بعد فشل الحل العسكري في صعدة : صالح يتفاوض سراً مع أفراد من آل حميد الدين
كاتب الموضوع
رسالة
الأسعاء المـديـر العـــام
عدد الرسائل : 1199 المزاج : احترام قوانيين المنتدى تاريخ التسجيل : 28/03/2008
موضوع: بعد فشل الحل العسكري في صعدة : صالح يتفاوض سراً مع أفراد من آل حميد الدين الإثنين 05 أكتوبر 2009, 4:13 am
الأسعاء"متابعات: ذكر موقع " عدن برس " عبر أنباء واردة من دولة خليجية أن رئيس النظام اليمني علي عبدالله صالح قد بدأ بإجراء مفاوضات سرية وغير مباشرة مع أفراد من آل حميد الدين. ويقوم بدور الوساطة في هذه المفاوضات دبلوماسي عربي يحظى باحترام واسع في العالمين العربي والإسلامي. وقد أفادت المصادر أن علي عبدالله صالح لجأ إلى التفاوض مع آل حميد الدين بعد فشل الحل العسكري في الصراع مع القبائل الزيدية الموالية تاريخياً للهاشميين في شمال اليمن ، وأنه خطأ هذه الخطوة للحفاظ على ماء وجهه بعد الهزيمة التي مني بها جيشه .
الجدير بالذكر أن الحلقة الأخيرة من سلسلة الصراع الزيدي-الزيدي والتي يقودها آل الحوثي هذه المرة قد جاوزت عامها الخامس ولا يعلم عدد قتلاها في ظل تكتم رسمي وعدم قدرة الوكالات الدولية المحايدة على التدخل للحصر والمساعدة. ويقدر عدد القتلى من الجانبين بعشرات الآلاف فيما تجاوز عدد اللاجئين رسمياً المائة وخمسين ألف لاجئ. ويعتبر محللون هذه الحرب جزء من صراع مزمن بين القبائل الزيدية المؤيدة لحكم الهاشميين وتلك الرافضة له. وقد بدأ هذا الصراع من بداية تولي الهاشميين حكم المناطق الزيدية في اليمن الأعلى منذ قرون. إذ استعانوا بتلك القبائل للسيطرة على باقي المناطق المحيطة. ودخلت المنطقة في صراع مزمن بين تلك القبائل وقادتها الهاشميين وبين قبائل المناطق الأخرى الغير زيدية على وجه الخصوص والزيدية في بعض الأحيان. وفي التاريخ اليمني الحديث بدأ الفرز بين القبائل الزيدية نفسها حسب ولائها للهاشميين أو رفضها لهم منذ انقلاب 1948الذي لم يكتب له النجاح في شمال اليمن. وبعد انقلاب 1962 بدأت الزيدية القحطانية وهي المتمثلة بالقبائل الزيدية المعارضة لحكم الهاشميين بإقصاء جميع مكونات شعب شمال اليمن من نظام الحكم الجديد في الجمهورية العربية اليمنية. فبعد إقصاء الشوافع اللذين شاركوا بقوة في المحاولات الانقلابية المتتالية ضد نظام آل حميد الدين بدأ إقصاء الهاشميين الزيود أيضاً مما زرع بذور قابلة للبقاء في مجتمع مهيأ لهكذا صراع ولا تحمه هشاشة بنيته الاجتماعية والمذهبية. وقد حظيت صعدة منذ انقلاب عام 1962 بوضع خاص, إذ قادت صعدة جبهة المقاومة ضد النظام الجديد المدعوم من مصر والذي أقصى الزيدية الهاشمية من الحكم وأستمر الصراع الزيدي- الزيدي في اليمن الأعلى بشكل عام وفي صعدة وما حولها بشكل خاص لما يقارب العقد من الزمان قتل فيه ما يقارب الربع مليون يمني وأنتهى بإتفاق غير مكتوب بتخصيص ثلاثة وزارات للهاشميين وبإبقاء صعدة تحت سلطة مرنة غير مركزية تراعي خصوصية الزيدية التقليدية فيها. ثم بدأ صالح في العقد الثالث من حكمه بالتملص من جميع الاتفاقيات التي منحت التركيبة الاجتماعية الهشة في شمال اليمن بعضاً من الاستقرار. إذ بدأ بإقصاء الهاشميين وممثليهم من نظام حكمه بالإقالة والإحراق السياسي وحتى بالقتل. وبدأ بالعبث بالتركيبة المذهبية لمحافظة صعدة عن طريق إنشاء مركز سلفي في قلب المنطقة بأموال طائلة. ثم قام بإرسال العديد من شباب صعدة زيديي المذهب إلى إيران مماحكة للزيدية التقليدية. وبعد أربعين عام من انقلاب 1962 على الزيدية الهاشمية ولد جيل زيدي جديد في صعدة وجد نفسه غير ملزم بوضع ما بعد حرب الملكيين-الجمهوريين طالما والطرف الآخر قد تملص منها كما أنه وجد نفسه وقد فقد الخصوصية المحدودة التي تمتع به أبائه لبعض الوقت ووجد صعدة في وضع اقتصادي وأمني سيء للغاية. كما وجدها تتخبطها التيارات السلفية والإثنى عشرية في ظل خبث نظام صالح وانغماسه في استفزاز أبناء صعدة والعبث بمنطقتهم. فوجد شباب صعدة -اللذين دعمهم صالح في بداية الأمر للمماحكة أيضاً- أنفسهم في الخط الأمامي للدفاع عن إستحقاقات الزيدية الهاشمية في شمال اليمن ورغم أن خطابهم قد أتجه نحو الشيعة الإثنى عشرية أو الزيدية الجارودية إلا أنه لا يمكن إنكار حتمية المواجهة بينهم وبين الزيدية القحطاينة التي تحكم اليمن منذ 1962 سواء أتخذ الصراع طابع مذهبي أو مطلبي أو سياسي. لا فرق طالما وهناك طائفة كبيرة غير ممثلة فعلياً في النظام السياسي كما يقول المحللون. هذا وقد أفادت المصادر أن صالح يحاول الحصول على مباركة ضمنية لنظام حكمه من أفراد من آل حميد الدين لكونهم الحكام التاريخيين لليمن الأعلى. وذلك مقابل أن ينفذ ما وعدهم به بعد اندلاع حرب صعدة الأولى من إرجاع ممتلكاتهم والسماح لهم بدفن موتاهم في اليمن وهو الذي كان قد رفض دفن جثمان الأمير محمد بن الحسين بن يحي بن محمد حميد الدين الذي توفى في المملكة العربية السعودية عام 2003 وذلك عام واحد قبل اندلاع حرب صعدة الأولى وهو الرفض الذي أثار استياء الكثير من زيود اليمن من الهاشميين ومؤيديهم وحتى من القحطانيين الذي يرون في الإمام رجل دين أكثر من كونه رجل حكم وسياسة واللذين رأوا أن صالح لم يظهر شيء من التعاطف نحو رغبة آل حميد الدين في دفن فقيدهم في اليمن. ويحاول صالح الضغط على الدولة الخليجية لتضغط بدورها على آل حميد الدين ليصرحوا بمباركتهم لنظام حكم صالح ضناً من صالح أن مباركة كهذه ستهدئ من ثورة أبناء صعدة والمناطق المحيطة به والتي عجز الجيش عن قمعها.
بعد فشل الحل العسكري في صعدة : صالح يتفاوض سراً مع أفراد من آل حميد الدين