صنعاء - من يحيى السدمي والوكالات:
كشفت مصادر يمنية عن جهود وساطة تقوم بها شخصيات اجتماعية تنتمي لمحافظة أبين جنوب اليمن, وبرعاية القيادي في "الحراك الجنوبي" الشيخ طارق الفضلي, بين وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد, والعناصر المسلحة من تنظيم "القاعدة" التي تسيطر على مدينة زنجبار منذ أواخر مايو الماضي, تقضي بدفع السلطة مبلغ 8,5مليار ريال يمني للجماعات المسلحة, مقابل تخليهم عن الأسلحة الثقيلة التي بحوزتهم والخروج من زنجبار, دون تحديد وجهتهم, بالأسلحة الشخصية فقط.
وذكر موقع "براقش نت" الإلكتروني المقرب من رجال القبائل, أن الوساطة التي تواصل جهودها في عدن منذ أسابيع أحرزت تقدما في تقريب وجهات النظر بين الطرفين, ووضع آلية تضمن تنفيذ الاتفاق بينهما.
وتتضمن آلية إخلاء زنجبار من المسلحين, دفع تعويضات لقتلاهم وتسليم المدينة لهيئة أهلية لإدارتها فور انسحاب الجيش إلى ثكناته وخروج المسلحين منها, وإعادة النازحين إلى ديارهم وتشكيل لجنة عليا للإعمار وحصر أعداد القتلى والجرحى.
وألمحت مصادر مطلعة إلى "أن المشاورات التي تقودها الوساطة تسير بصورة سرية, وأنها قابلة للانهيار في أي لحظة, رغم إقناعها للطرفين بوقف العمليات العسكرية لإثبات حسن النوايا وتهيئة المناخ للتوصل إلى الاتفاق النهائي لخروج المسلحين".
غير أن مصادر محلية أكدت مقتل ستة من عناصر التنظيم في مواجهات مع قوات الجيش في مدينتي شقره وزنجبار, فيما أكدت مصادر قبلية في مديرية لودر ل¯"السياسة" أن اللجان الشعبية التي كانت قد شكلت من أكثر من 150 شابا من شباب المديرية لمواجهة عناصر "القاعدة" تمكنت من القبض على 26 من عناصر التنظيم بينهم قيادي كبير في "القاعدة".
إلى ذلك, قتل ثلاثة عناصر مفترضين من "القاعدة" وجرح ستة آخرون, في غارة جوية على بلدة في جنوب اليمن, نسبها مسؤولون محليون الى الجيش الأميركي.
وقال أحد المسؤولين طالبا عدم كشف هويته, أمس, ان "طائرة بلا طيار مجهولة ويرجح انها اميركية" شنت الغارة على الشقرة قرب زنجبار عاصمة ولاية ابين ما أدى الى مقتل "ثلاثة عناصر من القاعدة وجرح ستة آخرين".
في غضون ذلك, نفى مصدر في القوات الجوية والدفاع الجوي اليمني, ما ورد في بيان للجيش المؤيد للثورة, عن أن ثمانية طيارين سوريين قتلوا ب¯"عملية استشهادية" في تحطم طائرة تابعة للجيش اليمني بمحافظة لحج يوم الاثنين الماضي.
وأوضح المصدر أن "السوريين الذين استشهدوا في حادث تحطم الطائرة يعملون مدربي طيران في كلية الطيران والدفاع الجوي للطيران التدريبي الأساسي منذ 11 عاما في إطار برتوكول للتعاون بين وزارتي الدفاع في البلدين".
على صعيد آخر, قتل 12 شخصا وجرح 35 في مواجهات عنيفة أول من أمس, بين جماعة الحوثيين وعناصر قبلية تنتمي إلى حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) في مديرية كحلان الشرف بمحافظة حجة غرب اليمن, إثر وصول مجموعة من الحوثيين إلى كحلان الشرف واتهام أبناء المنطقة لهم باختطاف 40 من أبناء المديرية.
من جهة أخرى, أكدت اللجنة التنظيمية للثورة التمسك بموقفها الرافض للتعامل مع المبادرة الخليجية والتي تمنح الرئيس علي عبد الله صالح حصانة من الملاحقة القضائية, معتبرة أن المبادرة لا تلبي مطالب الثوار في الحرية والكرامة والدولة المدنية, كما طالبت بتجميد أرصدة صالح وتحويل ملف "جرائمه" إلى المحاكم الدولية.
الجمعة 28 أكتوبر 2011, 7:52 pm