صحيفة سعودية تقترح اجتماعا لقادة الخليج والرئيس صالح وكل أطراف النزاع لتفادي الكارثة في اليمن
يوسف الكويليت:
ما يحدث في اليمن شأن داخلي أولاً وأخيراً، لكن مجرى الأحداث القائمة تجعله عربياً وبتحديد أدق، خليجياً، فأي انزلاق إلى المجهول سواء حدث انفصال بين الشمال والجنوب، سوف تكون توابعه كزلزال هائل على أمن المنطقة كلها..
نعم هناك فقر وتجاوزات سياسية تقودها فصائل قبلية وحزبية، وهناك نشاط لقوى إقليمية أصبحت لاعباً بالداخل اليمني من خلال فصائل الحوثيين، يضاف إلى كل ذلك أن الأزمة المادية العالمية قد تضيف بعداً آخر على تراكم المشاكل إذا ما تعطلت آلة التنمية وكفاءة الاقتصاد بأن يكون وسيلة تماسك المجتمع وتغلبه على النزعات القائمة..
دول الخليج تساهم بشكل جيد في إعانة اليمن، لكن ذلك غير كاف، فقد عرفنا في مراحل ماضية كيف دارت الحروب سواء ما كان بمساعدة عربية، أو سوفييتية عندما كان اليمن مشطوراً تتصارع داخله عناصر ذات نزعات يسارية ويمينية لتتحول الآن إلى تعقيدات اجتماعية أكثر شراسة وخطورة على بنية اليمن الوحدوية والاجتماعية..
الموضوع لا يجب النظر إليه من زوايا أداء الواجب وخاصة من قبل الدول الخليجية إذ أن اليمن مرتبط عضوياً وكيانياً بهذا الحيز الجغرافي، وأي خطأ في التقدير لو انزلق الوضع إلى حالات من التشرذم والحروب القبلية والإقليمية، فجانب الخسارة والتهديد الأمني لا يقع فقط على ميدان المعركة، بل سيطال كل دول الخليج، ولو حدث أن وضعت دول مجلس التعاون بين كماشتي إيران واليمن، ثم أضيف لهما تردي الأوضاع في باكستان فقد نصل إلى نقطة اللاعودة للأمن، وسوف يكلفنا ذلك عدم الاستقرار الطويل..
ما هو المطلوب؟ سؤال طويل يترتب عليه إجراءات آنية وطويلة المدى فتأسيس صندوق دعم بميزانية كبيرة تساهم فيه هذه الدول لمعالجة الأوضاع الاقتصادية اليمنية، يخرج من نطاق الأماني والكرم الحاتمي، إلى الضرورات الأساسية..
فالمنطق يقول إن جواراً فقيراً لبلدان غنية، وبأوضاع معقدة سينفجر ليس حسداً على ما تتمتع به دول الخليج من موارد، وإنما لأن باب الفقر يفتح العديد من النوافذ التي تجعله واجهة صراع وتدخلات أجنبية، ودول الخليج مع أثرياء اليمن مطالبون بشكل سريع وضع خطط لحفظ استقرار اليمن حتى لا نصل إلى واقع يجعلنا في فم أكثر من مدفع وقذيفة تقع علينا..
قد تقول بعض الدول إننا قمنا بدورنا وان أوضاعاً في اليمن هي التي أعاقت أو عطلت بعض المشاريع، وهذا قد يكون صحيحاً، لكن الحالة لا تقبل إضافة مبررات أو تركه يغوص بأحواله المتردية، وإلا يعني أننا نساهم بسلبية في تفاقم الحالة الراهنة والتي لم يخف الرئيس علي عبدالله صالح معنى خطورتها ونتائجها..
اجتماع القيادات الخليجية مع الرئيس اليمني، وكل أطراف النزاع ربما يطرح الحلول وأعتقد أن الرغبة من كل الأطراف موجودة وتحتم أن نضع أمامنا قضية معقدة لا تقبل أنصاف الحلول، لأن اليمن أهم نافذة على الخليج ويشكل استقراره ضمانة لأمن دولنا وشعوبنا، وقبل أن تحدث الكارثة هل نرى ونسمع استجابات سريعة وعلى أعلى المستويات؟
كلمة صحيفة «الرياض» السعودية 29/4/2009