سرقها واستغلها وعبث بها بعدهم طائفة من المتشاعرين الذين لا يحتطبون الا في الليل !!
والحقيقة انه ليس بشاعر ذلك الذي يدعي كتابة القصيدة الحرة ولا تعينه موهبته على كتابة قصيدة العمودية ، وإذا عدنا الى رواد القصيدة الحرة في الشعر الحديث سنجد ان هؤلاء الرواد قد أجادوا أولا في القصيدة العمودية قبل الدخول في القصيدة الحرة ، أما أصحاب الكلمات المتقاطعة الذين لا يستطيعون الخوض في بحار الشعر العربي العمودي فيقفون دونه ، هم هؤلاء الذين يحقدون على القصيدة العمودية جهلا لا علما ، ولهذا السبب تندر الفوضى العربية العمودية ـ لان أسوارها منيعة ويغرق من البداية من يحاول ولوجها وهو لا يجيد العوم في بحار الشعر ولايملك ناصية القريض .
ولأمر ما نجد انه حتى الجيد من الشعراء الذين يبدعون في القصيدة بنوعيها عندما يريدون التعبير عن فكر ضال أو معتقد مناف لهوية الأمة يلجأون لشكل القصيدة الحرة ، وكأن الله قد حرم عليهم أسلوب القصيدة العربية المنتقاة ولان القصيدة الحرة قد ارتبطت في أذهانهم بالخروج عن المألوف وبالزيغ والمروق ، وهو فهم خاطئ يقدم عن جهل شنيع لان الأشكال الفنية عناصر محايدة يستطيع الكاتب ان يطوعها للفكر الذي يريد التعبير عنه .
أسباب الضياع : والحقيقة ان الضياع الروحي الذي يعيشه بعض الذين فقدوا الأيمان بعقيدة أمتهم قد اتخذ من قصيدة الشعر الحر مطية ، وانه آن الاوان لتحرير الشعر الحر من الأنحطاط الفني والفساد الفكري ، وآن للنقاد وللصحف في عالمنا العربي كله إنها هذا العبث ، فمن المعروف ان القصيدة الضعيفة فنيا لا يغفر لها صلاح فكرتها فمعيار الفن يجب ان يجب يكون مقياس الحكم الأول لان الذين يصرون على التعبير عن أفكارهم شعراً وهم ليسوا بشعراء يسيئون للشعر والفكر معا .
والمؤسف في عالمنا العربي ان تعاطف ناقد مع فكر معين يبيح له غض الطرف عن عيوب الشكل الفني الذي وضع فيه ، هذه لعمري من أكبر مآسي الأدب في عصرنا ـ ولا مخرج من هذه المأساة إلا بالنزاهة والتفريق بين ماهو جيد فنيا وسيء فكريا ، وبين ماهو جيد فكريا وسيء فنيا ، ولولا هذه الثغرة لما وجدت قصائد الكلمات المتقاطعة طريقها الى الناس ولما عبث العابثون بالشعر الحديث واللغة والأدب وفي حق الذوق والفن والأخلاق ! وهكذا وقعت ( القصيدة الحرة ) ضحية العبث الفني والضلال الفكري وستعيده قلة الأدب والعربي في العصر الحديث ! .. أنها ضحية وشهيدة في آن واحد ، فهل من منصف ومنقذ ؟!.
نقل عن مجلة سعاد
العددان (5)و(6) أكتوبر2008م ـ مارس 2009م
| |
|
سر و لا تجزع أسعائي نشـط
عدد الرسائل : 418 العمل/الترفيه : الشعر الانشاد السينما المسرح الهادف المزاج : رايق الأوسمه : تاريخ التسجيل : 13/04/2008
| موضوع: رد: القصيدة الحرة .. ضحية أم شهيدة (بقلم الدكتور .. محمد أبوبكر حميد) الأربعاء 12 أغسطس 2009, 5:03 am | |
| و النعم بالأستاذ محمد حميد .. و هذه كلمة حق .. من شدة روعة الموضوع قرأته حتى آخر كلمة .. و فعلا طلع في الفترة الأخيرة كل من هب و دب و قال أنا شاعر على حساب الشعر الحر .. كلمة شكر للأستاذ حميد و كلمة شكر لفهد عقيل | |
|
fahad aqeel مـشـرف الأسعاء الشامل
عدد الرسائل : 1161 المزاج : أحترام قوانين الأسعاء الأوسمه : تاريخ التسجيل : 28/03/2008
| موضوع: رد: القصيدة الحرة .. ضحية أم شهيدة (بقلم الدكتور .. محمد أبوبكر حميد) الخميس 27 أغسطس 2009, 1:08 am | |
| تسلم اخي العزيز سر ولا تجزع حضور مميز تقوم به لك كل الشكر والتقدير | |
|