لمن تباع ومن يشتريها؟ .. تجارة الأحجار في أبين تثير الفوضى وتطرح علامات استفهام كثيرة
كاتب الموضوع
رسالة
الأسعاء المـديـر العـــام
عدد الرسائل : 1199 المزاج : احترام قوانيين المنتدى تاريخ التسجيل : 28/03/2008
موضوع: لمن تباع ومن يشتريها؟ .. تجارة الأحجار في أبين تثير الفوضى وتطرح علامات استفهام كثيرة الثلاثاء 13 أبريل 2010, 12:04 pm
يقف عبدالله الكازمي وسط سوق المحفد حاملاً بيده كيساً من الأحجار ويراقب بأعين زائغة كل السيارات المارة ودون سابق إنذار تتوقف سيارة فارهة ويلقي "الكازمي" بحمولته إلى داخلها، تتفحص أعين راكبي السيارة وأياديهم كتل الأحجار تلك وبعد تفاوض قصيرة يلقون بين يديه حزمة من الأوراق المالية ويمضون في طريقهم.
مثل "عبدالله" يفعل الكثير من أهالي مديريات (المحفد – لودر – مودية - الوضيع – رصد) حيث تزدهر تجارة بيع أنواع معينة من الأحجار وبطرق غير شرعية وتقوم جماعات غير معروفة بتنظيم عملية الاتجار في مثل هذه الأحجار التي يؤكد كثيرون أنها تحوي مواداً تدخل في صناعات غير تقليدية أهمها مادتي اليورانيوم والبلوتونيوم التي تشتهر هذه المناطق بوجود كميات تجارية فيها.
بداية اكتشاف وجود مثل هذه الثروات تعود إلى منتصف السبعينات حينما أوفدت الحكومة السوفيتية بعثة استكشافية إلى محافظة أبين وقامت بعمليات استكشاف وتنقيب استمرت سنوات طويلة لكن أعمال التنقيب توقفت عند توقيع اتفاق الوحدة اليمنية بين شطري اليمن في العام 1990.
ورغم مرور سنوات طويلة على آخر أعمال التنقيب إلا أنها عادت لتطفو إلى السطح مؤخراً ولكن بصورة مغايرة لأعمال التنقيب السابقة حيث اتخذت طابع المتاجرة بنوعية محددة من الأحجار يقوم الأهالي بجلبها ويتولى سماسرة عملية تسويقها إلى جهات غير معلومة. وتأخذ بعض تلك الأحجار أشكالاً وألواناً مختلفة فمنها السداسي والمستطيل والمربع وغيرها من الأشكال, وتختلف ألوانها مابين الأخضر والأزرق والمائي وغيره وقد لوحظ أن بعض تلك الأحجار اللامعة تحوي بداخلها أشياءً غريبة كقطرات الماء المتحركة وغيرها.
وتعيش مناطق هذه المديريات حالة من غياب الدولة مكّن جماعات غير معروفة من العمل بشكل قوي أدى إلى ازدهار مثل هذه التجارة التي لا تعرف الجهة المستفيدة من المتاجرة فيها ومن هي الجهة التي يتم تصدير مثل هذه الكميات إليها.
ويقول مواطنون من أهالي هذه المناطق التقت بهم "وكالة أنباء عدن" أن العديد من الأشخاص الذين يشترون هذه الأحجار يدعون أنها أحجار كريمة وتستخدم في صناعة العقود، ويقول الأهالي : "ندرك أنهم يكذبون علينا، إنها أحجار معادن لكننا في كل الحالات سنبيعها لهم".
وكانت صحيفة "الأيام" العدنية الموقوفة قد نشرت استطلاعاً عن قرية "السلامية" بمديرية لودر في فبراير شباط من العام 2007 أشارت فيه إلى وفاة عشرين شخص بمرض السرطان من بين ألف وثلاثمائة نسمة تقريباً هم إجمالي عدد سكان قرية السلامية.
ونقلت الصحيفة عن صالح أحمد المخزم (65 عاما) من أبناء القرية قوله "أذكر في 1972م كانت الدولة تقوم بأعمال تنقيب في الجبال المحيطة بقريتنا (امسلامية) عن طريق ناس بلغار يسمونهم المسح الجيولوجي ويخرجون حجار اسطوانية يصلحونها في كراتين مش دارين وين يشلونها وحتى والدي جاء يشتي حجار يبني بها ومنعوه الخير لهم والشر لنا لا مشاريع عندنا ولاشيء ماكسبنا غير مرض السرطان الذي أخذ علينا خيرة الرجال بس يمرض الواحد ويشكي من بطنه وينزلوه الى أبين او عدن ويجيبون نعشه وتقريره يقول انه مصاب بسرطان الكبد او الامعاء وماحد انتبه لنا عادكم أفضل من غيركم بايقرأون صحيفتكم وباينزلون بحملات لتشخيص مرض السرطان ذي دمرنا".
كما نقلت الصحيفة عن آخر يدعى "سالم أحمد ناصر بوزيد" قوله : "ياجماعة أنا مستغرب ليش جهات الاختصاص ما تكلف نفسها للنزول إلى قرية السلامية أغلب موتاهم بسبب مرض السرطان في الكبد والمرارة أو المعدة حاجة غريبة مادام التشخيص يطلع نفسه لكل الحالات لابد من حل".
وأشار الاستطلاع إلى وجود بقايا "آثار آبار مفتوحة قامت بها إحدى الشركات (بلغار) كانت تعمل مابين 1972-1979م".
ولم يستبعد الاستطلاع "احتمال وجود مخلفات للإشعاعات وتكون هي السبب الأول لانتشار هذا المرض الذي أنهك الأهالي".
ولا يبدو أن الحكومة اليمنية تتابع مجريات الأحداث في هذه المديريات فلا يوجد أي تمثيل أو مكتب للوزارة المختصة بمثل هكذا أمور وكل ما يمكن للمرء رصده هو مجموعة خرائط تشير إلى مكامن الثروة في هذه المناطق تحتفظ بها الوزارة في أرشيف فرع مكتبها بعدن وهو ما يجعل أمر هذه التجارة والجهات التي تقف خلفها أمراً يثير كثير من التساؤلات.
*الصور 1,2,3 : أحجار بعضها غير معروف وبعضها يعتقد أنها كريمة, أبين جنوب اليمن (خاص-عنا). *الصورة 4 : إحدى الفوهات التي تركها فريق المسح الجيولوجي ممتدة مئات الأمتار ويخاف الأهالي من أن لها علاقة بإصابتهم بالسرطان (الأيام).
المصدر> أبين / عنا / خاص / 12 أبريل نيسان 2010
لمن تباع ومن يشتريها؟ .. تجارة الأحجار في أبين تثير الفوضى وتطرح علامات استفهام كثيرة