رجال في ذاكرة التاريخ
«الأيام» نجيب محمد يابلي:
الأستاذ الباحث باذيب في سفر عن (حياة السيد أحمد بن عمر بافقيه).. تقتضي الأمانة الموضوعية أن نشير إلى الجهد الكبير والمضني الذي بذله الباحث المحقق الأستاذ الشيخ محمد أبوبكر عبدالله باذيب في إنجاز كتاب مرجعي ضم بين دفتيه أكثر من 300 صفحة عن (حياة السيد أحمد بن عمر بافقيه).
عن آل بافقيه أفاد الأستاذ باذيب في سفره (ص 73) بأنهم: «أسرة علوية حضرمية تنمى (بضم التاء وفتح الميم) إلى السادة الأشراف بني علوي الحسينيين الحضارمة، متفرعة عن فخذ آل علوي بن محمد صاحب مرباط عم الفقيه المقدم».
«والجد الجامع لهذه الأسرة هو السيد الشريف عبدالله بافقيه الأعين النساخ ابن محمد مولى عيديد (توفي بتريم سنة 862هـ) ابن علي صاحب الحوطة (توفي بتريم سنة 830هـ) ابن محمد بن عبدالله ابن الفقيه أحمد (توفي بتريم سنة 720هـ) ابن عبدالرحمن بن علوي عم الفقيه المقدم».
هجرة آل بافقيه إلى وادي دوعن:
يفيد الباحث باذيب (ص 75) بأن منبع السادة العلويين في وادي حضرموت هي تريم، المركز العلمي لذلك الإقليم، ونزحت جموع من السادة الحسينيين واستقر بهم المقام في مناطق متفرقة من المعمورة، وسكن جماعة منهم بلدات كائنة في أطراف ذلك الوادي الشاسع، ومن تلك الوديان: وادي دوعن بفرعيه الأيمن والأيسر.
انتقل أفراد من أسرة آل بافقيه إلى وادي دوعن الأيمن واستقروا في بلدتي القرين والخريبة ومنهم جماعة في بلدة قيدون أيضا، وكان نزوحهم من تريم في القرن الحادي عشر من الهجرة.
ولادة السيد أحمد عمر بافقيه:
السيد أحمد بن عمر بن أحمد المثنى بن أحمد بن علي بافقيه العلوي الحسيني الحضرمي بمدينة كلكتا يوم الجمعة 23 جمادى الأولى 1339هـ الموافق 10 أو 11 مايو 1912م وكان بكر أبيه (ص 88)، ومدينة (كلكتا) إحدى أشهر وأهم مدن شبه القارة الهندية وعاصمة قديمة للهند، وكانت بها تجارة قوية للمسلمين، كما انطلقت منها دعوة الزعيم المسلم الذائع الصيت محمد علي جناح للثورة على الاستعمار البريطاني، وألقى أول خطاب سياسي عام 1906م دعا فيه إلى استقلال الهند عن بريطانيا، كما وجدت بمدينة كلكتا مطابع للكتب تعد من أقدم المطابع في تاريخ الشرق الإسلامي (ص 87).
د. محمد علي البار يدون شهادته في سجل التاريخ:
سبق تناول د. الفاضل والباحث الدؤوب محمد علي البار في حلقة سابقة من حلقات (رجال في ذاكرة التاريخ)، ود. البار هو صاحب التقريظ الثالث للكاتب الأستاذ الباحث محمد أبوبكر عبدالله باذيب (ص 33-20)، وجاء في حاشية (ص 20) بان «د. محمد علي البار من مواليد عدن - وهذا شرف لها - سنة 1358هـ 29 ديسمبر 1939م، وتخرج في كلية الطب جامعة القاهرة سنة 1384هـ 1964م بدرجة الشرف، وبعد عام من عودته إلى عدن عين رئيسا للأطباء وعين بعد الاستقلال 1967م مديرا لمستشفى الملكة إليزابيت الثانية Queen Elizabeth بعدن (مستشفى الجمهورية حاليا) وشكل مع مجموعة من الشباب آنذاك المركز الثقافي الاجتماعي الإسلامي، ومن أبرز أعضائه الأستاذ عمر طرموم الأمين العام، والشيخ محمد عبدالرب جابر، والأستاذ حسين ولمار.
الدكتور عضو مجموعة مؤسسات إسلامية وصاحب إنتاج علمي وفكري غزير، وله 75 كتابا مطبوعا وخمسة أخرى قيد الإعداد والطباعة.
يفيد الدكتور محمد علي البار - أطال الله عمره ومتعه بالصحة - بأن «السيد أحمد عمر بافقيه غادر كلكتا في الحادية عشرة من عمره إلى حضرموت ليدرس اللغة العربية والعلوم الدينية، استغرقت خمس سنوات، ومن شيوخه الإمام العلامة السيد علوي بن عبدالله بن شهاب والعلامة السيد علي بن عبدالرحمن المشهور ابن مفتي حضرموت، وانتفع خلال إقامته في المكلا من علم العلامة الزعيم السيد محمد بن عقيل بن يحيى، وانتقل بعد ذلك إلى سيلان (سريلانكا) بتوجيه من والده ليقوم مقامه في مشيخة الطريقة العلوية القادرية في العاصمة كولومبو، إلا أن الرياح أتت بما لم تشته السفن، فقد ضاق الفتى ذو الربيع السادس عشر برتابة الحياة هناك وانتهز قدوم وفد من سنغافورا إلى العاصمة كولامبو وفيهم نفر من آل السقاف حتى دبر للسفر معهم إلى سنغافورا من دون علم المريدين ورئيسهم الحاج عبدالغفور السيلاني صديق والده الدكتور البار». (مرجع سابق).
(الرابطة) قدر ومصير السيد أحمد عمر بافقيه
تربط السيد أحمد عمر بافقيه صلة قرابة بالسادة آل البار ذلك أن عمه (أخو والده من الأم) العلامة السيد محمد بن عبدالله البار والد الشاعر والمحامي والصحفي السيد حسين بن محمد البار والذي ارتبط معه بصداقة وزمالة، بالإضافة إلى القرابة.
يفيد الدكتور محمد علي البار بأن «السيد أحمد عمر بافقيه عمل في وظيفة محترمة مع آل الكاف وازداد شغفه بالصحافة وخاصة المصرية التي كانت تصلهم بانتظام».. نشرت صحيفة حضرموت الأسبوعية التي كانت تصدر في سورابايا بجاوة (أندونيسيا) للسيد أحمد عمر بافقيه أول مقالاته ورسائله وعمره آنذاك لم يجاوز التاسعة عشرة، ثم كتب السيد بافقيه في مجلة الرابطة لسان حال الرابطة العلوية مقالا ندد فيه بانحدار القيم الذي أصاب الأمة وانتشار آفة التملق والنفاق، وحظي السيد بافقيه بثقة صحيفة البلاغ المصرية عندما عينته مراسلا لها في سنغافورا والملايو وهو في مقتبل العمر.
بافقيه رئيسا للتحرير في سن العشرين
وجه السيد الأديب حسين بن علي السقاف الذي كان يصدر عددا من الصحف والمجلات باللغة الملاوية الدعوة للسيد بافقيه لتحمل مسؤولية مدير تحرير صحيفة العرب، وكان في العشرين من عمره، وكان الأستاذ محمد علي لقمان يمد صحيفة العرب بالأخبار والمقالات قبل خمسة أعوم من إصدار صحيفة «فتاة الجزيرة».
كما كان الأديب والشاعر الكبير علي أحمد باكثير ينشر بعض قصائده فيها وأصبح بافقيه صاحب صحيفة العرب ومحررها وكاتبها ومنظم أمورها.خلال الفترة 1939-1936م برز السيد بافقيه من خلال صحيفته «السلام» التي صدر أول عدد منها في 12 إبريل 1936م، وعندما نشبت الحرب العالمية الثانية عام 1939م انتقل بافقيه إلى جوهور جنوب ماليزيا وعمل مدرسا ومسؤولا في المدرسة العطاسية في جوهور، وعندما وصل اشتعال الحرب إلى جوهور عام 1941م انتقل إلى سنغافورا ليكون قريبا من أصهاره وأقاربه ومنها هرب إلى خليمبان بجنوب أندونيسيا من سلطة الاحتلال اليابانية التي تمكنت من اعتقاله، وهو في فليمبان وأطلق سراحه بعد هزيمة اليابان، فعمل بداية في المدرسة العربية في الصولو (جاوا الوسطى بأندونيسيا) ومنها انتقل للعمل في القسم العربي من إذاعة جاكرتا بعد حصول أندونيسيا على استقلالها.
بافقيه يحمل راية «السلام» في أندونيسيا وسنغافورا
بالتعاون مع ثلة من العرب أصدر بافقيه صحيفة «السلام» من جديد في جاكرتا، واستمرت في الصدور حتى عام 1947م لأسباب سياسية ومالية، وفي مارس 1948م وجد بافقيه نفسه مضطرا لمغادرة أندونيسيا إلى سنغافورا مرة أخرى، وهناك أعاد إصدار «السلام» من موطنها الأول.
بافقيه يشد الرحال إلى صفوة الرجال:
يقرر أحمد عمر بافقيه العودة إلى حضرموت بعد عقدين من العمل الدؤوب في خدمة العروبة والإسلام في شرق آسيا، ويفيد الدكتور محمد البار (ص 24) أن «بافقيه خدم لغة الضاد ونشر الثقافة والعلم في تلك الأصقاع كاتبا وصحفيا ومدرسا ومذيعا ومحاضرا، حيث لم يترك مجالا من مجالات نشر الثقافة والوعي والعلم إلا ولجه وكان موفقا فيه بفضل الله تعالى».
بدأ أحمد عمر بافقيه بعد عودته إلى حضرموت بمراسله صحيفة «النهضة» العدنية، وكانت من أنشط الصحف آنذاك.. كان المجتمع الحضرمي يطالب بتوطين الوظائف في الدولة بدلا من الأغراب وتظاهروا في يناير 1951 وحدث اشتباك وجرح (55) شخصا واعتقال المئات وعرفت الحادثة بـ(حادثة القصر)، وكان من بين المعتقلين الأستاذ بافقيه بسبب كتاباته وريبورتاجاته عن المظاهرة وماحدث فيها مما ألهب الرأي العام ضد السلطة، ويضيف الدكتور البار «ولكن السلطان صالح بن غالب القعيطي تدارك الأمر بحكمته وأطلق سراح المعتقلين وعوض أهالي الشهداء، كما أمر بمداواة المصابين وتعويضهم، فهدأت النفوس بعد أن أكد لهم السلطان حرصه على معالجة المشكلة من جذورها».
من «النهضة» إلى «الجنوب العربي»:
«شد بافقيه الرحال من المكلا إلى عدن بعد إطلاق سراحه ببضعة أشهر، ووصل إلى عدن في أغسطس 1951 وتولى إدارة التحرير في صحيفة «النهضة»، وكان رفقاؤه فيها صاحبها ورئيس تحريرها عبدالرحمن جرجرة وعبدالله باذيب، وحدث منعطف جديد في حياة السيد أحمد عمر بافقيه في العام 1954، ذلك أنه قدم استقالته من صحيفة «النهضة» الأسبوعية ليؤسس صحيفة «الجنوب العربي» التي كانت لسان حال رابطة أبناء الجنوب (South Arabian League)، وانتقل معه الأستاذ عبدالله عبدالرزاق باذيب وأخوه الأصغر الأستاذ علي باذيب». (الدكتور البار - مرجع سابق - ص 25).
تطرق الدكتور البار إلى خلفيات نشأة (رابطة أبناء الجنوب) (SAL) بدءا من وجود بعض أفراد الرعيل مع النعمان والزبيري في القاهرة من خلال الكتيبة اليمنية الأولى عام 1941 ومرورا بظهو ررموزها في الجمعية الإسلامية عام 1949 وانتهاء بتأسيس الرابطة في عدن في 29 أبريل 1951 في النادي الأدبي من مجموعة كبيرة من شخصيات عدن والمحميات وعلمائها، وتولى السيد محمد علي الجفري رئاستها والسيد سالم عمر الصاني منصب نائب الرئيس والأستاذ رشيد حريري أمينا عاما وأحمد عبده حمزة نائبا للأمين العام وعلي محمد المقطري أمينا لصندوق وحسين عبدالله الحبشي مساعدا لأمين الصندوق وطه محمد خليل مديرا للنشاط والأساتذة محمد علي باشراحيل ومصطفى عبدالكريم بازرعة وحسين محمد الصافي أعضاء مجلس الإدارة. انضم إليهم السلطان علي عبدالكريم العبدلي سلطان لحج وشيخ العوالق الشيخ محمد أبوبكر بن فريد والسيد أحمد عمر بافقيه والأستاذ المحامي شيخان عبدالله الحبشي وعلي غانم كليب وعبدالله أحمد الفضيل وعبدالله عبدالرزاق باذيب وعلي عبدالرزاق باذيب وعبدالله الأصنج وقحطان الشعبي وعاطف مع الرابطة صفوة من الأجلاء العلماء والأدباء أمثال الشيخ محمد بن سالم البيحاني والشيخ علي باحميش والشيخ كامل صلاح.. (الدكتور البار ص 26).
بافقيه.. باذيب.. الصافي يظهرون على الخط:
تحدث الدكتور البار عن الانتشار الكمي والنوعي للرابطة ودورها في تأهيل الشباب للدراسات الجامعية، وبدأت أول موجه كبيرة للذاهبين إلى القاهرة لطلب العلم عام 1956، وتحدث عن الأيادي للسيد عبدالله صالح المحضار في تغطية تكاليف تذاكر سفر الطلاب الفقراء إلى القاهرة، فيما تحمل الأستاذ شيخان الحبشي بترتيب إعاشتهم ودراستهم في القاهرة، وتبعه في ذلك الأستاذ أحمد عمر بافقيه.
أفاد الدكتور البار أنه تعرف على الأستاذ بافقيه في أواخر عام 1956، وكان الدكتور طالبا في كلية عدن يكتب مقالات سياسية ضد الإنجليز باسم مستعار، وشجع الدكتور البار على الكتابة الأستاذان عبدالله وعلي عبدالرزاق باذيب، وتوطدت علاقته بهما، وبدأ الدكتور البار يقرأ في الاشتراكية العلمية الماركسية وهو توجه الأخوين باذيب إلا أن والده - رحمه الله - رفده من القاهرة بتوجيه من صديقه السيد سالم عمر الصافي، (وهو في درجة العم لوالدته) مختارات من كتب سيد قطب التي صدرت آنذاك وهي: (العدالة الاجتماعية في الإسلام) (ومعركة الإسلام والرأسمالية) و(السلام العالمي والإسلام) فشدته فور الفراغ من قراءتها.
كما أفاد الدكتور البار أنه كتب مقالين في صحيفة «الجنوب العربي» باسمه الصريح، أحدهما دفاعا عن التصوف من الأراجيف التي حاول البعض تمريرها أن مصدرها هندوكي وبوذي، وارتكز الدكتور في حججه بالاستناد إلى كتاب (التتصوف الإسلامي) للدكتور زكي مبارك.
السلطان علي عبدالكريم يدون شهادته في سجل التاريخ:
السلطان علي عبدالكريم فضل العبدلي من مواليد لحج في أكتوبر 1922 (= صفر 1340هـ)، وتخرج في كلية فكتوريا الشهيرة في الأسكندرية، وكان متفوقا في دراسته.. حكم سلطنة لحج سنة 1952(= 1372هـ)، وكانت فترة حكمه فترة ازدهار تعليمي وثقافي وفني وزراعي وتشريعي وبلدي. عاش في المنفى اعتبارا من يوليو 1958 (= ذو الحجة 1377هـ) بعدما سحبت السلطات البريطانية اعترافها به.. يسكن حاليا مدينة جدة وينتقل إلى القاهرة في كل صيف. السلطان علي عبدالكريم يعتبر الحاكم الوحيد على مستوى الشمال والجنوب الذي لم يأخذ من الدولة شيئا بقدر ما أعطاها، فقد نذر أرضه في لحج لكلية الزراعة والأرض التي تجري فيها أبحاثها، وسبق وأن انتفعت الدولة بقصره (قصر البراق) في كريتر كمبنى لكلية الحقوق لفترة مؤقتة ومبنى للمركز اليمني للأبحاث الثقافية (فرع عدن) ومبنى متحف الآثار والعادات والتقاليد، وله تاريخ وطني مشرف. يعتبر السلطان علي عبدالكريم فضل من الرعيل الرابطي المؤسسي، ولذلك جاء في التقريظ الأول «الذي تصدر الكتاب المرجعي المكرس عن حياة الفقيد الأستاذ أحمد عمر بافقيه» الذي أعده الأستاذ محمد أبوبكر عبدالله باذيب:«لقد أطلعت على هذا المؤلف الرائع وهو ترجمة لحياة صديق حميم ومن أعز الأصدقاء الذين زاملتهم، وقد دامت زمالتنا هذه نيفا وخمسين عاما وماوجدت فيها منه إلا الإخلاص والمودة والأمانة والصدق والإيمان العميق بالمبادئ والمعتقدات التي اعتنقتها».
الحاج أمين الحسيني من قراء الأستاذ بافقيه:
وفي مكان آخر من التقريظ (ص 8) زار السلطان علي - أطال الله عمره ومتعه بالصحة - في الإفادة أن معرفته الوثيقة بصديق عمره أحمد عمر بافقيه طوال أربع وخمسين سنة برزت خلالها مواصفات الرجل عندما أفاد: «فعرفت فيه الإخلاص والمثابرة وغزارة المعلومات والصبر على المكاره (مفرد: مكروه) واحتمالها..»، وتحدث جلالة السلطان علي عن رسوخ الإيمان القومي لبافقيه الذي كان في المحك أثناء هجرته الأولى إلى سنغافورة عندما اختار اسم (العرب) لصحيفته التي أصدرها هناك.
يضيف السلطان علي في إفادته:« وأذكر فيما أذكر إننا لما كنا في القاهرة بعد مضي الإنجليز لنا زرنا الحاج أمين الحسيني القائد والزعيم الفلسطيني الذائع الصيت مفتي فلسطين، فلما قدمت إليه الأخ أحمد عمر بافقيه تذكر فورا وقال:"« ألست أنت من كان يصدر صحيفة (العرب) في سنغافورة، لقد كنت أقرأها كثيرا، وأقرأ دفاعك عن قضية فلسطين»، وكانت في وقتها معلومة جديدة لي (أي جديدة للسطان علي) رغم زمالتنا في العمل الوطني ودليلا على عدم اهتمام زميلنا طيب السيرة على التفاخر بماعمل أمام الناس».
انتقل الأستاذ أحمد عمر بافقيه إلى رحمة ربه ظهر السبت 30 صفر 1426هـ الموافق 9 ابريل 2005م بمدينة جدة المملكة العربية السعودية عن عمر ناز الثالثة والتسعين عاما قدم خلالها جلائل الأعمال، مستخدما مختلف المنابر وأبرزها منبر الصحافة في مختلف الأصقاع وعلى مختلف الأصعدة:(الوطنية والقومية والإسلامية).