قراءة في كتاب:المهندس علوي بن أبي بكر الكاف ..رائد العمارة الطينية اليمنية بحضرموتمنقول «الأيام» للكاتب /عبدالقادر باراس:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قدم الأخوان محمد بن عبدالله الجنيد رئيس الجمعية اليمنية للتاريخ وحماية التراث بتريم، وحسن بن محمد الكاف رئيس لجنة التوثيق في جماعة فتية التراث التابعة للجمعية اليمنية للتاريخ وحماية التراث بتريم، ترجمة لأعمال السيد المهندس علوي بن أبي بكر الكاف «الخضيب» التي تعد توثيقا وتنويرا ثقافيا في إبراز أهم جوانب التاريخ، كون السيد المهندس رائدا في العمارة الطينية، وكان تقديم الكتاب كما أشار له المؤلفان محاولة لسبر غور المجهول وفك طلاسم الماضي الذي صار ضحية للعبث والتساهل وضعف الاهتمام بعملية التوثيق والتدوين.
مشيرين إلى «أن شخصيته حرّية بالدراسة والتأمل، لكونه بعيدا عن الأضواء من موقعه كمساند ومعين وصاحب أفكار متجددة».
شرع المؤلفان في البحث والتدوين منذ العام 2003م رغم الصعوبات التي واجهتهما للتمكن من الحصول على الرؤية الواضحة .
المؤلفان أمضيا قدما في نشر أبحاث المهندس لما لاقياه من تشجيع ومؤازرة من قبل المهتمين وتيسير العديد من الأمور التي كان من أعظمها ما قدمه لهما أحد المهتمين بتاريخ الأسرة الكافية وهو الباحث السيد علي بن أنيس الكاف، مؤكدين الدور الكبير الذي قام به مركز النور للدراسات والأبحاث بتريم والجمعية اليمنية للتاريخ وحماية التراث في دعم هذا العمل والوقوف وراءه حتى خرج بهذه الحلة .
> احتوى الكتاب على فصول ستة، وثلاثة ملاحق تضمنت أهم مراسلات ومكاتبات المهندس الكاف، وصور لأهم شخصيات آل الكاف، كانت إسهاما من قبل المؤلفين بوصفهما قياديين في جمعية تهتم بجوانب التاريخ وحماية الآثار، ويوثق الكتاب حقبة زمنية لتطّلع الأجيال القادمة على ما سطره أجدادهم من صفحات ناصعة في كتاب تاريخ حضرموت واليمن والعالم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]نماذج من زخارف الأرفف (الطيقان)> جاء الكتاب خدمة وتوثيقا للموروث العلمي والثقافي والإبداعي ومظاهر الحياة المختلفة لشعبنا اليمني عموما وفي حضرموت خصوصا .
الكتاب حمل في فصله الأول إيضاحا عابرا لأسرة آل الكاف وما قامت به في حضرموت، حيث أشار المؤلفان إلى ثروة شيخ بن عبدالرحمن الكاف وتوزيعها، وما قامت به أسرة آل الكاف من دور في نهضة حضرموت، والإصلاح الاجتماعي، وتولي القضاء، والمساهمة في نشر العلم ، وتأسيسهم أول مجلس للفتوى الشرعية، وناديا رياضيا وثقافيا، وتكفلهم ببناء مدرستين لجمعية الحق والكاف، وتوزيع الصدقات للمعدمين وإغاثة المنكوبين، وتأسيسهم أول مستشفى خيري بحضرموت، وأكبر مكتبة بتريم، وسك ثاني عملة عرفت بـ«عملة الكاف»، وبناء أول دار للضيافة سميت بـ«دار الغرباء»، وتكفلهم بشق وتعبيد أول طريق يربط بين ساحل ووادي حضرموت، واهتمامهم المبكر بالصحافة، ورعايتهم للكفاءات العلمية، وإقامتهم أول شبكة للاتصالات الهاتفية بتريم، وإسهامهم الفعّال في تطوير البناء والعمارة الطينية.
> الفصل الثاني تضمن لمحة موجزة عن سيرة حياة المهندس علوي الكاف، ولقبه (الخضيب)، ومعترك حياته وشخصيته وتنقلاته بين مسقط رأسه في جاوا بأندونيسيا وسنغافورا وحضرموت، وعلاجه في عدن وأسمرا، إلى جانب أسفاره إلى مكة ومصر وسوريا وفلسطين والعراق، وثمرة كفاحه خلال مشوار حياته بمختلف مراحلها .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]نماذج من تيجان الأعمدة (الكبش) المزينة لنهايات الدعائم> وفي الفصل الثالث تناول المؤلفان بصورة موجزة تطوير العمارة الطينية في حضرموت خلال مراحلها الزمنية وأدوارها التاريخية الأربعة، منها القديم والوسيط والحديث والمعاصر.. مبديين تركيزهم أكثر على الدور التاريخي الحديث للفترة الزمنية منذ بداية القرن العشرين إلى العقد السادس منه وتحديدا عند تحقيق استقلال جنوب اليمن، والمرحلة التي شهدت خلالها مدينة تريم توسعا كبيرا في حركة البناء داخل سورها الأخير، والتوجه إلى بناء المباني والبيوت الكبيرة التي جاءت نتيجة إفرازات الهجرة الحضرمية إلى جنوب شرق آسيا وما أحدثته من ثراء العديد من الأسر جراء تراكمات النشاطات الاقتصادية التي قامت بها هناك .
إلى جانب تسليطهما الضوء على جوانب أوجه الاختلاف بين البناء القديم في الدور السابق والنمط الذي كان سائدا فيه، وتلك الأوجه التي برزت ببروز هذا النوع من المنازل السكنية والتي تمثلت في التوسع في المساحات الداخلية التي تعادل مساحات الغرف في نمط البناء السكني القديم، وتفننهم بالزخارف الخارجية والداخلية والجوانب الجمالية الأخرى، وحرصهم على أن تكون العديد من الفضاءات الداخلية متصلة ببعضها البعض بفتحات عديدة وكبيرة، وخصوصا غرف استقبال الرجال والنساء مع السطوح المكشوفة المحاذية لها، بحيث يتيح استخدامها عند الضرورة بصورة مشتركة بما يعطي مساحة أكبر .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مدخل القصر وتبدو النوافذ التقليدية الحضرميةورأى المؤلفان أن أهم السمات لمرحلة الستينيات من القرن العشرين هو بدء ظهور المباني الطينية الضخمة والبديعة التي جاءت بعد بروز أحياء (حافات) جديدة إلى الوجود .
وتمكن المؤلفان من إبراز نماذج وصور لتطور أساليب البناء المتبعة حسب ما جسده المهندس علوي، باستخدام خام الطين القادر على مواكبة كل متطلبات العصر مع ضرورة المزج في الأفكار التقنية للعمارة الطينية والعمارة الوافدة، وما قدمه من أفكار ورسوم زخرفية بديعة في مختلف أنواع الزخرفة الداخلية والخارجية في المباني الطينية .
> وتطرقا في فصلهما الرابع إلى تراث المهندس علوي الكاف (الخضيب) في الهندسة المعمارية، حيث أشارا لاهتمامات المهندس من خلال مراسلته بخطابات من تريم إلى سنغافورا، ومنها إلى مصر، وما خلفه من تراث غني ظل مجهولا لم يتم التطرق له بالتفصيل.. مؤكدين جزمهما بأن هناك أعمالا قد يكون للمهندس دور في إشرافه الهندسي عليها، وسلطا الضوء على أهم أعماله في المساجد والبيوت والقصور والمباني والمصالح الأخرى.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مشروع بناء 216 مسكنا شعبيا لشركة النفط البريطانية في منطقة الروضة (القلوعة) التي نفذها المهندس علوي الكاف> كما تحدث المؤلفان في الفصل الخامس عن أدواره واهتماماته بالعمارة والبناء، إلى جانب أنشطته وأعماله المهمة الأخرى، التي كان من أهمها دوره في تشييد طريق الكاف، وإنشاؤه مطار تريم ، ودوره في النهضة الزراعية، ومشاركته في تصميم وبناء سد النقرة الشهير، واهتمامه بتأسيس البريد، والأنشطة الرياضية والثقافية بتريم والمهجر بسنغافورا، ودوره الاجتماعي، وبناؤه أول سجن حكومي (سجن سيئون)، واهتمامه بالثروة السمكية.
> واختتم المؤلفان كتابهما بالفصل السادس الذي تناولا فيه نبذة عن المهندس علوي الكاف وما قيل عنه في ذاكرة محبيه تضمنت كتابات وشهادات لأقاربه ومعاصريه في تلك الفترة، وتحدثا عن سيرته ومراحل مشوار عمله وحياته