إلى كل منتمي العترة الطاهرة المنتهية نسباً إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم
1- قال تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراًً ) (سورة الاحزاب آية 33)
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه موقوفا عليه قال ( إرقبوا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في أهل بيته ) (صحيح البخاري)
ومعنى إرقبوا أي راعوه وإحترموه وأكرموه والله أعلم .
وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه :
يا آل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم الفخر أنكم من لم يصل عليكم لا صلاة له
من هم أهل البيت ؟؟
ثبت في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم أنه قال : - خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغدير يدعى " خم " بين مكة والمدينة فقال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي
قيل لزيد بن أرقم ومن أهل بيته ؟؟ قال :- الذين حرموا الصدقة ، آل علي ، وآل جعفر ، وآل عقيل ، وآل عباس .
قيل لزيد : أكل هؤلاء أهل بيته .؟؟ قال نعم ( أخرجه مسلم في الصحيح والإمام أحمد في المسند والترمذي والنسائي والحاكم في المستدرك وهو حديث صحيح )
1- قال تعالى " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " ( سورة الشورى آية 23 )
قال ابن عباس : لم يكن بطن من قريش إلا وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبينهم قرابه فلما كذبوه وأبوا أن يبايعوا . قال : يا قوم إذا أبيتم أن تبايعوني فأحفظوا قرابتي منكم ، لا يكن غيركم من العرب أولى بحفظي ونصرتي منكم . ( كتاب الحسن والحسين د / محمد رضا )
2- وقال صلى الله عليه وآله وسلم ( والذي نفسي بيده لا يدخلون الجنة حتى يحبوكم من أجلي لما شكى اليه العباس أن بعض قريش يجفون بني هاشم ( أخرجه مسلم والترمزي والإمام أحمد في مسنده وقيل حديث حسن صحيح )
والقصة هي حدثنا قتيبة أن العباس بن عبد المطلب دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مغضباً وأنا عنده قال ما أغضبك ؟ فقال يا رسول الله ما لنا ولقريش إذا تلاقوا تلاقوا بوجوه مبعثرة وإذا لقونا لقونا بغير ذلك قال : فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى أحمر وجهه ثم قال : ( والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله) (سنن الترمذي)
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن الله إصطفى قريشاً من بني كنانة وإصطفى بني هاشم من قريش وإصطفاني من بني هاشم ) (أخرجه مسلم والترمزي والإمام أحمد في مسنده وقيل حديث حسن صحيح)
وقال صلى الله عليه وآله وسلم ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع أن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامه إلا سببي ونسبي وأن رحمي موصوله في الدنيا والآخرة ( كتاب الشجرة الزكية في الأنساب / الأستاذ / يوسف بن عبدالله جمل الليل )
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : فتزوجت أم كلثوم بنت على بن أبي طالب لما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يومئذ وأحببت أن يكون بيني وبينه سبب ونسب
وروي أن أبو بكر رضي الله عنه قال : ( والله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي ) ( كتاب علموا أولادكم محبة آل بيت النبي د / محمد عبده يماني )
وفي الحديث الصحيح : ( إني تارك فيكم الثقلين في كتاب الله وعترتي وإنهما لن يفترقا حى يردا على الحوض . ) وزاد الإمام أحمد والنسائي والترمذي ( فإنظروا كيف تخلفوني فيهما )
( أخرجه البخاري ومسلم وأبو داوود في سننه والنسائي والإمام أحمد بن حنبل في مسنده ومالك في الموطأ . )
وفي الحديث الصحيح : ( اللهم صلى على محمد وأزواجه وذريته )
وفي الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( من أصطنع لأحد من ولد عبدالمطلب يداً فلم يكافئه بها في الدنيا فعلي مكافأته غداً يوم القيامه إذا لقاني ) أخرجه الطبراني مرفوعا .
وفي الحديث الذي أخرجه الدليمي عن على بن أبي طالب رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي وأصحابي )
هل تحل صدقة الفرض على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟؟
ثبت عنه صلى الله عليه وآله وسلم أن ابنه الحسن لما تناول تمرة من تمر الصدقة قال له : ( كخ كخ أما علمت أنا آل بيت لا تحل لنا الصدقة ! ) ( أخرجه البخاري في صحيحه والدرامي في المسند والإمام أحمد بن حنبل في مسنده ومالك في الموطأ . )
كما قال صلى الله عليه وسلم ( أن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد ) ( أخرجه الدرامي في المسند والنسائي ومالك في الموطأ . )
وروى الإمام مسلم بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " أني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي ثم أرفعها لأكلها ثم أخشى أن تكون صدقة فألقاها " ( كتاب علموا أولادكم محبة آل بيت النبي د / محمد عبده يماني ) يعني يرمي بها من يده . وصدقة الفرض تحرم عليه صلى الله عليه وآله وسلم كما تحرم على آل بيته .
وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم : " أن الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس " ( كتاب علموا أولادكم محبة آل بيت النبي د / محمد عبده يماني )
وفي هذا تنزيه لآل البيت وإعلاء لمكانتهم والتنويه بطهارتهم .
1- وكانوا يأخذون نصيبهم الخمس من الغنائم حيث قال تعالى : " وأعلموا إنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى " ( سورة الانفال آية 41 )
وقد منع عليه الصلاة والسلام الفضل بن عباس عندما سأله أن يستعمله على الصدقات فقال صلى الله عليه وآله وسلم " معاذ الله أن أستعملك على غسالة ذنوب الناس " وفي رواية أوساخ الناس
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه محباً لعلي وولديه الحسن والحسين رضي الله عنهما لقرابتهم من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقد فرض لكل منهما خمسة آلاف وولده عبدالله ألف ، فلما راجعه ولده قال له : ويحك يا عبد الله ، هل لك جد كجدهما أو جدة كجدتهما أو أم كأمهما أو أب كأبيهما .
قال الشيخ صالح الفوز أن عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية : ( وقرابة الرسول لهم علينا حق الإكرام والمحبة والإحترام ) (جريدة الشرق الأوسط العدد 5324 في 6 / 1 / 1414 هـ)
وقال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز سأله سائل عن آل البيت : ( أما إكرامهم ومعرفة فضلهم وإنصافهم وإعطائهم والعفو عن بعض الأشياء التي تقع منهم على بعض الناس فالصفح عنهم والتساهل في بعض الأخطاء التي لا تمس الدين أمر حسن وقد جاء الحديث ( أذكركم الله أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي " فالإحسان إليهم والصفح عن بعض زلاتهم التي تتعلق بالأمور الشخصية وتقديرهم بما يتعلق بممارستهم ومعرفة قدرهم في الوظيفة وعمل ما يقوم بحاجتهم أو ما أشبه ذلك من إحسان وعناية بهم وإيصال المعروف إليهم فكل هذا طيب وعليهم أن يتزنهوا عما حرم الله سائلين الله لنا ولهم الهداية . والله أعلم ) (صحيفة المدينة المنورة فتاوى ( نور على الدرب ) من كتاب الرسالة الذهبية د / محمد على البار ص 67-68)
قال د / محمد بن سعيد القحطاني في الشريط رقم 62 تسجيل دار الآثار الإسلامية قوله " يا سبحان الله الناس إحتفلوا بلاعبي الكرة وبنجوم الأفلام وبغيرهم وغيرهم من الساقطين أفلا يجب على أهل السنة والجماعة أن يوقروا آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويعرفون حقهم ويقدروهم وينزلوهم المنزلة التي تليق بهم
بلى والله نقول هذا فدين الله بحب من كان من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مستقيماً على منهج أهل السنة والجماعة . كما للآل بيت رسول الله عليهم السلام حقاً في بيت مال المسلمين لأن الله قد خصهم بأن الصدقة لا تحل لهم والبديل عن ذلك أن لهم نصيبا من بيت مال المسلمين يدفع لهم هذا فرضه الله سبحانه وتعالى لهم .
قطوف من كتاب " علموا أولادكم محبة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " تأليف د / محمد عبده يماني . دار القبلة للثقافة الإسلامية – جده
يقول في محبة آل البيت
وكلهم حري بالتقدير والإحترام والمودة إمتثالا لأمر الله عز وجل ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى )
وكذلك آل البيت رضوان الله عليهم يعظم حقهم علينا بمقدار عظمة حق جدهم علينا . إنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يطلب منك أكثر من المودة في القربى ، رغم أن وفاءك له صلى الله عليه وآله وسلم لم يتسع لعفوك عن واحد من أحفاده وهو لم يطلب منك شيئا أكثر من المودة فيه ؟
والأولى أن يعفو عن المسيء ويتسامح عن الظلم ويتجاوز عن الخطأ إكراما لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . إذا إستطاع ذلك وعملا بوصيته في آل بيته ومن النصح للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والإكرام له لآل البيت وإكرامهم والحرص على مصالحهم وحسن معاملتهم وتوجيههم وتذكيرهم بشرف هذا النسب .
الإعتزاز بهذا النسب وصيانته. ومن المهم جدا ألا يدخل في هذا النسب ما ليس منه أو أن ينتحله أحد ليس له هذا الشرف حقيقة . كما إنه من الخطأ الكبير أيضا أن يتنصل شريف من نسبه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مهما سولت له نفسه من الأعذار فقد جاء في الأثر ( لعن الله الداخل فينا والخارج منا بغير سبب )
آل البيت هم الاسوة . ولذا فان آل البيت مسؤولون عن تربية ابنائهم التربية السليمة وتعليمهم مسؤولية التصرف بصورة تليق لإنتسابهم الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأن لا يسيئا إلى هذه العترة الطاهرة والدوحة المباركة . وأنهم يحملون مسئولية خاصة وأنهم أولى المسلمين أخذا بكتاب الله تعالى وعملا به والأخذ بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعملا بها .
وهم أحبتي وسادتي الكرام أن يحرصوا على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم تلاوة خاشعة وتدبرا عميقا وتجسيدا عمليا وأن يكونوا مصابيح هدايه للمسلمين علما وعملا وأن يكونوا أكثر الأمة غيرة على دين الله أن يضيع وحرماته أن تنتهك وعلة سنة نبيه أن أن تترك وأن يكونوا لهم في جدهم صلى الله عليه وآله وسلم أسوة في أعراضه عن الدنيا وإقباله على الآخرة وأن يكونوا آمرين بالمعروف سابقين فيه ناهين عن المنكر متجافين عنه فهذه هي التجارة الرابحة التي تليق بشرف إنتمائهم وهذا هو الميدان الذي يطلب منهم ان يكونوا السابقين فيه .
عدم الإتكال على النسب فان المأمول من آل البيت ألا يغتروا بهذه الدنيا مهما أتاهم الله من خيراتها وأن يعلموا أنهم مسئولون عن كسبها من الحلال الطيب وإنفاقها في أوجه الإستحسان وفي المباح فلا يقعوا في فواحش التبذير والإسراف والبخل وأن يؤدوا حقوق هذه النعم بأداء شكرها .
وأنه لحري بآل البيت أن يتطهروا من الأدناس المعنوية والصفا ت الخسيسة والأعمال القبيحة والمخالفات الشرعية صغيرها وكبيرها إرضاء لربهم وإقرارا لعين جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإحتراما وتوقيرا لإنتسابهم إليه وإلى الآباء والأمهات الطاهرين والطاهرات من آل بيته .
فهنيئا لكم آل البيت بهذا النسب الكريم ونسأل الله أن يعينكم على حمل هذه المسئوليات والقيام بهذه الواجبات لتكونوا لله كما يجب وللرسول كما يرضى وللمسلمين أسوة حسنة .