من الأدب الحضرمي
ابن شهاب العلوي(*)
للأستاذ علي عبود العلوي
( السيد أبو بكر بن عبد الرحمن بن شهاب الدين العلوي شخصيته بارزة في سماء الأدب الحضرمي تألق نجمها من أواخر القرن الثالث عشر الهجري إلى أوائل العقد الخامس من الرابع عشر.
وقد تزعم الحركة الأدبية بحضرموت وهو لم يتجاوز العقد الثاني من العمر ونهض بحضرموت في عالم الأدب بعد أن كان حظها من النهوض فيه قليلاً.
ولئن تغلبت عليه الناحية العلمية فاستأثرت منه بالتفكير وقطعت من حياته جزءاً عظيماً في التأليف، وأرغمته أن يترك لنا ذخيرة في العلم وثروة كبيرة جليلة المقدار تقارب الثلاثين مؤلفاً، فاشهد أنه فوق هذا كان الأديب بالطبع، والأدب سلوته الوحيدة وثروته التي لا تنفذ، ورأس ماله العظيم.
ولو وجد في بيئة شاعرة لكان منه أديب كبير تفاخر به العالم قرأت ديوانه منذ ثلاث سنوات وعلقت عليه مذكرات يصح أن يستقل بها كتاب خاص وهذه الكلمة من إحدى فصوله زار ابن شهاب مصر والعالم العربي والإسلامي عام 1303هـ وألهمه جو مصر بست عشرة قصيدة.
ولد الشهاب العلوي بحضرموت سنة 1262هـ وتوفى بحيدر آباد دكهن بالهند في 29/12/1922 الموافق 10/5/1341هـ).
البيئة المحافظة وحياة الشاعر:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(* ) الرسالة 11 أغسطس 1941هـ، عدد423.قضى الأمر ولات مغر أن ينشأ شاعرنا في البيئة المحافظة وهو الشاعر. والشاعر به ثورة نفسية تطمح لتحطيم القيود، وتجنح إلى إرضاء النفس واتساع العاطفة، وتميل على التغني بمحاسن الجمال، وتخفق أجنحتها حينما ترى الوسامة والصباحة في القد السمهري تخطر في كوكبنا الأرض، كالنجوم تتلألأ في السماء!
ولكن يحول دون ورود مناهل هذه الرياض ذات الأريج المنعش ما سنته أحلام الفلاسفة وفرضته الأديان وأقره العرف واصطلحت عليه الإنسانية منذ عصورها الأولى فورثته لنا أجيالها القديمة حتى صار من الأسس المقررة التي لا يمكن الخروج عليها دون أن تثور ثائرة الرأي العام وتقوم بصخبها العظيم تجاه النفوس الحساسة الرقيقة.
ولئن كانت في هذه الثورة نوازع إنسانية كثيرة جديرة بالإكبار والإعجاب، فإن فيها من الشطط والإجحاف بحقوق العالم الروحي شيئاً كثيراً، لاسيما وأن المجتمع الحضرمي كغيره من مجتمعات الدنيا، قد أضاف إلى القيود التي يرتضيها العقل والدين والعلم قيوداً أخرى لا تمت إلى الإصلاح بشيء.
اللهم إلا إن كان جانب الإصلاح فيها ضئيلاً. وعلى كل فلن يقاس بالجانب العظيم الذي فقدناه من جراء كتم العواطف عند ذوي الإحساس المرهف، القادرين على التعبير عما تجيش به نفوسهم.
وإذا كانت هذه الأوبئة الطفيلية تتهادى بها الأمم، وتنتقل منها ولو إلى قطر بعيد كحضرموت قل من يقصده بالزيارة من بين الأقطار العربية والإسلامية بله الأقطار الأجنبية.
فإن حضرموت فوق ما سرى إليها من العدوى بيئة عربية إسلامية صوفية، بلغت المثل الأعلى في تطبيق القول بالعمل، حتى كأنها المعنية يقول الشاعر:
كأن ربك لم يخلق لخشيته ،،،،،، سواهم من جميع الناس إنسانا
في هذه البيئة نشأ شاعرنا الشهاب العلوي، وجاشت نفسه بالشعر وهو في سن المراهقة، فتغني وأغنى الشعب الحضرمي بالشعر الغنائي الوجداني، وذاعت شهرته في النوادي الحضرية، وفي المجتمع الحضرمي على اختلاف طبقاته، لأنه كان يقول الشعر وهو في هذه السن المبكرة بلغة حضرموت الدارجة، وبأوزانها الشعرية مما يدعونه بالشعر الحميني، أي غير الشعر المعرب ذي الأوزان العروضية الخليلية.
والشعر الحميني قد يكون مرسل القافية كما يكون رباعياً، وأحياناً ثنائياً بلا نغم مردد، وإما نائيا بالنغم المردد(1). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1):الأنغام الحضرمية ليست لها دائرة علمية تنظمها وإنما ترد علينا تباعاً من أماكن عديدة بحضرموت كوادي حجر بن دغار ـ ولوادي حجر ابن دغار في تاريخ حضرموت القديمة مكانة معروفة في التاريخ ليس هنا موضع ذكرها ـ وترد إلينا من منحدر وادي حضرموت الشرقي ويسمونه الغناء الحدري ومن غير هذه الأماكن.
وجل الغناء الشعبي بدوي اللهجة ولكنه يكهرب الحضرمي ويبعث فيه السرور والنشوة ويوقظ فيه الحمية والأريحية والنجدة.
لم اهتم بدراسة موسيقي ـ الأنغام ـ الحضرمية عند ما كنت بحضرموت، ولو قصدت لما استطعت لأني أجهل علم الموسيقي، وإنما الذي يعنيني أن أقوله: هو أن أساتذة الأنغام كما سمعت عنهم: كثيراً ما يهيمون في الجبال والأودية يترقبون الوحي وهم في العزلة حتى يفتح الله عليهم أو تلهمهم آلهة الشعر ما تصبو إليه نفوسهم فيعودون إلى أهلهم وأقاربهم وهم ثملون بما اكتنفوه من آيات الفن الغنائي وقد توجوه بما تجيش به نفوسهم الشاعرة من الشعر ليتغنوا به وليذيعوه ما بين الشعب الحضرمي.
وما هي إلا أيام قلائل حتى ينتقل من بلد إلى بلد ومن قرية إلى قرية ومن واد إلى آخر حتى تتغني به حضرموت كلها، ولا يقتصر التغني به على عامة الشعب بل تزدان به مجالس الطبقات المختلفة ويتهافت سراة القوم وأرباب الأدب على القول فيه ، والفرق بين القول والقول هو ما تنتجه القرائح المثقفة والتي لم يكن لها نصيب من التثقيف.
شهدت حفلة زواج لأحد سراة العلويين وأدبائهم سنة 1340هـ ـ هو السيد العلامة الأديب المرحوم الحسن بن عبد الله الكاف العلوي المتوفى بتريم سنة 1346هـ وعائلة آل الكاف إحدى العائلات العلوية المشهورة بالثروة والغنى وحب الإصلاح ـ وفي الليلة الثالثة من حفلة الزواج كانت حفلة سمر حضرتها كما تشهدها بعض أقرباء العروسين وغيرهم، وكان يقيم عند السيد الكاف مغن حسن الغناء، وبعد أن قدمت أنواع المرطبات بمختلف أجناسها استدعى السيد المذكور المغني واقترح عليه الغناء بأحد الأنغام الحضرمية وأخذ يملي عليه الأبيات تلو الأبيات وما انقطع عن قول الشعر إلا بعد أن استأذن للانصراف. ومما أريد أن أقوله للدلالة على الفوارق الأدبية والتي لم يكن لها حظ منه، أو كان لها حظ منه ولكنه قليل، أن أحد اقرباء العروسين غاب عن المجلس هو ابن خالة. وفي أثناء غيبتهما قدمت أصناف المأكولات، وبعد عودتهما علم قريب العروسين بما لم يرزقه الحظ أن يناله فقال مخاطباً السيد الكاف:
يا عمي حسن قم هات قسمي من عند الحبائب قده مسمي لي مطروح طالع وسط لصحان صبي يا مطر والرعد حنان (تخميس).فاضت نفس شاعرنا بالشعر الحميني وملأت به الجو الحضرمي ولكنها بعد ذلك سمت إلى أن تساهم في النصيب العربي الخالد، وأن ترد المنهل الكبير منه، وأن تشاطر في المثل السامي الذي اتخذته العروبة لها نبراسا تستضيء به معالمها الشعرية.
وليس من الصعب على نفس شاعرة بطبيعتها ألا تهتدي إلى ينابيعه العذبة، ولكن من الصعب علينا نحن أن نتبين تاريخ الدور الذي جنحت إليه نفس شاعرنا بالضبط، لأن ديوانه قد خلا من إثبات أشعاره وهو في دور العقد الثاني وأوائل العقد الثالث؛ وكل ما نعرفه عن مقدرته الشعرية في هذا الدور تلك الأرجوزة التي نظمها في علم الفرائض، وضمنها كل ما يحتويه الفن إجابة لاقتراح أحد مشائخه عليه( )، والتي يقول في مطلعها:
لله حمدي وارث الأرض المتين **** ومن عليها وهو خير الوارثين
وفي ختامها يقول:
فاصفح وأصلح ما بها من الغلط **** فقد أتى: من ذا الذي ماساء قط ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأجابه السري السقاف: روعك قد بدر والوشر، مرمى حظك قد قصر، سايرت معمي بن خالك عمر، له قلب حيران.. صبي يا مطر.
ألفاظ الأبيات: بمعنى الأطباق. روعك نصيبك. الوشر نشارة الخشب والكلمة مشتقة من وشر ولم يراعوا القاعدة في التصريف.
( 1): نظم السيد ابن شهاب الأرجوزة وعمره 18 سنة وشرحها فيما بعد بكتاب سماه: الفتوحات. وقد أكبر المنظومة والشرح علماء حضرموت واليمن وانتدب أحد أشراف اليمن وعلمائها فوضع عليها حاشية.
ويقال: إن السيد ضمنها علم الفرائض ولم يغادر منه شاردة أو واردة إلا أشار إليها. ومن العجب أن يتهيأ له نظمها في ليلة واحدة. وكما أذكر أن أبياتها نحو 300 بيت.
ونص صديقنا الأديب الشاعر صالح الحامد العلوي في مقال له: نشر عن ابن شهاب على أن المقترح لنظم الأرجوزة هو الإمام العلامة كبير علماء حضرموت وعين أعيان مشايخ الصوفية السيد علي بن محمد ابن حسين الحبشي العلوي المتوفى بسيوون يوم الاثنين 20/4/1333هـ: وأنا أروي قوله بتحفظ : لما بين ميلاد السيد ابن الجليلين من تقارب في المدة فقد وجد ابن شهاب عام 1262هـ والإمام الحبشي في 24 شوال سنة 1259هـ. وإن لم تخني الذاكرة فإن المقترح لنظم الأرجوزة هو شيخه المؤرخ النساية مفتي حضرموت السيد عبد الرحمن بن محمد المشهور العلوي الموجود بتريم 1250هـ والمتوفى بها ليلة السبت 16/2/1320هـوعذر من لم يبلغ العشر ينا **** يقبل عند الناس أجمعينا
أو قصيدته التي امتدح بها شريف مكة الشريف عبد الله باشا بن عون الحسيني وعمره إذ ذاك 24 سنة، قال:
حي الحيا حياً به حلت سعا **** ومنازلا خطرت بهن وأربعا
وهمت على الوادي الذي سكنت به **** ديم تغادره أنيقا ممرعا
وسقى العهاد معاهداً بسفوحها **** تختال جارات الصفا والمدعى
ديم أوانس سيدهن محرم **** ليظلن في تلك المحاجر رتعا
سود الذوائب والجلابب والعيون **** القائلات مقيما ومولعا
من كل غانية بلطف حديثها **** ودلالها تذر الفؤاد مقطعا
يا ظبية البطحاء مهلاً إنني **** بهواك ذو كلف سقيما موجعا
هل تسعفين فدا لحسنك مهجتي **** بالوصل ذا شغف يفيض الأدمعا
وأقضى لبانته لديك وزحزحي **** عن وجهك الحسن الصبيح البرقعا
حاشا لحسنك أن يكون محرما **** ولمثل وصلك أن يكون ممنعا
تيهي فإنك في الحسان مليكة **** يأتين نحو حماك شعثا خضعا
وتمايلي يحلى محاسنك التي **** لم تتركي لسواك فيها مطعما
وتبختري جذلاً فقد جاوزت من **** جمع المفاخر والمكارم أجمعا
قمر البطاح خليفة الحرمين مو **** لانا أبا شرف الشريف الأروعا
إلى آخر ما قال:
ومن الظلم ألا أشير إشارة إجمالية إلى أن ابن شهاب في هذا العهد لا يزال يتوثب للصعود، ولكنه مكيل بقيود الصنعة الزائفة:
حي الحيا حيا به حلت سعا **** ومنازلاً خطرت بهن وأربعا
أو سود الذوائب.. الذي مصدره التقليد المحض أو الإعجاب بما
قال أبو الطيب:
من الجآذر في زي الأعاريب **** حمر الحلى والمطايا والجلابيب
والفتى الناهض لابد أن تحرر يوماً ما وأن يصبح حراً طليقاً ليتغنى بالشعر كما توخي به العاطفة، لا كما تريده الصناعة الزائفة. وفي الفصل الذي يتضمن الكلام على الأدوار التي اجتازت بها شاعرية شيخ حضرموت سترى ذلك.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن الأستاذ الكبير عباس محمود العقاد ذكر عن أهل الجيل الماضي بأنهم كانوا لا يرون الشعر إلا مغالبة لسانية، ومساجلة كلامية، ولياقة منطق، وسرعة جواب وارتجال( 1).
وكذلك قدر لابن شهاب أن يدخل في شراك هذه الأحبولة الضيقة، فإن الشريف عبد الله ارتاب في أن تكون القصيدة لشاعر حضرموت، وظن أنها مقولة على لسانه؛ لاسيما وقد شايعه على هذا الرأي أحد ندمائه, إذ أسر إليه في المجلس بذلك فاقترح الشريف على شاعرنا أن يجيز البيت الآتي ليختبر بذلك قريحته:
صفى الوقت لا أبناء الزنا **** ولمن يحسن ضرباً وغنى
ولا مناص لابن شهاب من أن يقيم الدليل على شاعريته فيقول( 2):
وبنو الدهر كما قد مال ما **** لوا إلى من كان منهم ذا غنى
قل أن يوجد منهم منصف **** أنا قد جبت القرى والمدنا
وبلوت الناس طراً فإذا **** أكثر الناس أرقاء الدنا
جانبوا الصدق الذي من قاله **** بأن إبريزا إذا ما أمتحنا
عزفت أنفسهم عن كل من **** كان من أهل المثاني والثنا
وغدوا لم يرفعوا رأساً بمن **** لهم الآداب كانت ديدنا
ذلك ذوق عصر نربأ بأنفسنا اليوم أن نقفو إثره أو نتبع خطواته. وما أدري مقدار صحة الرواية التي نصت على الحكاية المذكورة، وإن كنت أعرف أنها دليل على انحطاط الذوق الأدبي والاجتماعي.
يا ترى ماذا أريد أن أقول؟ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1): 89 من شعراء مصر.
( 2): 247 من ديوانه.أظنني أريد أن أقول: إن للسيد ابن شهاب كثيراً من الشعر الوجداني الذي ماجت به عاطفة الشباب ودفعته به خصوبة النفس اليقظة الشاعرة التي يستهويها الجمال، والتغني بمشاعر القلب والوجدان، ولكن ظروف البيئة المثقفة بالروح الصوفية هي التي حرمتنا الاستفادة من شعر الغناء والوجدان.
ومن ناحية أخرى فإن العزلة التي استهوت حضرموت والتي لا تزال تستهويها إلى اليوم وسيرتها بمعزل بعيد عن الأخذ بوسائل النهوض وتنمية المعارف والثقافة، هي التي هيأت الفرصة لأن ينكص ابن شهاب في آخر عمره عن نشر آثاره التي تحمل سورة الصبا ومطارح الفنون والفتوة.
ولو كانت لنا إذ ذاك مجلة أدبية أو صحيفة سياسية أو اجتماعية لما أمكن شاعرنا أن يتنازل عن بنات أفكاره؛ ولأنه لو فعل لاستطعنا الوصول إلى أشعاره بلا أقل كلفة ولا غناء.
ولا تزال ترن في أذني سورة القصيدة التي أنشدني إياها حفيد الشاعر الأديب السيد حسن بن عمر الشاطري العلوي وذلك منذ سنوات وأنا بجاوة.
نعم لا أزال أذكرها لاستحساني إياها إذ ذاك وهي من الأشعار التي لم تثبت في ديوانه( 5).
وإذا كنت على ذكرى لإعجابي بالقصيدة فإني لا أعرف الأسباب التي حالت بيني وطلب نسخة منها من صديقي الأديب لأحتفظ بها مع المذكرات التي جمعتها في تاريخ حضرموت، لا أريد أن أحجم عن أن أبين الغرض المقصود من ذلك إن السيد ابن شهاب كما ذكرت في جملة التعريف به أكبر شخصية تزعمت النهضة الأدبية في عصره ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 5): في افتتاحية الديوان ما نصه:
(هذا ما أذن بنشره العلامة المصقع البليغ المتفنن السيد أبوبكر بن عبد الرحمن بن شهاب الدين العلوي الحسيني من شعره بعد عرضه عليه وتنقيحه لأكثره دون ما لم يأذن فيه أو استولت عليه أيدي الضياع من قبل فإن له شعراً كثيراً ذهب مع الأيام) صحيفة 107.الحضرمي. ومن كانت له هذه المكانة السامية جدير بأن تعطينا المعلومات الكافية عنه من كل الجهات، وأن نتعرف إليه وهو في سن الصبا كما نتعرف إليه وهو يافع وفتى وكهل لأن التعرف به هو التعرف إلى الأدب الحضرمي في الصميم.
ودراسة الأدب الحضرمي هي دراسة البيئة الحضرمية بما لها من مكانة علمية وأدبية وما فيها من عادات وأخلاق وميول ومشار واصطلاحات وروح فكرية وصوفية.
وهذه كلها قيم تاريخية جديرة باعتبارها في المكان الأول في تاريخ حضرموت الأدبي، والبيئة المحافظة تقيس الآداب والفنون بمعيار علم الأخلاق.
علي عبود العلوي