الحوار جزء من الحياة لا ينفصل عنها، بل قد لا نستطيع الاستغناء عنه، فهو كالماء والهواء، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى خطورة الكلمة والحوار، فأوضح أن الرجل يتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يكتب الله تعالى له بها رضوانه إلى يوم أن يلقاه، وقد يتكلم الرجل بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يكتب الله تعالى عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه.
فهيا بنا نتحاور ونتواصل ويتجدد اللقاء بيننا في رمضان ، في موضوعات نحسبها مما يرضي الله.
الحوار الأول:الأخوة الأعزاء
كل منا إذا جاءه ضيف استعد لاستقباله، وفكر كيف يكون كريمًا جوادًا مع ضيفه، ولكن ضيفنا أكرم الضيوف، فهو ضيف يجيء بالكرم والجود، فهو كريم لا يحتاج إلى كرم، بل هو يحمل الكرم.
وإن كان الإنسان يستقبل الضيف المكرم بالترحاب، ويهيئ نفسه، فكيف يكون استقبالنا لضيف كريم.
ها هو رمضان قد أقبل، وما هي إلا ساعات قلائل، بل دقائق معدودات، ونجد أنفسنا قد حل علينا ضيفنا، فكيف سنعيش في رمضان؟
وماذا نفعل معه ؟
كيف ستكون حياتنا ؟
وهل سيكون هناك تغيير في حياة كل منا ؟
وما هي وسائل هذا التغيير؟
هذه أطروحة لنا جميعا، نفكر معا، حتى نقف على بعض الحقائق والإرشادات، لنستقبل رمضان استقبالا يليق به.
في انتظار ردكم، لنستفيد جميعًا إخوة وأخوات، عسى الله تعالى أن يرزق في رمضان الطاعات والقربات.
وفي ظني أن أول ما يستقبل به رمضان:
- تنظيف القلب، وتطهيره من كل ما يغضب الله تعالى
- التوبة الصادقة إلى الله تعالى والعودة إلى الله ومصاحبة كتابه سبحانه وتعالى
- المحافظة على تلاوة القرآن
- تلاوة أذكار الصباح والمساء
- إتقان العمل في رمضان
- والبعد عن مشاهدة ما يجح الصيام من المغريات والمفتنات
- حب المساجد ولزومها في بعض الأوقات
- والحرص على الوقت والانتفاع به قدر الإمكان
- بر الوالدين وصلة الأرحام
الحوارالثاني:الناس في رمضان
بعضنا يستيقظ صباحا ،وبعضنا يستيقظ ظهرا وبعضنا يستيقظ فجرا وبعضنا يستيقظ عصرا
وبعد الاستيقاظ في الأيام العادية من كان يصلي فهو يصلي ،ومن لا يصلي فهو يسرع بالفطور ،وربما أفطر في عمله ، ثم يذهب للعمل ، وقد تطول فترة العمل وقد تقصر ،وقد يتخللها صلاة أو لا يتخللها ،والبعض يرجع متأخرا منهمكا يأكل لقمته ،وفي يحلم بسريره حتى يرتمي عليه ليستريح ،ومن يأتي مبكرا قد يكون له أصحاب يخرجون سويا للتنزه ،ومن الطلاب من يذاكر ،ومن الناس من يحاول شغل وقته بطاعة معينة ،أو قراءة مفيدة ، أو عمل مثمر ، أو صداقة صالحة ، أو تعلم إحدى المهارات النافعة ،والناس أشتات مختلفون .
ولكن ونحن في رمضان ،حيث الانتظام الاجتماعي الفريد الذي وضعه الإسلام ،فالإفطار في وقت واحد، والصلاة في انتظام ،والقيام معلوم الوقت، وقد يتخلل هذا بعض الطاعات المتفاوتة ،وقد يكون بعض الناس لا يتغير في رمضان سوى أنه يمتنع عن الطعام والشراب ، ولما يجيء المغرب يفطر ،وربما أفطر بعضهم على سيجارة ، وربما تشاغل البعض عن أداء الصلاة .
والناس مازلت أقول أشتات متفرقون في المذاهب والأفكار والعقليات والثقافات ،والتصرفات والسلوكيات .
وفي حسبي أن ساحة الحوار ملتقى رائع لنا جميعا ،لنتبادل الخبرات ،ولنصحح المسارات ، ونقيل من أنفسنا العثرات ، بنصح ناصح ،ودعوة داع ، وتشاور أمين ،سعيا لرضا رب العالمين.
فهيا أخوتنا ينصح بعضنا بعضا ماذا يفعل في رمضان من الطاعات والقربات ، وكيف نتغلب سويا في حياتنا على السلبيات ،هذا طرح ،وهيا بنا نتحاور ونشاور ،عسى الله أن ينفعنا بهذا ، كما أخبر المعصوم صلى الله عليه وسلم :"الدين النصيحة".قال الصحابة :لمن يا رسول الله ؟ قال :"لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم
الحوار الثالث:المصيف الرباني
الإنسان مفطور على حب الراحة والتنزه، وأن يغير من نظام حياته المعتاد لبضعة أيام في العام، ومن هنا كان التفكير في المصيف، فيذهب الناس إلى الشواطئ، ويستمتعون بأحلى الأيام، حيث المتعة والمرح والبعد عن متاعب الحياة ومشاغلها التي لا تنتهي.
ولكن هذا المصيف قد يخرج الإنسان منه ببغيته في إطار شرعي إنساني فطري، وقد يكون فرصة للخروج عن طاعة الله وشرعه، والأمور بمقاصدها كما يقول بذلك العلماء.
ولكن هناك مصيف رباني كان يفعله النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه كل عام، عشرة أيام، حيث البعد عن مشاكل الحياة ونسيان مشاغلها، والتخلي عن كثير من العادات، والتحلي بأحلى الصفات، حيث متعة الوقوف بين يدي الله تعالى، ولذة القيام بين يديه، وملء العين بنور النظر إلى كتاب الله تعالى بتلاوته، وإمتاع القلب بذكر الله سبحانه، والخشية منه، وحلاوة التضرع والتذلل لله جل في علاه، وسماع ترانيم الدعاء في السحر وفي القنوت، بهذه الأفعال والأحاسيس الجياشة يقدم المعتكفون على ربهم، في مصيف إلهي لا نظير له، مفتوح للجميع، وبالمجان!!
فما رأيكم في المصيف الرباني؟؟!!
وهل ستشاركون فيه، ولو بعض ليالٍ؟؟
[cent
er] المصيف الرباني [/center] الإنسان مفطور على حب الراحة والتنزه ،وأن يغير من نظام حياته
المعتاد لبضعة أيام في العام ،ومن هنا كان التفكير في المصيف
،فيذهب الناس إلى الشواطئ ،ويستمتعون بأحلى الأيام ،حيث المتعة
والمرح والبعد عن متاعب الحياة ومشاغلها التي لا تنتهي .
ولكن هذا المصيف قد يخرج الإنسان منه ببغيته في إطار شرعي
إنساني فطري ،وقد يكون فرصة للخروج عن طاعة الله وشرعه ،والأمور
بمقاصدها كما يقول بذلك العلماء.
ولكن هناك مصيف رباني كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم
وأصحابه كل عام ،عشرة أيام، حيث البعد عن مشاكل الحياة ونسيان
مشاغلها ،والتخلي عن كثير من العادات ,والتحلي بأحلى الصفات
،حيث متعة الوقوف بين يدي الله تعالى ، ولذة القيام بين يديه ،
وملأ العين بنور النظر إلى كتاب الله تعالى بتلاوته ، وإمتاع
القلب بذكر الله سبحانه ، والخشية منه ، وحلاوة التضرع والتذلل لله
جل في علاه ، وسماع ترانيم الدعاء في السحر وفي القنوت ،بهذه
الأفعال والأحاسيس الجياشة يقدم المعتكفون على ربهم ،في مصيف
إلهي لا نظير له ،مفتوح للجميع ،وبالمجااااااااان.
فما رأيكم في المصيف الرباني ؟؟؟
وهل ستشاركون فيه ،ولو بعض ليال؟؟
الإثنين 17 أغسطس 2009, 1:38 pm
