أكثر من كيلو متر قطر دائرة انتشار شظايا التفجير بسيئون وقتيلان و23 جريحا بينهم 6 نساء والتعرف على هوية منفذ العمليةوادي حضرموت «الأيام» خاص:26/07/2008 - 5464 - السبت البوابة وجزء من حائط المعسكر كما بدت محطمة من قوة التفجيروصف الأخ سالم أحمد الخنبشي محافظ حضرموت، حادثة التفجير بمعسكر الأمن المركزي بوادي حضرموت بـ«العمل الإرهابي الجبان والغادر، ويهدف لإقلاق سكينة المواطنين وإثارة الرعب بين أوساطهم».
جاء ذلك في تصريح أدلى به لـ«الأيام» أمس، مشيرا إلى «أن طبيعة العمل الإجرامي والأسلوب التقني الذي استخدم لتنفيذه، يكشف عن أن جهة إرهابية منظمة تقف وراءه، وما حصل اليوم (أمس) هو من تنفيذ تنظيم القاعدة إذ يؤكد الأسلوب المتبع ودقة التخطيط وتقنية التفجير بأنه من أعمال تنظيم القاعدة المتطرف، وهو ما يتبعونه كأسلوب في أماكن متعددة من العالم». وقال محافظ حضرموت في تصريحه:«إن أجهزة الأمن لن تألو جهدا حتى تكتشف من خطط ومول ونفذ هذا العمل الإرهابي، الذي استهدف مؤسسة أمنية وأشاع القلق بين الناس»، داعيا إلى «ضرورة الكشف عن مرتكبي هذه الأعمال الإجرامية المنافية لديننا الإسلامي الحنيف».
وكان الأخ سالم الخنبشي قد وصل إلى سيئون قبل ظهر أمس من المكلا لتفقد الأوضاع وحجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت الأمنية، وكذا الوقوف على الحالة الأمنية، وعقب وصوله ترأس اجتماعا للجنة الأمنية بوادي وصحراء حضرموت. كما تفقد حالة المصابين من مدنيين وأمنيين.
وكان الأخ أحمد الجنيد وكيل المحافظة لشئون الوادي والصحراء وعدد من المسئولين قد قاموا صباح أمس بالاطلاع على موقع الحادث الذي استهدف المجمع الأمني بسيئون.
وفي تصريح المحافظ الخنبشي لـ «26 سبتمبرنت» أن الحادث أسفر عن استشهاد الجندي نبيل مثنى جعيم وإصابة 11 جنديا آخر وسبع من المواطنات , التحقيقات كشفت معلومات مهمة عن منفذ العملية والجهة التي اشترى منها السيارة التي تم تفخيخها ونفذ بها الهجوم الإرهابي , إضافة إلى معلومات أخرى يجري التحقق منها حاليا وأسماء الجنود المصابين في هذا الاعتداء الإرهابي وهم :
فواز حمود عثمان الصبري , علي صالح محمد النجله , سنان عبد الكريم زبع , ماجد عبدالرزاق الكلعي , لبيب مهيوب فارع , مجاهد محسن متع , دارس محمد علي عبده الشباطي , نجيب علي عبدالعزيز شملان , سفيان عمر أحمد عمر , خليل عبده مسعد , رامي رازح.
وأشار محافظ حضرموت إلى أن فريق التحقيق قدر مساحة انتشار شظايا الانفجار الناتج عنه بدائرة قطرها أكثر من كيلومتر.
وقال الخنبشي إن التحقيقات كشفت معلومات مهمة عن منفذ العملية والجهة التي اشترى منها السيارة التي تم تفخيخها ونفذ بها الهجوم الإرهابي , إضافة إلى معلومات أخرى يجري التحقق منها حاليا وأضاف الخنبشي للمؤتمرنت أن فريق امني متخصص يقوم حالياً بجمع القرائن للتأكد من وقوف القاعدة وراء الهجوم وانه تم التعرف على هوية منفذ العملية.وأشار إلى أنه تم تشكيل لجنة لحصر الأضرار التي لحقت بالمنازل المجاورة لوقوع الحادث والتي تضررت من الانفجار.
وكان هجوم انتحاري بسيارة مفخخة بمدينة سيئون محافظ حضرموت أمس الجمعة أدى إلى مقتل وإصابة عدد من أفراد الأمن العام والمركزي وشرطة النجدة.
جانب من الأضرار التي لحقت بالمباني المجاورة للمعسكر وحطام السيارة المفخخةوتفيد المعلومات أن سيارة حاولت عند السادسة من صباح أمس اقتحام مجمع أمني (إدارة وثكنات لقوات الأمن) بمدينة سيئون، إلا أن الانتحاري الذي يقود السيارة فجر - كما يبدو- نفسه أمام حارس البوابة الأولى».
وسمع دوي الانفجار في مدينة سيئون وضواحيها واهتز عدد من المنازل وتطايرت زجاج نوافذها، خصوصا القريبة من المعسكر.
وخلف الانفجار قتيلين، اتضح فيما بعد أن جثة أحد القتيلين هي للجندي حارس البوابة نبيل مثنى ناصر، فيما تطايرت أشلاء آدمية ربما تعود لجسد الانتحاري، وأصيب 15 جنديا بإصابات متفاوتة منها 3 حالات خطيرة، أحدها للجندي فواز عثمان طبري.
وعلمت «الأيام» أن طائرة عسكرية حطت بمطار سيئون ظهر أمس لنقل المصابين الثلاثة إلى صنعاء لخطورة حالتهم، إلا أنها لم تقلع حتى الخامسة من بعد ظهر أمس الجمعة.
كما أصيب ثمانية مدنيين من بينهم 6 نساء بإصابات مختلفة جراء شظايا الانفجار لوقوع بيوتهم السكنية على مسافة قريبة من موقع الحادث. واتهمت مصادر حكومية محلية تنظيم القاعدة بتدبير وتنفيذ هذا العمل الإرهابي الذي وصل حصيلة ما خلفه حتى لحظة إعداد الخبر إلى قتيلين و 23 مصابا بين مدني وعسكري، وأضرار جسيمة في مباني المعسكر..
عقب الانفجار تجمع مواطنو ضاحية القرن بسيئون أمام بوابة المعسكر، مطالبين بإبعاد المعسكرات من المنطقة، إلا أن قوات الأمن أطلقت النار في الهواء لتفريقهم.
كما جهز الأمن قوات الأمن المركزي والنجدة، وقطعت الطرق المؤدية إلى المعسكر وأقامت الحواجز، ومنعت الصحفيين من التقاط الصور أو الدخول إلى محيط الحادث.
تجدر الإشارة إلى أن الأمن بوادي حضرموت والصحراء قد تعرض خلال عام ونصف في مواقع مختلفة لهجمات بالأسلحة والمتفجرات على أربع نقاط أمنية الأولى نقطة شرق شبام والثانية على الخط العام بين شبام والقطن عند مدخل سر قبل عام، ثم نقطتان أخريان في مديرية حور وادي العين، خلفت عددا من المصابين حينها، كما نفذ هجوم مماثل على سياح بلجيكيين بوادي دوعن خلال العام الجاري صادف اليوم نفسه الذي هوجم فيه معسكر الأمن أمس الجمعة.
وأصدرت قيادة حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) فرع محافظة حضرموت، بياناً قالت فيه:«تابعنا بالم بالغ واستهجان شديد أنباء الهجوم الإرهابي الانتحاري الفاجع الذي استهدف فجر اليوم (أمس) الجمعة معسكر الامن العام بمدينة سيئون الودودة وأدى إلى سقوط عدد من رجال الأمن والمواطنين المسالمين بين شهيد وجريح وروع حياة المواطنين الآمنين في هذه المدينة الوديعة، وإننا إذ نعبر باسم قيادات وكوادر وأعضاء حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) فرع محافظة حضرموت عن إدانتنا الكاملة والمطلقة لذلك الفعل الإرهابي الإجرامي الغادر لا يسعنا إلا تجديد الدعوة لتفعيل تحرك وطني واسع وعاجل وجاد لكبح جماح تيارات التطرف والتشدد والإرهاب التي يتبرأ من هوسها الدموي التدميري ديننا الإسلامي الحنيف وتعاليمه السمحة.
إن هذه العملية الإرهابية الدامية جاءت بعد سلسلة الهجمات العنيفة المروعة التي استهدفت خلال الشهور الماضية سياحا ونقاطا عسكرية في بعض مديريات محافظة حضرموت، وهو ما يؤشر إلى جدية ما يتهدد هذه المحافظة التي تعد تاريخيا الحاضنة الأم لأشهر مدارس الإسلام السمح - مدرسة تريم حضرموت- ، ما يتهددها ويتهدد اليمن عموما، نتيجة لمفاعيل تلك التيارات التكفيرية المتطرفة ومنطلقاتها الفكرية المسيئة لنوارنية الإسلام ووسطيته وسماحته، لذلك فإننا نجدد الدعوة للسلطات المركزية والمحلية ولكافة الفعاليات السياسية والمدنية والمجتمعية للقيام بمسؤلياتها وواجباتها لاجتثاث منابع التطرف والغلو وملاحقة كل من شارك في التخطيط والإسناد والتنفيذ لكافة الهجمات الإرهابية التي توالت في حضرموت خلال الشهور الماضية بما يؤدي إلى إلقاء القبض عليهم وتقديمهم للقضاء العادل لينالوا الجزاء الرادع.إننا إذ نعرب عن صدمتنا لتلك العملية الانتحارية الإرهابية المجرمة شرعا وقانونا وإذ نعبر عن مواساتنا لأسر الشهداء والمصابين أمنيين ومدنيين نجدها مناسبة لدعوة العقلاء في بلد الإيمان والحكمة للعمل الجاد والمسؤول لاتقاء نذر التردي في مهالك كارثة لا تبقي ولا تذر، مشددين على أن التسريع في تفعيل استحقاقات الإصلاح السياسي الوطني الشامل هو السبيل الأسلم للنجاة بالوطن وأبنائه من تلك المهالك ولتمكين البلاد والعباد من الانطلاق في رحاب الاستقرار والنماء والوئام والازدهار.. ألا هل بلغنا اللهم فاشهد».