متابعات بلاريش>«الأيام» نجيب محمد يابلي:
محمد صالح باشراحيل.. الميلاد والنشأة:آل باشراحيل: ورد في (معجم بلدان حضرموت.. المسمى إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت) لمؤلفه العلامة المؤرخ السيد عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف (ص 96) أن المؤلف العلامة بن عبيدالله ورد الشحر عدة مرات ونزل في أخرياتها «ضيفا على وافر المروءة الحراشهم المشارك في العلم الشيخ صالح بن بكار باشراحيل (والد المترجم له في هذه الحلقة)».
ويضيف العلامة بن عبيدالله:«وآل باشراحيل منتشرون في حضرموت ومرجعهم في النسب - كما سيأتي في وادي بن علي - إلى عباهلة حمير». وفي الصفحة (294) يفيد العلامة بن عبيدالله السقاف بأن «وادي بن علي داخل في النجد الجنوبي كدوعن ووادي العين وساه وما لفها، وهو أكبر أودية حضرموت حتى أنهم ليقولون لا يضر بحضرموت جدب إذا أخصب كما لا ينفعها خصب إذا أجدب، وهو واسع الأطيان والشراج، كثير القرى...».
وفي الصفحة (295) من المرجع المذكور جاء أن «(بلاد الغريب) كانت معمورة وفيها جامع وصدقات واسعة وفيها الشيخ حارث باشراحيل جد آل باشراحيل والشيخ عبدالقادر باشراحيل هو الذي بشر بالحبيب أحمد بن زين وهو في بطن أمه.. ومن بلاد الغريب أيضا الفقيه أحمد بن عبدالله بن عمر باشراحيل من مشايخ الحبيب أحمد بن زيد الحبشي».
يضيف العلامة بن عبيدالله :«وقد ذكرت في الشحر أن آل باشراحيل يرجعون في النسب إلى عباهلة حضرموت، والدليل على ذلك قول العلامة المحقق الشيخ عمر بن عبدالرحمن صاحب الحمراء في مناقب شيخه العيدروس: وجدت بخط الشيخ أحمد بن محمد باشراحيل العبهلي الحضرمي.. والعباهلة هم المشار إليهم بقول نشوان بن سعيد الحميري:
وعباهل من حضرموت من بني حَمّاد والأشبار وآل صباح».
الشيخ محمد صالح بكار باشراحيل من مواليد الشحر عام 1945 تلقى تعليمه الأولي بمدرسة مكارم الأخلاق في الشحر، وانتقل بعد ذلك إلى المدرسة الوسطى بغيل باوزير، وكان من خريجي الدفعة السابعة عشرة (57/ 1958)، ومن زملاء دفعته: عبدالله صالح بابقي ويونس سالم صقران وشيخ أحمد العمودي وجبر محمد حنان ومحمد حسين البار ومحمد عبدالله باشراحيل ونزيه أحمد بن شملان وعبدالله سعيد بامطرف وعبدالله عوض باعوم وحسين علي العيدروس وعمر عبدالله الخنبشي وغيرهم من خريجي الدفعة البالغ عددهم (46) طالبا.( راجع: المدرسة الأم، أ. محمد سعيد مديحج).
باشراحيل إلى مدرسة (أغداً ألقاك):
كوفئ محمد صالح باشراحيل بمنحة دراسية لتلقي تعليمه الثانوي في السودان كونه من الطلبة المتفوقين، وأفادني الدكتور مبارك الخليفة بأن كثيرا من الطلاب الجنوبيين الذين درسوا في ثانوية (حنتوب)، حيث درس محمد صالح باشراحيل، تلقوا دروسهم في اللغة العربية على يد الهادي آدم الذي غنت له أم كلثوم (أغداً القاك)، وقد كان رحمه الله متمكنا من اللغة العربية لأنه تخرج في كلية دار العلوم بالقاهرة بالإضافة إلى قراءاته الواسعة، وأفادني الدكتور مبارك بأن شقيق الأستاذ الهادي آدم واسمه مبارك آدم كان سفيرا للسودان في عدن قبل قيام دولة الوحدة.
باشراحيل ويحيى وبصمات بارزة في مجال البحث الزراعي:
بمناسبة أربعينية الفقيد محمد صالح باشراحيل كتب ابن أخيه الباحث رياض عوض باشراحيل موضوعا موسوما «أدى رسالته في الحياة بأمانة وإخلاص وحب عظيم.. وداعا محمد صالح باشراحيل» نشرته «الأيام» في العدد (5366) الصادر في 2 أبريل 2008 بأن الفقيد محمد صالح باشراحيل حصل بعد تخرجه في ثانوية حنتوب بالسودان على بكالوريوس في العلوم الزراعية من العراق وحصل بعد ذلك على الماجستير من جامعة عين شمس العريقة بالقاهرة، العاصمة المصرية.
عاد الفقيد باشراحيل إلى أرض الوطن لخدمة الزراعة، وبرزت بصماته في هذا القطاع مع رفيق دربه العلمي الخبير الزراعي حسن علي يحيى، رحمه الله في مركزي الأبحاث الزراعية في الكود وسيئون، ولا يفوتنا هنا الإشارة إلى أن الفقيدين الراحلين كانا ضمن كوكبة لامعة في هذا المجال وأبرزهم الأستاذ فضل حسين عنبول، متعه الله بالصحة وأطال عمره ود. شفيق محسن عطا ود. أبوبكر سالم المعلم، رحمهما الله.
أدى الراحل الشيخ محمد صالح باشراحيل رسالته العلمية بكل أمانة وتفان من مواقعه المختلفة خبيرا وأستاذا ومرشدا لطلبته، الأمر الذي جعل القيادة السياسية تقدر حالة زوجته الصحية التي كانت حرجة آنذاك، حيث قرر الأطباء ضرورة انتقالها إلى الخارج فترة من الزمن لمتابعة الفحوصات والعلاج، فغادر رحمه الله أرض الوطن مع زوجته، متعها الله بالصحة وأطال عمرها، واستقر به المقام بالدمام في المملكة العربية حتى رحيله.
باشراحيل يجسد قيم والديه:
يفيد ابن أخيه رياض باشراحيل (مرجع سابق) بأن الفقيد باشراحيل لم يكن مجرد خبير زراعي قدير أو قيادي إداري خبير وإنما كان أيضا شهما وبسيطا وصاحب عزة وحرص على التفاني في أداء الواجب.. اكتسب الشيخ محمد صالح باشراحيل تلك السجايا الحسنة من منبعين فياضين، الأول والده الشيخ صالح بكار باشراحيل رحمه الله، فقد كان المبادر بإيصال المياه الصالحة للشرب من قرية تبالة إلى مدينة الشحر، كما حمل على كاهله إقامة أول صرح تعليمي في الشحر وتمثل ذلك في مدرسة مكارم الاخلاق، وتحمل رحمه الله الأعباء التي ترتبت على مستلزمات المدرسة ورواتب المدرسين.
أما الينبوع الثاني فقد كانت والدته رحمها الله، التي أقامت جسرا متينا ربط أواصر مجموعة أسر عريقة كآل باشراحيل وآل باذيب وآل حميد وآل باغميان وآل معوضة وغيرها، واتسمت رحمها الله بالطاعة وعمق الإيمان.
«الأيام» تنعى محمد صالح باشراحيل:
نشرت «الأيام» في العدد (5344) الصادر في 8 مارس 2008 خبر وفاة الخبير الزراعي المعروف الشيخ محمد صالح بكار باشراحيل الذي وافته المنية بمدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية يوم الخميس 7 مارس 2008 عن عمر ناهز (63) عاما.
خلف الفقيد باشراحيل وراءه سيرة عطرة وأرملة وخمسة أولاد هم: صالح، وفاء، أمل، بدور وفداء.
2- عبدالله علي خوباني
الميلاد والنشأة:
(المعلا) من مدن المدينة الأم (عدن) التي شهدت انتقالا إلى مجتمع مدني في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بعد انتقال فرضة عدن (ميناء) من صيرة بكريتر إلى المعلا، وانتقل بالتزامن مع ذلك مكتب الجمارك، وقامت فيها إلى جانب صناعة السفن صناعات أخرى مثل السجائر والطلاء والمشروبات الغازية وغيرها.
شاركت مدينة المعلا (من ضمن حق مجتمعها المدني) في انتخابات المجلس التشريعي والمجلس البلدي بشخصيات اجتماعية وصحفية وتجارية معروفة مثل: مصطفى عبدالكريم بازرعة ومحمد حسن عوبلي ومحمد أحمد بركات وأحمد سالم مطري، رحم الله جميعهم.
شارك رجالات المعلا في الحركة الوطنية والنقابية والرياضية منهم حسين سالم باوزير وأحمد يوسف النهاري وعبدالقادر فروي وعبدالعزيز أحمد علي (الخال) وحسن حبيشي ورجل الأعمال سعيد حبيشي وسالم علوي الكاف ونجيب عبدالرحمن قدار ومعتوق خوباني ومحمد علي عوض وعبدالله خوباني وعبدالجبار عوض ورفيق عوض ومحمد عبدالرب عوذلي وجامع دبالة وصالح ميوني وتوفيق أحمد قائد وأبوبكر وزان ومحمد سليمان زيد وعبده حسن عبدالله (الشيخي) وعبده حسن عبدالرحمن وقاسم مشلي وعبده محمد نعمان وعبده فارع نعمان ومحمد عمر قادر ومحمد صالح سودا ومحمود عبدي محمود (هوشي) ومحمد ناصر سالم وعوض ناصر عكة وحسن كنترول وشهاب الدين إسماعيل وعبده خوباني وحسين صوفي وسعيد خليدي وعبدالله الرميصي وأمان عبدالله وجعفر حسن عبدالوهاب (الفنان) وسالم المسحور وحسن قائد وناشر علي حسن ويوسف علي جوجو والعديد ممن ذكرنا من لاعبي كرة القدم الذين لعبوا مع أندية معلاوية هي:نادي شباب الجزيرة ونادي المجر الرياضي ونادي المستقبل الرياضي.وتمكن نادي شباب الجزيرة من الصمود حتى دمجه مع فريق الروضة تحت مسمى (شمسان) في منتصف سبعينيات القرن الماضي.
ينتمي عبدالله خوباني إلى أسرة معلاوية عريقة عميدها علي صالح خوباني (بحسب وثائق إدارة عدن) بأنه رحمه الله من مواليد الفاتح من يوليو 1901، وتقاعد من خدمة الشرطة في الفاتح من فبراير 1952، أي أن الفاتح من يوليو 2009 سيكون قد مضى على ولادته مائة وثمانية أعوام.
نشرت «الأيام» في عددها الصادر في 20 ديسمبر 1966 (وأعادت نشره في 6 أبريل 2002) بأن الكابتن عبدالله علي صالح خوباني قائد فريق نادي الجزيرة الرياضي من مواليد مدينة المعلا في 13 سبتمبر 1942، وبدأت موهبته الكروية تبرز في سن فتوته، وتجلي ذلك في انضمامه لنادي الجزيرة الرياضي في العام 1958 ولعب في بداية مشواره مع الفريق الثالث في النادي واشترك في الدورة التي فاز فيها فريقه.
صعد عبدالله خوباني بعد عام واحد من انضمامه للنادي إلى الفريق الأول ولعب منذ البداية في خط الهجوم وتحمل مسئولية قيادة الفريق منذ عام 1963.
الجمهور الرياضي يطلق عليه لقب (بوشكاش):
تشير «الأيام» (مرجع سابق): وصل الكابتن عبدالله خوباني إلى الشهرة عام 1962 وكان يشكل خطرا على أقوى خطوط الدفاع، حيث توفرت فيه اللياقة البدنية وخصائص النجاح كمهاجم وهداف للفريق في آن واحد وكان من أهم عناصر فوز فريقه في كل مبارياته لينعم عليه الجمهور الرياضي بلقب (بوشكاش) اللاعب المجري المشهورآنذاك وكان أحد فرسان نادي (ريال مدريد) آنذاك، وتحقق النجاح والشهرة للكابتن عبدالله خوباني بفضل تناغم وتكامل خطوط فريقه وفرسانه: عبدالجبار عوض ورفيق عوض وأحمد محسن مشدلي ومحمد عبدالرب عوذلي وجامع دبالة وصالح ميوني وتوفيق أحمد قائد وأبوبكر وزان ومحمد سليمان زيد وعبده محمد وحارس المرمى أحمد عبده مرشد (واسم شهرته أحمد فضل) ناهيكم عن المحيط الكروي للأسرة: معتوق وعبدالله وأنيس خوباني.
الكابتن خوباني يلعب في الدوري المصري
تضيف «الأيام» (مرجع سابق) بأن الكابتن عبدالله خوباني حضر دورة تدريبية في شؤون كرة القدم لمدة ستة أشهر في نادي الزمالك المصري ولعب للدوري المصري مع الزمالك ثم مع نادي المعادي في القاهرة.
كما كان عبدالله خوباني القاسم المشترك في تشكيلة أي فريق وطني يلعب ضد فرق كروية مشهورة في الفترة 63/1964 مثل الموردة السوداني والإسماعيلي المصري، ولعب في صفوف الفريق الوطني عندما زار القاهرة في نوفمبر 1964 وأجرى خمس مباريات مع الإسماعيلي (ردا على زيارة سابقة للفريق إلى عدن) وضد منتخب دمنهور ومنتخب أسوان ومنتخب الفيوم (لمزيد من التفاصيل - معتوق خوباني: رحلة عطاء وذكريات كروية).
الكابتن خوباني مدربا وإداريا رياضيا وأولمبيا وبرلمانيا:
لعب الكابتن عبدالله خوباني حتى عام 1970 «وهو العام الذي بدأ يفقد فيه سرعته ولياقته البدنية فاعتزل الكرة عام 1971» («الأيام» مرجع سابق).
وكان رحمه الله، مدربا لفريق التلال الممتاز لكرة القدم في عصره الذهبي، وخاض به غمار الدوري العام للفرق الممتازة للدرجة الأولى لكرة القدم للموسم الكروي 81/82، وأحرز بطولة الدوري العام بجدارة واستحقاق عندما حسم الفريق البطولة قبل انتهاء الدوري العام بأربعة أسابيع، أي بصورة مبكرة بإحدى وعشرين نقطة وعشرين هدفا بينما دخل مرمى الفريق سبعة أهداف، وأحرز هذه البطولة بفارق خمس نقاط عن الفريق الوصيف. وقد سبق لنادي التلال وهو مدربه أن شارك لأول مرة في أول مسابقة لأبطال الكأس في الشطرين سابقا مع فريق النادي الأهلي بصنعاء وقدم الفريقان عرضا كرويا ممتازا. (معتوق خوباني، مرجع سابق، ص 262).
وفي الجانب القيادي كان عبدالله خوباني قياديا رياضيا في المجلس الأعلى للرياضة واللجنة الأولمبية اليمنية عدن عندما كان سكرتيرها العام وحتى دمج اللجنتين بعدن في 13 رجب 1410هـ الموافق 8 فبراير 1990.
وفي الانتخابات الاشتراعية في أبريل 1993 فاز عبدالله خوباني في الانتخابات وشغل مقعد دائرته المعلاوية في البرلمان حتى عام 1997، وساعد عبدالله خوباني خلال تلك الفترة وبكل جدية، حيث آزر الجانب الحكومي برئاسة الأخ وزير الشباب والرياضة د. عبدالوهاب راوح في مناقشة قانون إنشاء صندوق رعاية النشء والشباب وقانون إنشاء المعهد العالي للتربية البدنية والرياضية.
عبدالله خوباني في موكب الخالدين:
انتقل الكابتن عبدالله خوباني إلى جوار ربه في 22 يونيو 1998 مخلفا وراءه سجلا وطنيا ورياضيا وبرلمانيا أبيض، كما خلف وراءه أرملة صابرة ومؤمنة بقضاء ربها وأولاده الثلاثة: مازن، أماني وأزهار.