* إبراهيم بن علي الزاراطي (تونس).
* ولد عام 1950 بتطاوين.
* حاصل على شهادة ختم الدروس الثانوية الترشيحية 1968.
* اشتغل مدرساً منذ عام 1968 ثم مديراً لمدرسة قصر المقابلة - تطاوين.
* عنوانه: حي النزهة - 3200 تطاوين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشمــــس المهاجـــــــرة
كان طفلاً...
سندبادا...
يعرف الجوع... النجوم... الليل في حمّى الضياع...
ساكتا ينمو, ومذهولا على درب المدينه...
يمسح القهر جبينه...
في سكينه...
يكبت الدمع, وخلف الصدر نامت ألف غصّه
تنسج الأحزان قصه...
لم أقلها:
كان طفلا يعرف الفقر وألفاظ التسولْ
والمراره...
سندباداً كان مذهولا...
وتحت الجلد حقد...
ثورة تصرخ ضد الجدْب فوق الركح أو خلف الستاره...,
عاد منهوكاً من التجوال...
وانهار انهيارا
لم يجد ظلا وعشبا
لم يجد إلا قفارا...
وشعاعا خلف أفق يتوارى...
لم أقلها:
يحبل البحر شموسا...
يولد النور على هيكل أرض الفقراء
غضبا... بركان نارْ...
فلتمت كل زهور الجلّنار...
لتمت في الصمت ألحان الكنار
فلتمت حتى يعود الحب للأرض ونسل الأنبياء
كان طفلا,,
مثل أطفال بلادي البسطاء...
بينه والأرض نهر
ورياح همجيه...
ثم عاد,,
حينما فاضت سواقينا دماء
عاد أشجار صنوبر,,
وشموسا فوق وجه النهر تُبحر...
كان طفلا,,
سدّ جلادوك باب القصر دونه...
حجبوا عنك عيونه
فلتسافر كل أوراق الهويه
إنه ليس علاء الدين,, أو موسى
ولا كان سليمان النبيا
لم يكن يملك قنديلا
ولا خاتم سحر,,
أو عصا,, أو بندقيه
فحزنّا حين حيّانا وسار
وصرخنا
فلتمت كلّ زهور الجلنار
فلتمت حتى يضيء النور من أرض غفار
*****أيصير الغصن للأطيار يوما مقصله?
ويصير الحقل بعد الخصب أرضا
مهمله?
وتموت الشمس في عمق الدياجي مثقله؟
*****وأفقنا ذات يوم
كانت الشمس تعيد الأغنيات الراعفه..
ترفض الموت على جدران أجفان العيون الخائفه...
ترفض الأغربة العرجاء في ثوب الحداد...
وأصخنا السمع:
(عاد السندباد!)...
قادما من عتمات الليل وحده...
يزرع البسمة ورده...
فليغن شجر الزيتون بعد العاصفه...
ولتمت كل الغصون الزائفه...
*****من قصيدة: اللص الوطني العاشق
اعتياديّ
على خارطة الحزن توزعنا كأبيات القصيده
حدثونا عن بلاد النور...
عن كل الحضارات السعيده,
عن أروبا...
عن فنزويلا
بل وعن كل الولايات البعيده
جعلوا للأرض أسماء عديده
غير أن الأرض لاتملك إسما
مخجل أن قسّموا قشرتها طولا وعرضا
مخجل أن جعلوا للأرض أوراق هويه..
فهي أرض
وستبقى الأرض أرضا
اعتياديٌّ هو القانون رغم الجاذبيه
*****باسم آلاف القرابين,, وأشلاء الضحايا
أيها الوحش الذي يرتاح عند المنبع الجاري
ويغتال الصبايا
اسمح اليوم فقط للماء أن ينساب
حتى تعبر النهر المراكب
فهي ما عادت إلينا من شمال أو جنوب
عالم الموت طواها
فلمن نحصد زهر الريح والمركب غائب,,?
والليالي عرشت في أفقنا مثل العناكب
*****آه... لو أعتصر الليل...
ولو قطرة زيت للمصابيح الصغيرة,,
لم تزل أنت,,
ومصباحي على جرحك أنت,,
حرثوا الأرض,, حرثت,,
زرعوا الأرض,, زرعت,,,
غابة الزيتون لم تعطك ما يملأ مصباحك زيتاً,
لعنوا الغابة والأرض,, ولكن ما لعنت,,
فامض في وهج الظهيرة,,
أنت لم تنزف كقرص الشمس
كي تبحث عن أرض جديده,,
فالبراكين التي تخمد
لا تهجرها نار القصيدة
*****يا سَنا العالم,,, يا قوس قزح
سائب يجرفك الماء,, وأنت الآن مثلي
لاتغنِّي للرياح الهوج موال فرح
موغل في الظلمة العمياء صوتي
مرهقاً أقتات صمتي
*****