الأسعاء المـديـر العـــام
عدد الرسائل : 1199 المزاج : احترام قوانيين المنتدى تاريخ التسجيل : 28/03/2008
| | شعب الجنوب يفرض ثاني مصطلح عربي على القاموس اللغوي العالمي | |
الأسعاء / بقلم: محمد الحميدي شعب الجنوب هو من بين قلائل الشعوب في هذه الأرض التي قدمت نماذج رائعة في حضارتها وتاريخها وثقافتها ونضالها ، لكن مع الأسف هذا النموذج الرائع لم يعط حقه عن الدراسة والإشهار حتى يصل إلى المكتبات والجامعات ومراكز الأبحاث ووسائل الإعلام حتى يكون ميسراً وفي متناول أيدي المهتمين والدارسين ، ونعتقد جازمين انه خطأ تاريخي يتحمل مسئوليته مثقفي وقيادات هذا الشعب الذي عاشوا خلال الفترة 1967ـ 1990 م، والى يومنا هذا .
هذا الشعب قدم للإنسانية حضارة رائعة عندما بناء حضارة قوم عاد وارم ذات العماد التي ذكرها الله في كتبة السماوية التوراة والإنجيل ثم في القرآن الكريم الذي بينها في عدة سور وآيات من كتابه العزيز. حضارة امتد عمرها أكثر من سبعة ألف عام قبل الميلاد تمثلت في نتاج الدول التي قامت على ارض الجنوب وأهمها حضرموت وقتبان واوسان واليزنيون.. هذه الدول التي بنت حضارة عظيمة مازالت أثارها باقية في مئات المواقع الأثرية داخل الجنوب .. هذه المواقع الأثرية مع الأسف تعرضت للنهب والعبث ولاسيما بعد عام احتلال الجنوب عام 1994م. وعند ظهور الرسالة المحمدية الشريفة في القرن السادس الميلادي على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم ، كان شعب الجنوب هو من حمل هذه الرسالة إلى أصقاع الأرض ، فنشرها في قارتي آسيا وأفريقيا. وفي تاريخنا المعاصر خاض هذا الشعب اكبر وأشرس ثورة في الوطن العربي وهي ثورة أكتوبر 1963ـ1967م ضد الاستعمار البريطاني لا تدانيها إلا ثورة الجزائر . فبناء هذه الشعب على اثر استقلاله دولة نظام وقانون وعدالة بغض النظر عن بعض أخطاء قياداتها نتيجة لقلة تجربتها والأوضاع الدولية التي كانت سائدة حينها . وحتى الوحدة التي أقدم عليها مع الجمهورية العربية اليمنية في 22 مايو 1990م أراد منها أن يسجل فعل عربي جديد يضاف إلى حضارته ونهجه القومي والإسلامي والإنساني ، ولكن مع الأسف الطرف الآخر في هذه الوحدة أراد أن يحولها من وحدة شراكة وتكافؤ إلى وحدة ضم وإلحاق ثم إلى احتلال بشنه الحرب العدوانية الظالمة على شعب الجنوب في عام 1994م . ولان شعب الجنوب يرفض أي امتهان لكرامته ومن أي طرف سواء جاء من بعيد أو من قريب نجده اليوم لا يقوم بمقاومة للوضع الاحتلالي الذي فُرض عليه وإنما يقدم نموذجاً رائعاً في مقاومته ، فالحراك السلمي الجنوبي يعد أهم ظاهرة عربية فريدة شهدها الوطن العربي . بل والمحيط القاري الآسيوي والإفريقي منذ النصف الثاني للقرن الماضي وحتى يومنا هذا ، حيث نجد هذا المصطلح النضالي الوطني الجنوبي يتم الاقتداء به من قبل كثير من الحركات السياسية في الوطن العربي ويتردد في كل وسائل الإعلام العربية والأجنبية . ولا نبالغ إذا قلنا انه ثاني مصطلح عربي يدخل إلى القاموس اللغوي غير العربي بعد كلمة ( انتفاضة ) الذي فرضه الشعب الفلسطيني بانتفاضتيه الأولى والثانية . حيث نجد مصطلح ( الحراك ) يُنطق باسمه العربي في كل وسائل الإعلام العالمية ( الحراك الجنوبي ). إن عظمة هذا المصطلح الذي فرضه شعب الجنوب ليس انه كلمة جديدة وإنما لأنه أسلوب نضالي جديد في التاريخ العربي ، ويعتبر أطول أسلوب نضالي سلمي في العالم وبه يقدم نموذجاً فريداً في التاريخ العالمي . بهذا الأسلوب النضالي الحضاري التحرري أراد شعب الجنوب وقيادته المناضلة في ميادين الشرف والبطولات أن يحققوا ما يلي : 1. استيعاب لغة العصر ونهج المجتمع الدولي المؤيد لأساليب النضال السلمي من قبل الشعوب في نيل حقوقها وتقرير مصيرها . 2. مواجهة أساليب القتل والقمع والمطاردة والاعتقال بصدور عارية وبهتافات مدوية . وان الأساليب الوحشية هي الأضعف أمام إرادة الشعوب . 3. بهذا الأسلوب استطاع أن يوصل إلى العالم عدالة قضيته ويفرض أسلوب نضاله ومصطلحة السياسي على اللغات العالمية ( الحراك الجنوبي ). 4. وضع العالم أمام مسئولية تاريخية وأخلاقية فإما أن يثبت المجتمع الدولي انه مناصرا للحق أو مناصراً للباطل . 5. اثبت انه شعب صاحب حضارة في الماضي نالت أعجاب وتقدير الآخرين ، واليوم يصنع حضارة جديدة تنال تعاطف وتأييد الكثيرين من السياسيين والمثقفين والأحرار في العالم . 6. أصبح هذا الأسلوب النضالي لشعب الجنوب محل دراسات وبحوث للكثير من الدارسين والباحثين. وقُدمت العديد من الدراسات حوله نال بموجبها أصحابها شهادات عليا في الماجستير والد كتوراة . وعقدت حوله آلاف الندوات والمحاضرات ... الخ) ولا توجد وسيلة إعلامية في العالم لم تذكر هذا المصطلح العالمي الجديد ( الحراك الجنوبي ). هذه المكانة الرفيعة التي احتلهـا نضال شعب الجنوب من حيث شكلـــه ومضمونه الحضاري التحــرري في الفكــــــر الإنسانــــي المعـــاصر هــو جديــر بان يحــافـظ عليه أبناء الجنوب والوقوف بصلابة ضد أي دعوات أو توجـــهات تدعو إلى صرفه عن مساره أو تغيير مصطلحه السياسي وتحت أي مبرر ،لان مثل هذا الأمر هو تكرارا لأخطاء الماضي. 30ابريل 2010م. | |
|