الأسعاء المـديـر العـــام
عدد الرسائل : 1199 المزاج : احترام قوانيين المنتدى تاريخ التسجيل : 28/03/2008
| موضوع: تقرير عن ندوة الجنوب بصنعاء.. المتداخلون : حرب 94 قتلت الوحدة الخميس 22 أبريل 2010, 9:55 pm | |
| تحت رعاية اللجنة الوطنية للحوار الوطني المنبثقة عن أحزاب اللقاء المشترك بصنعاء عقدت اليوم 22 فبراير في قاعة الاجتماعات بمقر الحزب الاشتراكي اليمني وبحضور جمع غفير من السياسيين والمثقفين ندوة بعنوان القضية الجنوبية ناقشت ثلاثة محاور رئيسية. وقد أدار الندوة الدكتور/ محمد طربوش والذي أشار في افتتاحيته للندوة أن الوحدة كانت بالنسبة لأبناء الجنوب حلما عظيما سيعيشون في ظلها حياة كريمة , لكن سلطات صنعاء بممارساتها حولتها إلى إقصاء وتهميش وطرد للجنوبيين من أعمالهم, وأنها بدلا أن تعالج أخطائها بصورة عقلانية قامت باعتقال وقتل النشطا الجنوبيين ورفضت الحكومة التعامل مع ذلك بصورة ايجابية ، ورفضت الاعتراف بالقضية الجنوبية كقضية سياسية مما أدى إلى تصدع كبير في جدار الوحدة اليمنية. بعد أن رفضت كل المبادرات التي قدمت لها بما فيها وثقة الإجماع الوطني وثيقة العهد والاتفاق.
المحور الأول: من الندوة وكان بعنوان الأسباب والجذور. وقدمه الدكتور علي اليزيدي. والذي أشار فيه أن الساحة اليمنية تعيش اليوم حالة استثنائية من التمزق. لاسيما بعد أن تحولت الوحدة من الشراكة إلى غنيمة بعد حرب 1994م من خلال نهب ثروات الجنوب والاستيلاء على أرضه وتجويع شعبه حتى أصبح سكان الجنوب جميعا تحت سقف الفقر ومن ذوي الدخل المحدود, وأنه حتى أولئك الذين حاولوا التأقلم مع الوضع الجديد عن طريق إنشاء بعض المصالح الصغيرة فشلوا نتيجة للسياسات الاقتصادية غير المدروسة. بل أنها تخلصت من كل ما هو جنوبي بما فيهم مدرسي جامعة عدن الذين قامت باستبدالهم بمدرسين آخرين. وأضاف أن أبناء الجنوب قد عبروا عن رفضهم لهذه الممارسات بطرق مختلفة ومنذ وقت مبكر. لكن السلطات في صنعاء حاولت أن تكون حلولها عن طريق شراء الذمم أو برفض الاستجابة مما حذا بأبناء الجنوب إلى رفع سقف المطالب وأصبح اليوم مطلبهم هو فك الارتباط. وقد قدم في ورقته موجزا لتطور الأوضاع في الجنوب. المحور الثاني: وقدمه الدكتور عبدالله عوبل الأمين العام لحزب التجمع الوحدوي اليمني. وكان بعنوان تداعيات القضية الجنوبية. وأشار أن الوحدة شكلت انتصارا عظيما عام 1990م وكانت بدستورها رغم نواقصه تعتبر بداية مشروع وطني كبير, ولكن السياق السياسي وطبيعة هذا النظام الحاكم عمل على عدم الالتزام بالايجابيات من تجربة الدولتين. وان هذه الوحدة واجهة منذ البداية رفض من قبل بعض القوى لكن تدخل الدولة انجح الاستفتاء على الدستور عام 1991م. وأضاف أنه بعد حرب عام 94م فرضت سلطات صنعاء أجندتها بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وطردت كل موظفي دولة الجنوب المدنيين والعسكريين. وباعت كل مؤسسات الدولة في الجنوب تحت مبرر الخصخصة ولم يدخل خزينة الدولة ريال واحد. وأن ما يسمى بالمؤسسة الاقتصادية اليمنية استولت على أهم المؤسسات الناجحة في الجنوب. وتطرق إلى ما يعانيه الجنوبيين وقال تصوروا أن وزيرا راتبه عشرين ألف ريال كيف سوف يعيش. وأكد أن مشروع الوحدة في يوم 7/7 أسدل عليه الستار وأصبح جثة هامدة , وأن الوحدة تحولت من مشروع وطني إلى مشروع عائلي. وقدم مقارنات بين تجربتي السودان واليمن, وان السلطات في السودان كانت ترفض حتى مجرد الحديث عن الفدرالية للجنوب. واليوم أجبرت على الرضوخ لحق جنوب السودان في تقرير مصيره وأنها لو كانت بادرت إلى الحلول قبل 20 عاما لما وصل الأمر إلى ما وصل إليه. ونحن في المعارضة اليمنية لو كنا قدمنا مشروعا للفدرالية قبل ثلاثة أعوام لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه. المحور الثالث: وقدمه الدكتور علي السعدي الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح. وكان بعنوان التصورات للخروج من الأزمة. ,أشار إلى أن أزمة الجنوب هي جزء من أزمة الوطن كله. ولكنه قدم تصوراته للخروج من الأزمة وفي مقدمتها القضية الجنوبية على النحو التالي: 1. الجدية في حلها: وحمل السلطة الجزء الأكبر ومعها بقية القوى السياسية. 2. النظرة الموضوعية: ويرى أن السلطة لا ترى أن الجنوب جزء من الوطن وإنما غنيمة النفط والثروات ولهذا لا يمكن التفريط به. 3. أن تزاوج السلطة والثروة بيد مجموعة الأشخاص جعل الفساد هو السائد في كل جوانب الحياة ولهذا لا بد من الفصل بين السلطة والثروة. 4. حرب 94م استغلت لتوسيع صلاحيات رئيس الدولة ولم يحسن إدارتها. ولذالك لابد من ترشيد وتحديد هذه الصلاحيات. 5. إعادة صياغة النظام السياسي بما في ذلك انتهاج الحكم المحلي أو الفدرالية. 6. حكم الفرد المطلق على كل شيء. لهذا لابد من توزيع حكم الفرد على المؤسسات الرسمية. 7. وقف السياسية التي انتهجتها السلطة وفي مقدمتها خلق وزرع الفتن في المجتمع. أن السلطة هي من تزرع الكراهية والحقد. 8. واختتم ان كل الجوانب السلبية المذكورة أنفا قد يمكن حلها ولكن من الصعب إعادة تعزيز اللحمة النفسية الناتجة عن تصرفات هذه السلطة وهذه هي المهمة الصعبة. 9. ولخص الحلول بكلمات( الاعتراف بالقضية. الجلوس على مائدة الحوار مع كل القوى السياسية, الاتفاق على شكل النظام السياسي. توسيع مساحة الحرية. استعادة الممتلكات العامة من يد الفاسدين ومحاكمتهم على جرائمهم, إلغاء عسكرة الحياة. محاسبة الذين غيروا معاني الوحدة فهم يدعون أنهم وحدويون وهم يمارسون الانفصال. أن يعلن المؤتمر الشعبي العام التوبة عن أخطائه السابقة ويعترف بفشله في إدارة البلاد. إعادة الهيبة للديمقراطية ولو بحدودها الدنيا. إطلاق مشروع تنموي. فما يحدث هو دفع مبالغ إلى جيوب السرق.) بعد انتهاء مقدمي محاور الندوة من قراءة أوراقهم فتح المجل لتقديم المداخلات. فقدمت العديد من المداخلات التي كانت أكثر جرأة من الأوراق. فقد اجمع المتداخلون ان حرب 94م قتلت الوحدة وان السلطة في صنعاء مسئولة عن تدمير هذه الوحدة. لكن القنبلة التي تفجرت في قاعة الندوة كانت المداخلة التي قدمها طاهر شمسان. عندما قال أنا شمالي ومن تعز أقول ان ما يحدث في الجنوب هو احتلال بكل ما تعنيه الكلمة. فالمستعمر ليس بالضرورة انه يختلف عنا بالعقدية أو لون البشرة وإنما الممارسات الظالمة هي من تقول ان الجنوب يعيش تحت الاحتلال. وأن الجنوب مع الأسف لم يجد شريكا شمالي حقيقي في هذه الوحدة وإنما وجد قبائل متآمرة كل همها الاستيلاء على الجنوب وثرواته.
المصدر > | |
|