الأسعاء
المـديـر العـــام
عدد الرسائل : 1199
المزاج : احترام قوانيين المنتدى
تاريخ التسجيل : 28/03/2008
 | موضوع: اتفاق التنسيق بين الجمهورية العربية المتحدة واليمن 13 يوليو 1964  السبت 01 مايو 2010, 1:02 am | |
| القاهرة 13 يوليو 1964
اتفاق التنسيق بين الجمهورية العربية المتحدة واليمن
"المشاريع الوحدوية العربية 1913 - 1989، يوسف خوري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط2، 1990، ص 419 - 420"
اتفاق التنسيق بين الجمهورية العربية المتحدة واليمن
القاهرة - 13/ 7/ 1964
(الاهرام 14/ 7/ 1964) (الوثائق العربية، 1964. رقم
165، ص 326 - 327). ايمانا بحقيقة الوجود العربي، وتأكيد لوحدة الامة العربية النابعة من الفكر الواحد والضمير الواحد والمصير المشترك وتحقيقا للامل الذي يستمد روحه من حقائق التاريخ والواقع العملي، فان الامة العربية وهي تسعى جاهدة لتحقيق اهدافها العظيمة تجد لزاما عليها ان تستمسك بوحدتها عقيدة ونضالا، وان تعمل على العودة بالحياة فوق ارضها الى صورتها الصحيحة وطبيعتها الحقة.
وان الامة العربية في نضالها، لتدرك عن ايمان وتجربة ان التجزئة السياسية الحالية للوطن العربي ليست الا صورة زائفة تتمثل فيها اوضاع الفرقة المصطنعة وتبدو معالمها في الحواجز التي فرضها الاستعمار واقامها وفق اطماعه لاستغلال الامة العربية والسيطرة عليها.
ولقد وضح بالحق واليقين امل الامة العربية حينما تحققت تجربة الوحدة العربية الرائدة التي تمت بأرادة الشعب العربي في سوريا ومصر وقامت الجمهورية العربية المتحدة بمشيئة الارادة العربية الخالصة تؤكد للوجود كله ان الوحدة ليست املا بعيد المنال انما هي حقيقة ماثلة في الواقع العربي بكل ابعاده ومقوماته السليمة.
وسعت قوى الاستعمار والرجعية المتحالفة ضد الامل العزيز لامة العرب الواحدة وتكاتفت عوامل الشر معا لتدبير جريمة الانفصال حتى تبقى الاوضاع المصطنعة في الوطن العربي على النحو الذي فرضته لاغتصاب حق الانسان العربي. وقد اتضحت من وراء تنفيذ جريمة الانفصال عبرة غنية بالتجربة القت المزيد من النور امام مسالك النضال العربي حتى تتبين دقائق الطريق امام الشعب العربي ويتزود بكل ما يحمي وحدته في خطواته القادمة. وتوهمت قوى الشر والظلم والاستعمار ان تيار النضال العربي سوف ينحسر ويتبدد بعد تنفيذ الانفصال. لكن الثورة التحررية للشعب العربي في اليمن ضد حكم السيطرة والاستغلال والتخلف جاءت دليلا قاطعاً يؤيد حيوية الانسان العربي ويكشف عن اصالة الشعب العربي واصراره الذي لا يتزحزح على انتزاع حقه في الحرية والعدل الاجتماعي وقد دعت اليه شريعة الله ونادت به رسالة نبيه الكريم فكانت ثورة اليمن نقطة تحول كبرى في تاريخ النضال العربي.
ان ثورة الشعب اليمني تفجرت رغم الظروف القاسية التي احاطت به وصنوف الارهاب الشديد التي سلطت عليه. وأثبتت الثورة اليمنية الارادة العنيدة لنضال الشعب العربي وصدقه الثوري وتمسكه بضرورة تغيير حياته تغييرا عميقا لتحقيق اماله العربية الواسعة.
وتحركت عوامل الشر متحالفة مع الاستعمار تواجه ثورة اليمن وتلقي بكل ثقلها للقضاء عليها وتنفيذ جريمة جديدة ضد الحق الشرعي للشعب اليمني في الثورة والحرية والتطور. ولكن طريق النضال امام الامة العربية كان قد تحصن بالتجربة المستفادة من جريمة الانفصال.
وأيماناً من الجمهورية العربية المتحدة بمسؤولياتها كقاعدة للنضال العربي في تدعيم الحرية العربية وحماية الحق الشرعي للامة العربية من كل عدوان على مقدساتها، فقد بادرت بالوقوف الى جانب ثورة الشعب اليمني منذ اللحظة الاولى التي كشفت فيها قوى الشر العدوانية عن نواياها.
وقدمت الجمهورية العربية المتحدة كل اسباب العون والمساعدة والقوة للثورة العربية في اليمن وخاضت معها معركة الحياة والحق والحرية ضد العدوان الاستعماري الرجعي المسلح حتى تأكد النصر للشعب العربي اليمني.
وكتبت دماء الابطال من الشعبين المصري واليمني سطور الوحدة الحقيقية التي ستبقى بقاء الخلود في الوقت الذي كانت تكتب هذه الدماء سطور النصر للثورة العربية الكبرى وللانسان العربي. فقد فرضت المعارك المشتركة فوق ارض اليمن الوحدة القوية بين الشعبين حين امتزج دم الابطال في ميادين القتال البطولي ضد اعداء الامة العربية وتقررت هذه الوحدة العميقة في ساحات الجهاد قبل ان تجري بشأنها محادثات لاقامة اجهزة لتنسيق خطوات الوحدة وتنفيذها دستوريا.
وإرتبط الشعبان بمفهوم ثوري واحد من أجل اقامة مجتمع الكفاية والعدل الذي يستهدفه النضال الاجتماعي العربي ويسعى اليه بعون الله وعلى هدي من تعاليم الاسلام الحنيف ليكون للوحدة العربية مضمون اجتماعي الى جانب مضمونها السياسي يعبر عن اصرار الشعب العربي على اقامة غد جديد حر للانسان العربي الحر.
وسعيا الى تحقيق هذا كله، وانطلاقا من قاعدة راسخة الاساس، وباسم الله وبعونه ونيابة عن شعبي الجمهورية العربية المتحدة، والجمهورية العربية اليمنية، وحكومتيهما، فان الرئيسين عبدالله السلال رئيس الجمهورية العربية اليمنية وجمال عبدالناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة، اتفقا على مايلي:
المادة الاولى
- يشكل مجلس تنسيق مشترك لكل من الجمهورية العربية المتحدة والجمهورية العربية اليمنية، من رئيس الجمهورية العربية المتحدة ورئيس الجمهورية العربية اليمنية، وعدد من الاعضاء.
المادة الثانية
- يجتمع مجلس التنسيق المشترك مرة كل ثلاثة اشهر، كما يجتمع في الحالات الضرورية باتفاق رئيسي الجمهوريتين المتعاقدتين. مقر مجلس التنسيق المشترك مدينة القاهرة، ويجوز دعوة المجلس للانعقاد في جهة اخرى بناء على اتفاق الرئيسين.
المادة الثالثة - قرارات مجلس التنسيق المشترك الزامية ونافذة بمجرد تصديق المجلس عليها، عدا القرارات التي تحتاج الى استصدار قانون فيكون تنفيذها بعد المصادقة عليها حسب النظم الدستورية المعمول بها في كل من البلدين.
المادة الرابعة
- يجري العمل بمجلس التنسيق المشترك طبقا للائحة الداخلية التي يضعها المجلس وتصبح نافذة المفعول بمجرد اقرارها من المجلس.
المادة الخامسة
- يختص مجلس التنسيق المشترك بما يلي:
أ - دراسة وتنفيذ الخطوات اللازمة لاقامة الوحدة بين البلدين.
ب - تخطيط وتنسيق سياسة البلدين في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي ميدان الاعلام.
ج - تحقيق الوحدة الفكرية بين شعبي الجمهورية العربية المتحدة، والجمهورية العربية اليمنية عن طريق التنظيمين الشعبيين في البلدين، والعمل على توحيد التنظيمين في المستقبل.
المادة السادسة
- أ - تعين كل من الحكومتين اعضاءها في المجلس على النحو التالي:
1) ثلاثة اعضاء متفرغين على أن يكونوا بدرجة وزير.
2) ثلاثة اعضاء غير متفرغين من بين اعضاء الحكومة.
ب - يقوم الاعضاء المتفرغون بمتابعة تنفيذ قرارات مجلس التنسيق المشترك، وتنسيق الاعمال بين اللجان المشتركة وتقديم الدراسات والتوصيات إلى مجلس التنسيق المشترك عند انعقاده.
ج - يجوز لمجلس التنسيق المشترك او اللجان المشتركة دعوة خبراء وفنيين من كلا البلدين لحضور اجتماعاتها اذا اقتضت الضرورة ذلك.
المادة السابعة
- تنشأ المنظمات المشتركة الاتية:
أ - اللجنة السياسية.
ب - القيادة العسكرية.
ج - اللجنة الاقتصادية.
د - لجنة التنظيم الشعبي.
هـ - لجنة الثقافة والاعلام.
و - لجنة الفكر الاشتراكي العربي.
ز - أي لجان اخرى تقتضي تكوينها.
وتقوم هذه اللجان بدراسة واعداد الموضوعات المختلفة الكفيلة بتحقيق الغرض من هذا الاتفاق والموضوعات التي تحال عليها من مجلس التنسيق المشترك.
المادة الثامنة:
أ - تختص القيادة العسكرية المشتركة بتنسيق تسليح وتدريب وتجهيز القوات المسلحة للبلدين، ووضع خطط العمليات وتحريك القوات المسلحة، كما تتولى قيادتها وقت الحرب.
ب - تتخذ القيادة العسكرية المشتركة التدابير الكفيلة لمواجهة الحرب او خطر الحرب، ويعتبر أي اعتداء أو تهديد بالاعتداء على أي من الدولتين. موجها للدولة الاخرى.
المادة التاسعة
- للمجلس امانة عامة مقرها القاهرة، ويتولى ادارتها امين عام بدرجة وزير، وتختص بمايلي:
أ - توجيه الدعوة لعقد مجلس التنسيق المشترك.
ب - تحضير الموضوعات التي يبحثها المجلس.
ج - تدوين محاضر جلسات مجلس التنسيق المشترك والمنظمات المشتركة ونشر القرارات بعد المصادقة علهيا بالطرق الدستورية المعمول بها في كل من البلدين.
د - وضع ميزانية المجلس والامانة العامة والمنظمات المشتركة المنصوص عليها في المادة السابعة.
المادة العاشرة
- أ - تدفع ميزانية مجلس التنسيق المشترك والمنظمات المشتركة الحكومتان المتعاقدتان، حيث تتحمل الجمهورية العربية المتحدة 90 % من ميزانية المجلس، وتتحمل الجمهورية العربية اليمنية 10 % منها.
ب - تتحمل كل دولة الرواتب والتعويضات الخاصة بالاعضاء والموظفين المعينين من قبلها وفق انظمتها المالية الخاصة بها.
المادة الحادية عشرة
- ليس في احكام هذا الاتفاق ما يمس الحقوق والالتزامات المترتبة او التي قد تترتب على كل من
الدولتين، بمقتضى ميثاق الامم المتحدة، وليس في الاحكام المتقدم ذكرها كذلك ما يخل باحكام اي اتفاقية معقودة داخل نطاق جامعة الدول العربية.
المادة الثانية عشرة
- يبقى هذا الاتفاق نافذ المفعول حتى اتخاذ الترتيبات اللازمة لاقامة الوحدة.
المادة الثالثة عشرة
- يعتبر الاتفاق نافذا بمجرد التصديق عليه بالطرق الدستورية المعمول بها في كل من البلدين.
حرر هذا الاتفاق في القاهرة بتاريخ 4 ربيع اول سنة 1384 هـ. الموافق 13 يوليو ( تموز) سنة 1964 م. ومن نسختين اصليتين، واحتفظ كل من الطرفين بنسخة منهما.
وتودع صورة من الاتفاق لدى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
عن
الجمهورية العربيةالمتحدة
جمال عبد الناصر
عن
الجمهورية العربيةاليمنية
عبد الله السلال | |
|
