الأسعاء المـديـر العـــام
عدد الرسائل : 1199 المزاج : احترام قوانيين المنتدى تاريخ التسجيل : 28/03/2008
| | الجنوب الحضرمي.. الحاضر والتاريخ والتواصل الثقافي الحضاري | |
الأسعاء " كتب/أحمد سالم بلفقيه: أهدي مقالتي وموضوعي هذا إلى العزيز الخال حسين زيد بن يحي والأستاذ أحمد بامعلم والسفير قاسم عسكر وكل الأسرى الأعزاء الجنوبيين ومن فك أسره من سجون صنعاء البغيضة . حضرموت التاريخ، المقصود بها هي حضرموت الكبرى من باب المندب حتى عمان، وهو ما يدعى بالمفهوم السياسي الحالي، بالجنوب العربي، والتواصل الثقافي والحضاري في بلاد الجنوب العربي الحضرمي، قد وصل منذ التاريخ القديم إلى حالة التشابك الاجتماعي، مرورا بكل المراحل، من والى الحالة السياسية، صعودا ونزولا، حتى تجلى بالحالة الوطنية (فالتداخل الاجتماعي بين المناطق الغربية والشرقية في كافة المناطق الجنوبية قد وصل ومنذ القدم لحالة التشابك الاجتماعي، وواحدية المنهاج الثقافي والإرث التاريخي الحضاري، وصولا للحالة الوطنية المتميزة، فقلما تجد منطقة لا توجد بها أواصر قربى قديمة أو حديثة مع تشابك المصالح. فعدن عبر التاريخ هي بوابة الجنوب وحضرموت ومن يمتلك مفتاح عدن يمتلك مفاتيح الجنوب) ومن هنا نجد أن وحدة المصالح ووحدة المصير المشترك من خلال المعاناة، قد وحدت الجنوبيين في هذا الوقت بالذات تجاه الوافدين من المناطق الشمالية اليمنية، بعد أن استطاعت السلطة اليمنية تحويل حالة الصراع من صراع عام يمني وجنوبي مع السلطة، بل إلى صراع شعبي جنوبي مع السلطة واليمنيين في آن واحد، وهو ما استطاعت اليمن من تحقيق الفائدة بأن جندت كل القوى الشعبية اليمنية لتصطدم بالجنوبيين في بلادهم، وهذا جعل الجنوبيين يتعاملون مع اليمنيين الوافدين بصيغة الطابور الخامس لقوى الاحتلال اليمني، والحلقة الضعيفة في المجتمع الجنوبي لإدارة الصراع الحضاري والثقافي بين اليمنيين والجنوبيين ومنعكس لا محالة مع أمتدادتهم الثقافية والحضارية عبر البحار والقارات، وبالتالي بديهية الحسم والتفوق الثقافي والحضاري الجنوبي المنفتح على شعوب العالم، وحتمية النصر الجنوبي الحضرمي وأدواته المساندة من العناصر المنتسبة والمنتمية لثقافته، وثقافة الشعوب الحضارية المتداخلة معه في الموروث الحضاري والتاريخي، وقوة مدى التواصل والترابط الحضاري مع المصالح المتشابكة والمتداخلة مع شعوب العالم خاصة وأن النهج المدرسي الجنوبي الحضرمي قد صار مطلب عالمي بشهادة دولية، لذا فمن البديهي الحسم والنصر لهكذا صراع ثقافي وحضاري عالمي مع فكر متخلف مغلق في ركن الجزيرة الجنوبي الغربي (اليمن) لمنطقة مهملة عبر التاريخ، ومع الحاضر اليمني فالفشل والإخفاق سمته والهزيمة نهايته . 1- إن حضرموت الجنوب والجنوب الحضرمي الحضاري والثقافي، والنهج المدرسي الحاضن والحامل للهم الرسالي الموروث والمكتسب، من صحراء الأحقاف، وحقفها المتداخل مع هضابها بالوادي المتداخلة، متشعبة عبر وديانها اللا نهائية، لتحتوي الجنوب من غربه إلى شرقه، لتمضي به إلى بلاد السواحل عبر بلاد القرن الأفريقي وصولا لبلاد السواحل والسواحليين، لتتعانق بسواحل أبين، ومنطقة سواحل أبين وزنجبار الجنوب، ومن البحر العربي للجنوب العربي، حتى القارة الهندية مركز انطلاق الجنوبيون العرب إلى بلاد الشرق الأقصى في أرض الملايو حتى الصين . 2- لقد كان التواصل الثقافي والحضاري مع بلاد المهجر وتأثيره المتبادل مع بلاد الجنوب العربي(وليس اليمن)تواصلا ثقافيا وحضاري في شتى جوانبه المتبادلة فمن الجنوب كانت الرسالة والنهج الرسولي بصيغه الشمولية هي الهم الأكبر المتمثل في التبليغ لسكان البلدان التي بلغها الجنوبيون العرب الحضارم، تجار الآخرة والدنيا في آن واحد، وقد نجحوا في عكس مفاهيمهم الثقافية والحضارية لتلك البلدان وهو ما ظهر للمراقبين في الكم العددي والنوعي لمنتسبي المنهج المدرسي الحضرمي والذي يفوق النصف مليار منتمي ومنتسب . 3- أن حيدر أباد القارة الهندية متمثلة في كثير من الإرث الثقافي والحضاري قد تجلى من حيث القباب وبعض القصور الطينية المتأثرة بالطابع الهندي في وادي حضرموت ومدينة تريم خير مثال ومنها مسجدها الطيني المعروف بمسجد المحضار ومنارته الطويلة الانسيابية التربيع والمبنية من الطين وذات البصمة الهندية الواضحة وكذا قصر السلطان ألكثيري، فقد عاش من صمم وشارك في التصميم في الهند المهندس الكبير والعالم الشاعر أبوبكر بن شهاب ومراسلاته خير شاهد مع السلطان حين بنائه . 4- أن القصور الطينية المنقبة والمفخرة لكل الجنوبيين الحضارم بتلك المباني، والتي هي ثمرة من ثمار التواصل والتمازج الثقافي والحضاري مع الشرق الآسيوي وبلاد الملايو، وهي هجين من التمازج والتواصل الثقافي الهندي والصيني والجنوبي العربي، كمكونات ثقافية وحضارية أصلية لبلاد الملايو والشرق الصيني، وللجنوب الآسيوي الهندي . 5- أن تريم المدينة، العاصمة الثقافية للعالم الإسلامي لعام 2010م، هي القلب النابض للجنوب العربي الحضرمي، والتسمية المأخوذة من بحرها العربي، قد انعكست على الموروث الثقافي والحضاري للجنوب، فقد عمم وصار سمة من سماته الثقافية والحضارية للجنوب بشكل عام، بداية بحضرموت الصغرى (وادي عبدالله بن راشد) ومن ثم حضرموت الوسطى حتى بئر علي، ومن ثم حضرموت الجغرافية حيث نهايات الهضبة وحجارتها الحمراء ببلاد الباكازم، وماؤها العذب الفرات، ومن ثم حضرموت الكبرى والممتدة من عمان حتى باب المندب مرورا بيافع وضالعها وردفانها وحوطة لحج(فالحوطة ثقافة جنوبية صرفة)والوهط وحمراء وثعلبة حتى العيدروس وشعبها بعدن، أما حضرموت التاريخية والكبرى فهي تلك الممتدة من عمان حتى باب المندب، أما حضرموت الثقافة والنهج فهي عابرة للقارات. 6- لقد اختيرت تريم عاصمة للثقافة الإسلامية، تريم حضرموت، تريم الجنوب العربي، تريم وموروثها الثقافي والحضاري العابر للقارات والمتعدد الجنسية، ليس عبطا واعتباطا، بل لإسهاماتها العالمية، فعالمية تريم يسبق مايو عام 1990م ويسبق (7/7) بل لو كانت تريم تتخذ قرارها بنفسها، ولم يفرض عليها من لم يمت بصلة لها أو لموروثها الثقافي والحضاري، لعكست جزء من بريق عالميتها، من خلال عرض صيغ تواصلها وتمازجها الثقافي والحضاري مع بلدان المهجر ومن أنتسب لها ولثقافتها الحضارية المشعة. 7- وأخيرا ليحاول كل منتسب ومنتمي للجنوب الحضرمي وثقافته ومنهاج تريم الحضاري أن يتخيل، كيف لو دعيت كل الفعاليات المنتمية لموروث تريم العالمي من بقاع العالم، لتريم وعكست أرثها الشعبي والفني الجنوبي من فرق فنية وشعبية وفرق رقص( في بلاد الملايو لازال يسمى زفين "رقص" وهي لازالت مستخدمة بشكل محدود ومعروفة) وغيرها، ماذا تتوقعون الحالة المقدمة ؟؟ من الطبيعي ستكون لوحات فنية متميزة، لمسرح طبيعي متميز وهو حضرموت الجنوب الثقافة والحضارة والمنهاج، كما أن الخبرات الجنوبية والبيوت المتخصصة المنتشرة في العالم لو طلبتها تريم حضرموت والجنوب للبت الطلب وستقدم الدراسات والفعاليات ما يغضب المغتصب، ولكن سيأتي اليوم قريبا لتلبس تريم والجنوب الحضرمي أبهى حليه الثقافية والحضارية لتقديمها وعرضها للعالم ليغترف العالم من مناهلها ما يغذي ويشبع روحه الظامئة حتى يأمن بالسلم والسلام .
. نقلا عن > وكالة أنباء عدن (عنا) | |
|