محاضيرمحمد :من أجل الدخول في عملية الاستثمار لابد أن يكون البلد مستقرا سياسيامتابعات بلاريش>«الأيام» علوي بن سميط/ صالح العماري - تصوير: محيي الدين سالم :اختتمت ظهر أمس الثلاثاء بالمكلا أعمال مؤتمر (مستقبل الصناعة في اليمن) بمحاضرة عن تنمية الصناعات للسيد محاضير محمد، رئيس وزراء ماليزيا السابق، بحضور الأخوة وزير الصناعة والتجارة د. يحيى المتوكل، وسالم أحمد الخنبشي محافظ حضرموت، وعمر عبدالرحمن باجرش رئيس غرفة تجارة وصناعة حضرموت، وعلي العطاس رئيس غرفة تجارة ماليزيا، ورجال الأعمال والمال في اليمن وماليزيا ودول عربية.
وتحدث ضيف شرف المؤتمر محاضير محمد عن أمثلة لنمو ماليزيا في القطاع الصناعي واستفادتها في البداية من خبرات الأجانب والاستثماريين وتوفير المناخات الملائمة لجذب الاستثمارات الصناعية، وقال: «على الرغم من أنني لم أحضر بعض النقاشات في هذا المؤتمر إلا أنه بالتأكيد نوقشت مسألة كيفية التنمية الصناعية.. الفكرة أن اليمن يجب أن تنمي صناعتها بهدف تحقيق التقدم الاقتصادي».
وأضاف مخاطبا عموم الحضور عن تجرية التنمية الصناعية وتطورها بالقول: «إن عملية الصناعة هي مجال مهم في الاقتصاد، بسبب أنه سوف يخلق الثروة وينتج فرص عمل.. قبل أن أقول شيئا في هذا الصدد والذي لم أذكره في خطابي يوم أمس (أمس الأول) الإثنين أود التكلم اليوم عن مشكلة التنمية حول العالم، والتي جعلت هذ ا العالم أصغر مما كان عليه من قبل.
بالطبع العالم لازال بأمس الحاجة للتصنيع إلا أنه يمكننا التواصل مع بعضنا البعض بطريقة أسرع، واليوم يمكننا أن نسافر بين نقاط مختلفة في هذا العالم خلال ساعات، قبل قرون كانوا يسافرون أشهرا ليصلوا لأي بلدان أخرى، فعلى سبيل المثال في حالة ماليزيا كان التجار يذهبون ستة أشهر إلى الصين والعودة.
ولكن اليوم نقطعها خلال ثلاث ساعات، هذا يعني أنه بالنسبة للوقت أننا أصبحنا جيران أقرب، وأيضا فإن تطور تقنية الاتصالات مكنتنا من التحدث والوصول لأي شخص في مكان في أي مكان في العالم حتى ولو كان على بعد 12 ألف ميل».
وقال: «أسلوبنا نحن في إنتاجنا للسلع لابد أن يتغير وإلا لن نتمكن من تنمية اقتصادياتنا بالطريقة التي نمت عليها الطرق والدول المتقدمة، هذه أول نقطة يجب أن نفهمها بشكل واضح.. وعندما أقول نحن أعني الجميع وبصفة خاصة أولئك الذين يحتلون مواقع السلطة, الحكومات لابد أن تعي وتدرك هذه المسألة.
فإذا الحكومات والقطاع الخاص آمنت بخلق فرص عمل من خلال التصنيع لن يكون لدينا أي خيار إلا الخوض في مجال التصنيع، وهذا ما حققناه في ماليزيا، قبل فترة ماليزيا كانت معتمدة على منتجين أساسيين منهما المطاط.. التكنولوجيا لم تكن بحوزتنا فكنا ندعو الأجانب أن يأتوا إلى بلدنا ليستثمروا في مجال التنصيع.
وكان هناك دور للجميع عامة الناس ككل، إذ لابد أن يفهموا أن هناك متطلبات محددة وواضحة من قبل الناس التي سوف تجعل المستثمرين يدخلون في عملية الاستثمار في بلدنا».
واستطرد حول أهمية الاستقرار في الاستثمار بالقول:«البلد لابد أن يكون مستقرا سياسيا والحكومة لابد أن تتخذ إجراءات لدعوة الناس ليقوموا باستثمارات في البلد.
وفي حالة ماليزيا فإن الحكومة عملت على جذب الاستثمارات الصناعية، فعندما كنت وزيرا للصناعة والتجارة وعندما كنت نائبا لرئيس الوزراء وبعد ذلك رئيسا للوزراء كنت أقود الوفود لرجال الأعمال الماليزيين إلى بلدان عديدة على أمل أن نجذب المستثمرين من أي مكان، وأتى المستثمرون لأننا أعطيناهم إعفاءات ضريبية وجلبناهم وكنا نراهم ونستمع لشكاواهم وتسهيل كل شيء لهم ليقيموا مصانعهم.
هذا هو مثال، إذا اليمن ترغب في الدخول في عملية الصناعة لابد أن تفهم أن هناك بلدانا أخرى تخوض عملية التصنيع لإيجاد تنمية صناعية، ولكن إذا وجدت تكنولوجيات كلية ورأسمال ومعرفة إدارية يمكننا أن نبدأ التنمية الصناعية بأنفسنا، لكن ربما نحتاج أن ندعو المصنعين الأجانب.
وبالنسبة للناس لو أدركوا أن الصناعة سوف تخلق فرص عمل أكثر بالنسبة لهم أعتقد أنهم سيقبلون الحاجة للتضحية، فعلى سبيل المثال البلد الذي لا يتمع بالاستقرار وفيه مسيرات عديدة ذلك لن يكون جاذبا، فنحن بحاجة إلى ثقافة عمل جديدة.
أن تقوم بكل شيء يقوم به الآخرون الناس تستطيع عمل أي شيء، كل ما يحتاجونه هو التدريب والتدريب، في ماليزيا يمكننا العمل مثل اليابانيين، مثل الأوروبيين، مثل الصينيين، عليك فقط أن تؤمن بأن لديك القدرة للقيام بالأشياء وبتكرار العمل تكتسب المهارة ونستطيع إقناع أنفسنا للقيام بكل الأشياء التي يقوم بها الآخرون، وهذا الشعار كان عمليا في ماليزيا، وأعتقد أن اليمن لديها شعار مماثل هو القيام بكل شيء مثل الآخرين».
وتحدث عن مشاكل ومعوقات في الإنتاج والتنمية الصناعية جراء سلوكيات معينة لدى البعض وخصوصا العاملين في هذا القطاع بذكره بعض الأمثلة قائلا:«فيما يتعلق بمضغ القات في اليمن يخفض إنتاجية العمل، هذه المشكلة يجب أن نعالجها، وهذه مشكلة بالنسبة لهذا السلوك.. العلاج في أن نقلع عنه، وأعتقد أن هذه مشكلة تميز اليمن ولكن في بلدان أخرى هناك أناس يشربون الكحول ولا يستطيعون العمل بشكل جيد وبعض البلدان يتناولون مخدرات تؤثر على أنشطتهم، وبالتالي لابد أن نتخلى عن هذه السلوكيات، في ماليزيا لدينا حملة لمنع التدخين لأن التدخين يسبب السرطان، وهناك شيء أرغب قوله هنا إن ماليزيا تستخدم زرع الثقة وتحفيزها، الثقة بنفسك أنك قادر على القيام بكل شيء يقوم به الآخرون، وهو ما فعلناه».
وعقب ذلك قام الأخ عمر باجرش رئيس غرفة تجارة وصناعة حضرموت بتسليم الدروع التذكارية لعدد من الشخصيات ورجال الأعمال، وفي مقدمتهم وزير الصناعة والتجارة، ومحافظ حضرموت، وعلي العطاس، ومحاضير محمد، والعديد من الشركات.
ويحظى معرض الصناعات المقام بقاعة المعارض الدولية بجامعة حضرموت، الذي تشترك فيه عدد من الشركات اليمنية والماليزية، بزيارات لمختلف شرائع المجتمع، سيما أن بعض الصناعات الماليزية تلاقي رواجا في السوق اليمنية.
محاضير يقدر دور المهاجرين الحضارم ويتجول في أرجاء المكلا
قدر د. محاضير محمد، رئيس وزراء ماليزيا السابق الدور البارز للرواد من المهاجرين اليمنيين الذين ساهموا في نشر الإسلام وبناء ماليزيا من أبناء محافظة حضرموت، وقال إن الماليزيين من أصول يمنية مازالوا يمثلون عامل ربط قوي بين البلدين الشقيقين، ويساهمون في تعزيز عملية التواصل والدفع بالعلاقات بين البلدين.
جرى ذلك خلال لقائه في المكلا أمس الأول رئيس الوزراء د. علي محمد مجور الذي أكد أهمية الاستفادة من التجربة الاقتصادية الماليزية المتميزة التي قادها د. محاضير محمد.
وحضر د. محاضير محمد وضيوف اليمن المشاركون في المؤتمر مساء أمس الأول الحفل الساهر الذي نظمته السلطة المحلية بحضرموت وغرفة تجارة وصناعة حضرموت في المكلا على شرف المشاركين في المؤتمر.
كما قام د. محاضير محمد عصر اليوم نفسه بجولة استطلاعية في شوارع مدينة المكلا تعرف خلالها على معالم المدينة السياحية والأثرية، بوصفها عاصمة حضرموت التي هاجر منها آلاف الحضارم الذين نشروا الإسلام في شرق آسيا وتبوأوا مناصب عليا هناك وقادوا الاقتصاد ومايزالون في الكثير من تلك الدول.
كما زار د. محاضير محمد ومعه علي العطاس رئيس غرفة تجارة وصناعة ماليزيا والسفير الماليزي بصنعاء عبدالصمد عثمان، مسجد جامع عمر بالمكلا أكبر مساجد المدينة، واستمع إلى تلاوة القرآن الكريم من أحد أطفال حلقات القرآن في المسجد.
وتعرف الوفد من الشيخ ناظم باحبارة إمام المسجد ورئيس مركز عمر للبحوث والدراسات عن تاريخ بناء المسجد ودور مركزه في الاهتمام ببحوث العلم في شتى النواحي.. كما زار الوفد المكتبة السلطانية بجامع عمر وتعرف على وثائقها وتاريخها، وزار سوق المكلا القديم الذي يتم فيه بيع الحناء والبخور واللبان والمشغولات التقليدية.
وقاموا بجولة في خورالمكلا، معربين عن إعجابهم بهذه المنشأة وبما شاهدوه من معالم وطراز معماري جميل وحياة هادئة امتزجت بالحداثة وعبق التاريخ.
نتمنى ترجمة التوصيات
كما تحدث إلينا الأخ محمد عبدالله الحرازي عضو مجلس الشورى المشارك في فعاليات المؤتمر بالقول: «نحن نعتز أن نشارك أبناء حضرموت في هذا المؤتمر الاقتصادي الذي نبارك للسلطة المحلية والغرفة التجارية إقامته في حضرموت.
ونتمنى ترجمة القرارات المهمة التي خرج بها المؤتمر لتعود بالنفع على حضرموت ومحافظات الجمهورية عموما، وأنا مرتاح نفسيا لوجودي في حضرموت، وأعتبر أهل حضرموت أهلا لي».
لدينا خامات غير موجودة لدى الغير
وأوجز د. رشيد صالح بارباع عضو مجلس الشورى وزير النفط السابق أهمية المؤتمر بالقول: «حرصنا على حضور المؤتمر والمشاركة فيه لأن الموضوع مهم جدا ويهدف إلى تطوير الصناعة اليمنية بمختلف أحجامها المتوسطة والصغيرة، وإن شاء الله الثقيلة، ونفخر بمشاركة العرب والأجانب ووجودهم في هذا المؤتمر.
ونحن لا نطمح في البداية لمشاريع صناعية كبيرة لكن نريد أن نظهر لمن حولنا أننا قادرون على تنفيذ ما نقول، فخامات الصناعة في اليمن كبيرة وبعضها غير موجود في الكثير من الدول الأخرى فلدينا مثلا خام (الزولايك) وهو يدخل في الكثير من الصناعات».
بلادنا واعدة لاستقبال المستثمرين
الأخ م. خالد محفوظ بحاح سفير بلادنا لدى كندا ووزير النفط والمعادن السابق قال لـ«الأيام»:«إقامة مثل هذا المؤتمر الكبير يخدم تفعيل الصناعة في اليمن سواء أكانت الصناعات التقليدية أم الكبيرة.
وحضرموت في اعتقادي واعدة في هذا الجانب على اعتبار المساحة والثروة والإنسان، كل هذه العوامل تساعدنا لاستقبال الاستثمار في اليمن، وبالنسبة للوجود الكندي فإنه موجود في اليمن من خلال الصناعات الكندية، لكنه غير موجود في هذا المؤتمر».
المؤتمر ظاهرة اقتصادية مهمة
الأخ حافظ معياد رئيس بنك التسليف التعاوني الزراعي (كاك بنك) قال لـ «الأيام» عن أهمية المؤتمر ومشاركة البنك فيه كراع بلاتيني:
«جاء المؤتمر ضمن توجهات الدولة لتطوير قطاع الصناعة، ويعد ظاهرة اقتصادية وترويجية وطنية، من هنا جاءت مشاركتنا وتحملنا الرعاية البلاتينية للمؤتمر لحرصنا على ضرورة نجاحه لما للصناعة من أهمية في الدفع بالاقتصاد الوطني.
فالمؤتمر عقد للبحث عن بدائل لمستقبل الاقتصاد الوطني وإعداد استراتيجية واضحة لتطوير الصناعة المحلية وإيجاد الثقة في المنتج المحلي وتعزيز الصناعات الوطنية وتعزيز ثقة المستهلك بها، ولعلنا استفدنا من عرض تجارب دولية في التنمية الصناعية منها عرض التجربة الماليزية من قبل الخبير الدولي د. محاضير محمد رئيس وزراء مملكة ماليزيا السابق الذي استعرض التجربة الماليزية في هذا الجانب.
كما تعد الصناعة البديل الاستراتيجي لمستقبل اليمن لتحقيق التنمية المنشودة والقضاء على الفقر والبطالة، كما حرصنا على المشاركة في معرض المنتجات الصناعية المصاحب للمؤتمر بجناح خاص ببنك التسليف التعاوني الزراعي (كاك بنك) واستعرضنا من خلاله الخدمات المصرفية والمالية المتنوعة ذات الجودة العالية باستخدام أفضل الأنظمة الإدارية والتقنية التي تدار في البنك بمهنية عالية