في الذكرى الـ45 لثورة 14 أكتوبر المجيدة.. م.حيدر العطاس:نحيي هبة أبناء الجنوب السلمية تأمينا وضمانا

في الذكرى الـ45 لثورة 14 أكتوبر المجيدة.. م.حيدر العطاس:نحيي هبة أبناء الجنوب السلمية تأمينا وضمانا لمستقبل الأجيال
متابعات بلا ريش>عدن «الأيام» خاص:
تلقت «الأيام» أمس تصريحا بعث به الأخ حيدر أبوبكر العطاس، أول رئيس للوزراء في الجمهورية اليمنية بعد تحقيق الوحدة.. جاء فيه:

«يحتفل شعبنا فى الجنوب بالذكرى الـ 45 لثورة الـ 14 أكتوبر المجيدة التي خلصته من نير الاستعمار البريطاني فى ظروف أقل ما توصف به أنها أشد قتامة وقساوة على شعبنا من تلك الظروف التى انطلقت فيها الثورة بطلائعها المتقدمة وبالتفاف ومشاركة شعبية منقطعة النظير جسدت وحدة أبناء الجنوب حول هدفهم فى التحرر الذى تحقق في الـ 30 من نوفمبر 1967م، وناصر شعبنا وقاتلت طلائعه في الدفاع عن ثورة الـ 26 سبتمبر 1962م المجيدة، إيمانا بوحدة المصالح المشتركة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتفاعلها لتحقيق نهضة شاملة سياسيا واقتصاديا لمصلحة الشعب في الشمال والجنوب قاطبة دون بغي أو طغيان الشمـال علـى الجنوب أو الجنـوب علـى الشمال .

ولقد صدم أبناء الجنوب ، وهم الذين كانوا أكثر تحمسا لتوحد مصالح الشعبين، ببشاعة الغدر والبغي والطغيان الذي لحق بهم، جراء الإقصاء والتهميش والتمييز، والنهب البين للثروات والأراضي البيضاء والزراعية لمصلحة أفراد وأسر وفئات ظنوا أن فرض التوحد بالقوة فى 1994م إنما يعطيهم الحق في هذا البغي والطغيان وتحويل الجنوب أرضا وإنسانا وثروة إلى غنيمة، أقصى الشعب عن القرار وهو مالك السلطة، فسبيت الوظائف، واستبيحت الأراضي البيضاء والزراعية العامة والخاصة ونهبت الثروة السمكية والنفطية وبيعت في مزاد بخس المؤسسات الاقتصادية، وتأميم الوكالات التجارية والمقاولات وكبرى مشاريع الاستثمار، كل ذلك يتم لصالح أفراد وأسر وفئات من جهة واحدة.

ويبرز تساؤل مشروع: كم من رؤوس الأموال التي نشاهدها اليوم بأيدي أفراد أو أسر لم يكن لديهم شيء قبل يوليو 94م، أو تضاعفت ثرواتهم مرات، من ما سمي بتوزيع الغنائم، والذى مازال مستمرا منذ يوليو 94م وحتى اليوم ؟.

هذا المشهد لم يكن موجودا عند اندلاع ثورة الرابع عشر من أكتوبر ، ضد المستعمر الأجنبي إلا في جزئية واحدة وهو سلب القرار من الشعب ؟.

أما اليوم فالمشهد أكثر قتامة وقساوة على شعب الجنوب، لمن يريد أن يعي ويعتبر، فلماذا يستنكر على أبناء الجنوب هبتهم السلمية لمقاومة هذا البغي والطغيان ومحوه من فوق أرضهم تأمينا وضمانا لمستقبل الأجيال التي إن استمر هذا البغي والطغيان دون ردع لن تجد هذه الأجيال ما تتكئ عليه فى معيشتها وتعليمها وصحتها ؟.

ويقترب اليوم الذى تستقصى فيه الحقائق ويدوي صوت الشعب، فالقضية قضيته، وسبحانه القائل فى محكم تنزيله (قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) صدق الله العظيم.

فهنيئا لشعبنا هبته السلمية لإزاحة كابوس البغي والطغيان الجاثم على أرضه، وهنيئا لشهداء ثورة أكتوبر ومناضليها والحركة الوطنية بأجيالها أن قيض الله جيلا من زملائهم ومعاصريها ومن أصلابهم يدافع عن مبادئها وأهدافها النبيلة ويعيد لها تاريخها الذي تحاول قوى الظلام طمسه ليتسنى لها مواصلة العبث بكل قيم ومقدرات الشعب.

وهنيئا للشعب فى الشمال أن في الجنوب من مازال وبقوة الحق يقاوم البغي والطغيان.

وتحية لقادة الحراك السلمي في الجنوب ولكل أبناء الجنوب المنخرطين فى الحراك والمناصرين له، وهنيئا لإخوتنا فى الشمال المناصرين للحراك فى السر والعلن، بمناسبة احتفالات شعبنا بثورة الرابع عشر من أكتوبر والسادس والعشرين من سبتمبر والثلاثين من نوفمبر يوم الاستقلال المهيب والبهيج».